آخر الاخبار

بعد رفع العقوبات عنه.. مالدور الذي يمكن أن يلعبه أحمد علي عبدالله صالح خلال الفترة المقبلة؟ ..تقرير نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟

الإختلاط في كونه حرية شخصية
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 18 يوماً
الأحد 17 إبريل-نيسان 2011 10:57 ص

في خطبة علي عبدالله صالح الأخيرة تحدث عن الاختلاط ما بين الرجال والنساء في ساحة التغير بجوار جامعة صنعاء وأشار إلى أن هذا محرم شرعا ويجب فصل الجنسين عن بعضهما، وهو حديث لا نضعه إلا ضمن خانتين لا ثالث لهما، الأولى إن هذه حماقة أعتدنا عليها وإساءة _ حسب المفهوم الجمعي _ لن تتوقف إلا بإنزاله من كرسي الحكم،والثانية هي إشعال فتيل بين القوى في المعارضة قد لا ينتبه لها أحد إلا بعد أن تثير ما يكفي من البلبلة الغير ضرورية.

التجمع والتحدث وتبادل الأفكار والنكات بين الجنسين هي أمور شخصية كفلها الدستور اليمني ولم يحدد هذا الدستور نوع الجنس أو فصيلته أو عمره للقيام بمثل هذه الأعمال وهي موجودة _ الاختلاط_ في الأسواق والشوارع والمدارس والجامعات وفي كل مكان نذهب إليه، وسيظل الاختلاط بين الجنسين أمر لا يمكن التفريط به لأنه أحد الحقوق الإنسانية التي يجب أن تمارس دون أن توضع عليها قيود، كما أن الشرع والعقيدة الإسلامية لم تحرم الاختلاط من قريب أو بعيد ولنا في التاريخ المتقدم ما يدل على وجود هذا الاختلاط ما بين الصحابيات والصحابة وتبادلهم الأحاديث والعلم في المسجد وفي أماكن التجمعات الأخرى، لكن الحجر ألتي ألقاها الرئيس في مستنقع هو يعلم أنه آسن قد آتي فعله كالسحر أو كالنار في الهشيم.

فهو هنا أهدى التيار الديني السلفي هدية عميقة لتؤكد أو لتستخدم خطابه كتثبيت فعلي لأحد أهم مبادئهم وهي الفصل التام ما بين الرجال والنساء في كل مناحي الحياة،واستغلال هذا الخطاب الأرعن بان من " يتهم " النساء بالاختلاط هو أساء لهن إلى درجة الخوض في إعراضهن، بينما كان بالإمكان لو كان التيار المدني يمتلك زمام الأمور استخدامه كدلالة على مدنية الثورة ورقيها، لكنه أثبت فعلا بأن هذه الثورة لم تعد كما بدأت، وانه طرأ عليها تحول مخيف قد يحول هذه الثورة إلى كارثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة .

المخيف أكثر هو الاعتداء على نشاطات من أمثال السيدة أروى عثمان وهدى العطاس ووداد بدوي بأعقاب البنادق بحجة إختلاطهم بالرجل أثناء مسيرة ضمن مسيرات الثورة اليمنية، وهذا الاعتداء تم بالتنسيق ما بين اللجان الأمنية التي تم تشكليها من قبل حزب الإصلاح وبعض عناصر الفرقة الأولى مدرعة المعروف عن قائدها على محسن الأحمر سلفيته الشديدة، بينما ظل الجميع وإلى فترات متأخرة من الثورة ينادون بجمهورية مدنية لا تفرق على أي أساس ما بين المواطنين.

كلما فتح كاتب أو ناقد فمه ليصحح مسار الثورة أو ليقل رأيه في أمر ما، تقافز في وجه العشرات بأن هذا ليس وقته، بينما يتم خطف الثورة أمام أعيننا ونحن نراعي ما يطلبه منا الآخرون بعدم النقد الحالي لحساسية المرحلة ، في وقت كان الأجدى بالتيار الديني أن يلتزم هو بهذه الحساسية وأن لا يصادر هذه الثورة ويلبسها لبوس ديني متشدد كتلك الأكفان التي رأينها على الأطفال وتقدمهم كأضاحي أو مشاريع " شهداء " لهذه الثورة التي من المفترض بها أنها قامت من اجل الحياة الكريمة لا الموت بذلك الشكل المهين لأدميتنا وآدمية أطفال لا يفقهون تماما ما يحدث لهم الآن !

قبل فوات الأوان، يجب وضع النقط على الحروف، ويجب أن يفهم تنظيم الإصلاح بأن أسلوبه هذا منفر ومقزز أكثر مما يجب احتماله، وأنه عليه أن يحترم رغبات الشباب وتطلعاتهم وأن لا يفرض عليهم رأوه الدينية المتشددة، فهذه ثورة وليس من ضمن أهدافها إقامة دولة تحاكي طالبان في أفغانستان رغم أن كل البوادر توشي لنا بشيء من هذا القبيل .