علي عبد المغني ..مهندس الشروق السبتمبري الخالد
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: شهر و 14 يوماً
الأربعاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2024 05:37 م
  

في غمرة الحديث عن روح السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، واشراقات الثورة الخالدة وصناع الجمهورية الافذاذ يتصدر الحضور في الذاكرة الجمعية لليمنيين الهامة الوطنية الرائدة صاحبة السبق في تأسيس العمل النضالي المنظم ودحر الكهنوت الإمامي البغيض، وقيادة الثورة التاريخية العملاقة في بداية ستينيات القرن العشرين الفادي على عبد المغني .

 

جاءت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة صححت الوضع المختل الذي سلب اليمنيين دورهم الحضاري ومكانتهم التاريخية وجرعهم كل صنوف الظلم وغوائل الاستبداد واعادت الحق الى نصابة ومثلت مرجعية وطنية لكل اليمنيين تدين الماضي وتعزز القيم النبيلة والحقوق العادلة في الحاضر وتصون مكتسبات الوطن والشعب في المستقبل وتعيد النهوض الحضاري لليمن الى مصاف العالم المتحضر والدولة الناهضة .

   

سبتمبر هو مرجعيتنا الوطنية ونافذتنا المشرفة على الحياة والمستقبل.

 بداءت ثورة 26 سبتمبر في ستينيات القرن الماضي ، كفكرة وطنية للخلاص من الاستبداد الامامي وإرادة صلبة لتحرير اليمن من اسوء عصابات الحكم السلالية وكانت الجاهزية التنظيمية التي تولى هندسة اعدادها الشهيد علي عبدالمغني اهم معطيات ومرتكزات تحقيق النصر.

 أعتمدت الثورة على تنظيم الضباط الاحرار الذي مثل قفزة نوعية في العمل النضالي تخطت القصور في مسار الحركة الوطنية التي كانت تفتقد لتنظيم قوي وصارم يعتمد على التخطيط وتحديد المسؤوليات والاولويات 

 

 رغم مسيرة المقاومة الطويلة والتضحيات الكبيرة والكفاح العظيم والجهود الدؤوبة فقد استثمر التنظيم القابلية الشعبية والسياسية لاندلاع الثورة عندما عجزت كل محاولات الاصلاح عن طريق الوسائل السلمية ومقتضيات اسداء النصح 

 وكان التنظيم القوة الفارقة في تحقيق النصر .

 

البيئة النضالية الحرة والجغرافيا الباذخة العطاء التي انجبت الشهيد الخالد /على عبدالمغني ظلت حاضرة في كل مراحل النضال الوطني هنالك سر اودعه الله في المناطق الوسطى من اليمن عنوانه الشجاعة المفرطة والتضحية العظيمة والوعي العميق والبسالة النبيلة تلازم في المعاني وكمال في السلوك وقمة في الوطنية .

  

انها إب واسطة العقد ودرة التاج اليماني وروح النضال المتجدد 

اب التي نحب والوطن الذي نعشق هداياها غالية شديدة التميز .

   

يرتجف القلم عندما تذكره بالشهيد البطل علي عبدالمغني يشعر اليراع بعجزه وضعفه وقلة حيلته اذ ما حاول الكتابة عن هولاء الابطال الذي سطروا باحرف من نور ونار سفراخالدا من النضال وقرآنا مرتلا من التضحية والفداء .

 

 الوادي الخصيب الذي جاء من مروجه الخضراء الزعيم الوطني قائد الثورة السبتمبرية واحد رواد الجمهورية الشهيد الخالد 

/ اللواء علي محمد حسين عبد المغني المولود في العام 1935م في قرية (المسقاة) في وادي (بنا) من مديرية السدة محافظة اب الباسلة 

 

في التاسعة من عمره عام 1946م انتقل وهو الفتى اليتيم الذي لا يملك من الدنيا غير أم عظيمة دفعته نحو منابر العلم وإرادة قوية من نفسه ان يكون شيء من المستحيل وقدراً ناجزا من اقدار الله النافذة إلى صنعاء لمواصلة دراسته والتحق بمدرسة الأيتام، في مدينة صنعاء وشارك في الأنشطة السياسية، والطلابية، بفاعلية حتى قيام الثورة السبتمبرية الخالدة .

 

قبل قيام ثورة 48 م بأيام قابل المناضل جمال جميل العراقي قائد الثورة، وبعد حوار جزل عن الحرية وحقوق الشعب وما تعانيه اليمن من ظلم واستبداد الإمامة استشف البطل الثلايا ان اليمن ولادة وان ميلاد الحرية وان فجر الثورة سوف يشرق يوما ما مادم في اليمن مثل هولاء الفتية 

 

قاد ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1956، ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ على اثر تعرض ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ، ﻭﺟﻬﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ، والقوى الإمبريالية ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺻﻨﻌﺎﺀ، الهبت حماس الطلاب وشكلت بداية واعية لنضال مدني طلابي انطلق وارسى دعائم الوعي بضرورة التفاعل مع القضايا الوطنية والقومية ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻭﺳﺠﻦ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ تالية ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ وعن رفاقه الاحرار .

 

تخرج علي عبدالمغني من المدرسة الثانوية حاصلا على المركز الأول، وأصدر قرار بتعيينه سكرتيرا خاصا في وزارة المعارف.

 

 التحق بالكلية الحربية في العام 

1958 ضمن الدفعة الثانية المعروفة تاريخيًا باسم دفعة علي عبد المغني وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى وفي حفل تخرج ألقى كلمة الخريجين ومنحه الأمام أحمد، قلمه الخاص المصنوع من الذهب جائزة لتفوقه ، فكانت يد الاقدار تعد هذا الشاب المناضل الذي سيصوغ بقلم جائزة التفوق أهداف الثورة اليمنية الخالدة .

 التحق بمدرسة الأسلحة عقب تخرجه من الكلية الحربية مع عدد من خيرة الضباط الخريجين من الكليات العسكرية والامنية ، منهم: رفاق دربه وزملاء نضاله محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبد السلام صبرة، احمد الرحومي، صالح الأشول، سعد الاشول، علي علي الحيمي، عبده قائد الكهالي، احمد مطهر زيد، احمد الكبس واخرين كجيل متميز صنعتهم ايادي القدرة الربانية ليكونوا جيل تحرير اليمن من الإمامة والكهنوت وصانعي اقدس ثورات الارض .

 

في ديسمبر/كانون الأول من العام 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد جهود مكثفة وعمل متواصل أفرزت تكوين هذا التنظيم من طلائع النخبة الشبابية والنضالية اليمنية من طلاب الكلية الحربية، ومدرسة الأسلحة، وضم عناصر من مختلف الاتجاهات السياسية والقوى الاجتماعية الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه التنظيمية وكانت تضم عشرة أعضاء.

 

وكان همزة الوصل وقناة الاتصال بين تنظيم الضباط الاحرار والقيادة العربية المصرية، ويتميز بالذكاء الحاد المتقد ، وبروح وطنية عالية ، واسع الاطلاع، ممتلئًا بالشعور القومي، يملك قدرة كبيرة على تجنيد الشباب للقضية الوطنية والتاثير الفعال في كل من حوله .

 

 نص قسم الانتماء للتنظيم «أقسم بالله العظيم وبالإسلام الذي أدين به، وبكل المقدسات الوطنية، أن أكون جنديًا مُخلصًا في جيش العروبة، وأنْ أبذل نفسي وما أملك فداء لقيادتي، ووطني، وأن أكون مُنقادًا لما تصدر إلي من أوامر، مُنفذًا لها، ما دمت أعلم أنها في المصلحة العامة التي جاء من أجلها الدين، وأنْ لا أخون ولا أفشي سرًا للمنظمة، ولو أدى ذلك إلى استشهادي، والله على ما أقول وكيل» 

- الاشتراك الشهري ( ريالاً واحداً ) .

التقى في ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1962، ﺑﺎلرئيس المصري الراحل ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ رحمه الله ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺑﺎﺧﺮﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺸﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﻋﺒﺮ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺎﺀ، ﻭﺣﺼﻞ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻮﺩ من القيادة العربية المصرية ﺑﺪﻋﻢ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ.اثر ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻧﻈﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮات طلابية ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺃﻏﺴﻄﺲ 1962، احتجاجًا على الأوضاع المتردية والمنعدمة في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحالة الاستبداد والفساد والظلم والاستلاب الحضاري التي كانت سائدة في عهد حكم الأئمة .

 

 وضع خطة الثورة بدقة وقاد تنفيذها باحتراف ، وصاغ أهدافها الستة، وكان اهم كتاب بياناتها وادبياتها ، وأول شهيد يسقط من تنظيم الضباط الأحرار في معارك الدفاع عنها.

 وعضو مجلس قيادة الثورة، الذي شكل من خمسة أعضاء؛ هم: المشير عبد الله السلال، وعبد الله جزيلان، والأستاذ عبد السلام صبره، ومحمد إسماعيل المنصور،

علي عبدالمغني القائد العسكري المحترف والثائر السبتمبري الجمهوري الفادي احد أبرز الضباط الأحرار الثائرين ضد نظام الإمامة الفاسد،

انطلق في الايام الأولي للثورة لقيادة حملة عسكرية إلى منطقة «حريب» في مأرب لمواجهة الحشود الامامية بقيادة الحسن بن يحيى حميد الدين، وخاض معركة بطولية في جبهة صرواح بعد ان خطط واوقد شرارة الثورة انطلق بنفسه للقتال دفاعا عنها واستشهد بعد قيامها بعشرة ايام. في أكتوبر 1962م. تؤكد المصادر التاريخية أنه القائد الميداني للثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، الظافرة وانبل شهدائها الابرار، وضباطها الاحرار ومفكريها العظام .

علم شامخ وقامة سامقة في تاريخ اليمن المعاصر.

 

 ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ" ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺩﻳﺐ، ﺇﻥ "ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺿﺎﺑﻂ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ".

أما ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، فقد ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻌﻪ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﺎﻡ 1961، ﺇﻥ ﻋﻠﻲ عبدﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ.من جانبه، ذكر ﺍﻟﻜﺎتب ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ" ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻻّ ﻣﺮﺗﻴﻦ: ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺨﺒﺮ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ. وقال عنه ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻼﻝ: "إﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻫﻮ ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ"

  

ثلاث مقولات للقائد الشهيد...

 

 ...العظيم البطل علي عبدالمغني رحمه الله :

- «اللهم أسمعني إعلان الجمهورية وأموت»

 

- «نحنُ الغدُ وهم الأمس، والأمسُ مضى والغدُ... قادم»

 

- «ﺍﻟﻌﹹﻤﹿﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭإﻧﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻪ (الإنسان) ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ».

 

 تاثر علي عبدالمغني بعبدالناصر وتأثرت ثورة 26 سبتمبر بثورة 23 يوليو 1952  

 

 يجمع كل من عاصر الملازم علي عبدالمغني على مثاليته العالية وفدائيته الفريدة، فلم يكتف بموقع مسئوليته عن الشؤون العسكرية بمجلس القيادة والتوجيهات التي يصدرها لزملائه الضباط بالتوجه لقيادة المناطق العسكرية التي ظهرت فيها نذر التمرد على الجمهورية الوليدة، 

 

 جاء في التقرير السري للسفارة المصريه العربية بصنعاء بعد أسابيع من قيام الثورة، إذ جاء في ص 32 الفقرة 26: "لا ينبغي أن يفوتنا التنويه عن أن الصانع الحقيقي لثورة اليمن هم هؤلاء الطليعة الشابة من ضباط الجيش الأحرار الذين كانوا ركيزتها الأساسية أولاً وآخراً، وهم وإن كانوا يعملون الآن في صمت كجنود مجهولين قاموا وما زالوا يقومون بدورهم في سبيل المثل العليا التي ثاروا من أجل تحقيقها" [أحاديث صحافية].

  

ماذا كتبت التقارير المصرية عن عبدالمغني بعد استشهاده:

شكل مصرع علي عبدالمغني خسارة فادحة للثورة والجمهورية والوطن اليمني، باعتباره شابا ًواعداً وزعيماً مثالياً نال إعجاب رفاقه وعارفيه، ممن سجلوا إقراراً بتميزه وفرادة شخصيته ورؤيوية نضاله حتى جسد بفدائيته القربان الأنبل للثورة والجمهورية.

و خصصت السفارة المصرية تقريرا عن الشهيد عبدالمغني ضمن "تقرير رقم 1" تحت عنوان "تطورات الموقف في اليمن.. . مؤرخة في 17 أكتوبر 1962م،  

 

 " وتجدر الإشادة هنا بالملازم علي عبدالمغني الذي استشهد في إحدى هذه العمليات في "مأرب". 

وكان هذا الضابط الثائر الجندي المجهول الذي كان وراء تشكيل الضباط الأحرار في الجيش اليمني، ولم يبخل بجهد أو عرق أو مال في سبيل الإعداد للعمل الثوري، وبعد أن أتم رسالته وقامت الثورة استمر في نكران ذاته حتى استشهد في سبيل الرسالة التي رواها أخيراً بدمه.

لقد كان القدر قاسياً في اختيار الشهيد علي عبدالمغني إلى جواره قبل أن ينعم برؤية ثمرة جهوده وآماله والتي شارك فيها مع بعض زملائه عملاً جليلاً في سبيل وطنه وقوميته، لقد عاش بطلاً ومات بطلاً فليرحمه الله رحمة واسعة".