مدير أمن الحديدة:الحوثيون يعتبرون الحديدة ممراً لوصول الأسلحة إليهم
بقلم/ حسن مشعف
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 18 يوماً
الأحد 27 يناير-كانون الثاني 2013 05:32 م
  

مؤخراً كثر الحديث عن القضايا الأمنية التي حدثت ولا تزال تتجدد بعضها في محافظة الحديدة، وعلى رأسها طبعاً، كميات الأسلحة المهربة التي تدخل الميناء بطريقة غير شرعية وتصل للجماعات المسلحة في صنعاء وصعدة، فضلاً عن قضية أخرى تبعث على الحزن والاستغراب وهي سيطرة جنود من الجيش والأمن على أراضي مطار الحديدة، حول هاتين القضيتين ومعدل الجريمة ونسبة ضبطها والمعوقات التي تعاني منها محافظة الحديدة، تناقش "مأرب برس" في حوار خاص العميد ركن محمد أحمد أمين المقالح مدير أمن محافظة الحديدة. سيتحدث المسئول الأمني الأول في الحديدة منذ أن عين بداية شهر سبتمبر الماضي عن مجمل المواضيع المتعلقة بأمن المحافظة.. إليكم الحصيلة:

حوار / حـسـن مـشـعـف

*لنبدأ من أراضي حرم المطار وما تم فيها مؤخراً من عمليات نهب حسب تصريحات الجهات الرسمية. ما هو موقفكم كجهة أمنية حول القضية؟ وما الذي يحدث في حرم المطار حتى نضع النقاط على الحروف؟

- لقد تعينت في أمن محافظة الحديدة وهذه المشكلة موجودة وقد وقفت اللجنة الأمنية عدة مواقف في هذه القضية، حيث أن جنود وضباط اللواء 130 واللواء 67 طيران إضافة إلى كتيبة الحرس المتواجدة بالمطار هم من قام بالبسط على حرم المطار بعد أن قام بعض المواطنين بالبسط في الجوانب الخارجية لحرم المطار, فقد سبق وأن جهزنا حملة مكونة من 25 طقماً عسكرياً وتم هدم ما بناه المواطنون حتى وصلت القوة إلى الاستحداثات التي قام بها رجال القوات الجوية حيث قام الأخيرون بحمل السلاح ضد الحملة وكانت ستزهق الأرواح لولا تعقل اللجنة الأمنية.

نحن هنا نعاني من مشكلة كبيرة أمام جهل هؤلاء الجنود بأهمية المطار الذي ينبغي أن يكون تحت حمايتهم ونتائج المواجهة التي لو تمت بين الأجهزة الأمنية وألوية من القوات الجوية والدفاع إضافة إلى كتيبة من حماية المطار لذلك فإن المعول عليه تدخل وزارة الدفاع ممثلة برئاسة الأركان ونحن نتمنى ذلك فلا نحبذ سلوك المواجهة, مع أن المطار يستحق نظراً لأهميته الإستراتيجية كأهم مطار في اليمن والقرن الأفريقي.

* هناك كميات كبيرة من الأسلحة التي تم ضبطها في النقاط الأمنية في المحافظة خلال العام الماضي وبداية هذا العام

- ضبطت أجهزة الأمن بالمحافظة العديد من الأسلحة أثناء الحملات الأمنية المستمرة حتى اليوم, وذلك لمنع المظاهر المسلحة بالمحافظة, لكن سؤالك يركز على الكميات التجارية المضبوطة, بالفعل ضبطت الأجهزة الأمنية العديد من الأسلحة من الآليات "كلاشنكوف" والمسدسات المتنوعة, وكان أشهر هذه الكميات التي ضبطت في نقطة مديرية حيس جنوب مدينة الحديدة تقدر بخمسة ألف وخمسمائة وواحد وثلاثين مسدساً تركي الصنع وكانت هذه الشحنة مخبأة بطريقة لا توحي بوجود شيء, إلا أن وجود الحس الأمني لدى رجال الأمن مكنهم من ضبط الشحنة ولذلك حصل رجال الأمن على تكريم من فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي حفظه الله, حيث منحهم ترقية إلى ملازم /2 وكذلك منحهم وسام الواجب, كما منحهم مبلغ مليون ريال لكل واحد منهم, والحقيقة أن هذا التكريم يعد تكريماً لكل رجال الأمن المنتسبين لوزارة الداخلية بصفة عامة ولرجال الأمن بالحديدة بصفة خاصة. وأعتقد أنها لفتة كريمة من الأخ رئيس الجمهورية تجاه جنود الأمن كنا قد افتقدناها منذ عقود من الزمن, لقد أحدث هذا التكريم أثره برفع الروح المعنوية لكل رجال الأمن , وانهزمت الروح المعنوية لدى المهربين والخارجين عن القانون أياً كانوا.

*بعد العمليات التي من خلالها ضبطت الأسلحة, هل قمتم بحملات أو خطط أمنية لمتابعة عمليات تهريب الأسلحة؟

- تعلمون أن محافظة الحديدة ساحلية وممتدة ولها حدود مع محافظة تعز وذمار وصنعاء وريمة والمحويت وحجة وطرقها متعددة ونحن نعلم تلك التحديات التي تواجهنا, لكننا نعمل بخطى ثابتة لتحقيق الأمن ومنع الاختراقات, فقد أنشأنا نقاط مراقبة في كل من مديرية السخنة ومنطقة المثلث الذي يربط مديرية المراوغة ومديرية باجل ومديرية برع ومديرية السخنة كي نراقب خط السير من مديرية المنصورية للسخنة, أيضاً ننفذ في خطتنا إغلاق منافذ موصلة لمحافظة المحويت من جانب مديرية المغلاف, أيضا نحن حالياً قمنا بنقل نقط مراقبة غير مجدية إلى مكان تقاطع مهم في خط مديرية الضحي, وكذا نفذنا نقط مراقبة أمنية تربط مديرية المغلاف بمدرية القناوص, واستحدثنا مركزا أمنيا على الساحل بمنطقة ابن عباس مدعوماً بطقم حديث للمراقبة لعمليات التهريب.

نحن نقيم أوضاعنا الأمنية بصورة مستمرة ودقيقة ونعمل بسرعة وفق معطيات الواقع الأمني, هناك الكثير من الإنجازات في مجال الخطط والتنفيذ على أرض الواقع, وهناك خلال الأيام القادمة بإذن الله سيتم وضع نقط مراقبة أمنية على طول الشريط الساحلي تراقب الوضع الأمني وترصد تحركات الخارجين عن القانون وتضبطهم في حالات التلبس.

*أثناء عمليات التحقيق مع المهربين للأسلحة. ماهي أكثر المناطق التي كانت متجهة إليها الأسلحة؟

- محافظة صعدة ومناطق أخرى.

*هل يعني ذلك أن الحوثيين في شمال اليمن يعتبرون محافظة الحديدة ممراً لتهريب الأسلحة إليهم ؟

- تعلمون أن صعدة ليست كلها مع الحوثيين بل إنهم متمركزون بصورة أساسية في مديريتين ولا يمثلون أهل صعدة ولذلك هم يسعون للحصول على السلاح, ومحافظة الحديدة تقع على ساحل البحر وتعد مراً للوصول إلى صعدة, خاصة إذا كان مصدر التهريب محافظة تعز أو أي محافظة أخرى تقع على البحر العربي.

* هل تتوقعون قدوم المزيد من الأسلحة المهربة عبر منافذ برية وبحرية في محافظة الحديدة؟

- اليمن يمر بمرحلة صعبة والعصابات الإجرامية تعجبها الحياة في بيئة غير نظيفة, ونحن نتوقع من تلك العصابات أن تستغل الوضع لممارسة تلك الأفعال الخارجة عن القانون, ولكننا نؤكد أن رجال الأمن لهم بالمرصاد ولن نتردد في التعامل معهم لكبح جماحهم الشيطانية في إغراق البلد بالأسلحة والقصد منها إزهاق الأرواح البريئة.

*ما هي خطتكم الأمنية لمواجهة عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات لهذا العام؟

- تفعيل أجهزة البحث والتحري, فقد تم دعم البحث الجنائي بقوة كافية وآليات وهم اليوم يعملون وفق خطط لضبط جرائم المخدرات, وضبط الخارجين عن القانون وهناك تنسيق بين كل أجهزة الأمن بالمحافظة.

لا يزال العمل لمنع المظاهر المسلحة قائما سواء داخل المدن أو النقاط . بالنسبة للأشخاص المخولين بموجب تصاريح حمل السلاح, عليهم عدم التجول بالسلاح مالم يعتبرون مخالفين لمضمون التصريح وسيتعرضون للضبط.

خططنا المستقبلية.. نحن نعمل ضمن خطة تقرها وزارة الداخلية, إضافة إلى ما سبق من توضيح لإجراءات تم اتخاذها على أرض الواقع , نحن نتعامل مع الخارجين عن القانون في مجالات تهريب السلاح والمخدرات وفق خطة تواجه خطط المجرمين.

فمثلاً حينما ضبطت الأجهزة الأمنية المخدرات في طريق معين, فإن الخارجين عن القانون يقومون بتغيير طريقهم إلى مكان آخر, أي أننا نغير خططنا لمواجهة أسلوب المهربين الحديثة..لسنا جامدين في التفكير فلدينا من المرونة والسرعة ما يجعلنا نغير من خططنا.

وبالرغم من ذلك تواجهنا صعوبات جمة وتحدث اختراقات, فالجريمة موجودة ولا يمكن لأي إنسان القدرة على منعها, لكن المنطق الذي نستطيع قوله أنه بمقدورنا الحد منها.

*استطاع أفراد الأمن بنقاط متفرقة خلال الأيام الماضية من ضبط كميات من الحشيش المخدر, كيف تم التعامل معها ؟ وهل كشفتم من يقف وراءها؟

- بالفعل ضبطت كميات من الحشيش خلال فترة وجيزة بحوالي طن ونصف من الحشيش المخدر, وتم ضبط المتهمين الحائزين على الكميات وكلهم من يعمل بهذا المجال بالتجارة ونقل المخدرات, إلا أن هناك من يديرون تلك التجارة وقد تم كشف هويتهم من خلال التحقيقات. وكل هذه القضايا يتم إحالتها إلى النيابة المتخصصة.

*هل يعني أن نفسر ذلك أن تجارة الحشيش والمخدرات منتشرة ومتعاقبة من الفترة الماضية؟

- حينما نتكلم كرجال قانون يجب أن يكون لدينا الدليل بأيدينا, لكن التكهنات تكون واردة, فلا يعقل أن يغامر تاجر المخدرات بنقل كمية خمسمائة كيلو مثلاً دون أن تسبقه كميات تم نقلها بنجاح...ولذلك أمن القناوص ضبط خمسمائة وتسعة كيلو جرام من الحشيش الخارجي وهي تعد أعلى رقم منذ أربعة أشهر من ضمن الكميات التي تم ضبطها خلال تلك الفترة.

*ماذا عن عمليات الاعتداءات المسلحة من قبل عصابات التقطع, والتي كان آخرها مصادرة سيارة على مواطن الأسبوع الماضي بحارة 7يوليو؟

- كما قلت سابقاً لا يخلو أي مجتمع من الجريمة وفي هذا الشأن لا يزال البحث الجنائي يتابع القضية وهناك تحقيق جدي وسنعرف النتائج, وأنا أؤكد على أن هناك عناصر إجرامية هدفها زعزعة أمن البلاد تمارس الجريمة, هؤلاء المجرمون لا ينتمون إلى أي دين, ولا عندهم وازع من ضمير إنساني, لكن ستطالهم يد العدالة قريباً بإذن الله.

*كيف تتعاملون معهم خصوصاً وأن هناك مراقبين يؤكدون زيادة وجود العناصر المسلحة التي تثير السكينة العامة؟

- لدينا أطقم الحملة الأمنية تتحرك على مدار اليوم لضبط أي عناصر مسلحة, كما أن لدينا حملات التفتيش في المدينة ونحن يومياً نضبط أسلحة. وهناك بعض الصعوبات ومنها "مسلحون مرافقون لأعضاء مجلس النواب وقادة عسكريون مع مرافقيهم وكبار مسئولي الدولة محافظون وغيرهم والمرخص لهم بحمل السلاح " هؤلاء أحياناً يتجولون بالأسلحة دون مراعاة لمشاعر المجتمع الذي أصبح يكره هذه المظاهر وينظر إليها بازدراء. ويزداد هؤلاء الزوار إلى الحديدة خاصة هذه الأيام في فصل الشتاء.

*قضية بنك التسليف الزراعي التي راح ضحيتها ضابط واثنان آخران ونهب ملايين الريالات من البنك في وضح النهار. أين أفراد الأمن حينها؟ وما هو آخر ما توصلتم له من خلال متابعتكم للقضية؟

- القضية لا تزال رهن التحقيق... ونحن نأسف للخسارة الفادحة في الأرواح فقد خسرنا ضابط وجندي ونائب مدير البنك وكان رجلاً شجاعاً. لكن أؤكد أن هناك عدة عوامل ساعدت الجناة بتأخير النتيجة وهي أن موقع البنك في مكان بعيد يقع على شارع فرعي وكذا عدد القوات المهاجمة أكبر من قوة الحماية وكاميرات البنك كانت لا تعمل وأنتم جميعاً تعلمون أن قضية مقتل المبحوح في دبي من قبل الموساد الإسرائيلي لم تكشفه غير كاميرات المراقبة الموجودة في الفندق.

*هناك حملات أمنية لملاحقة إطلاق الرصاص في الأعراس في المحافظة وملاحقة العصابات الخارجة عن القانون ...برأيك هل تستطيع القول أنكم تمكنتم من القضاء على هذه الظاهرة؟

- توفير السكينة العامة من مهامنا الأمنية, وما يحدث في الأعراس هو إزعاج لتلك السكينة. وبالتأكيد أستطيع القول أنه تم الحد منها بنسبة لا تقل عن 90 % حيث وجدنا أطفالا مصابين بطلقات نارية راجعة وهناك من فقئت عينه وهناك من أصيب في بطنه وكان لزاماً علينا حماية أرواح الناس من هذا العبث ولذلك وصل الأمر لدرجة تكليف خمسة أطقم أمنية لضبط المسلحين بالأعراس وكذلك مستخدمي الألعاب النارية ...وكانت الأعراس متعددة ولكننا عزمنا على تقييد تلك الخروقات وضبط من يعبث بأرواح الناس وكانت خطتنا تقتضي الحد منها بداية حتى نصل إلى وقف استخدام الألعاب النارية, فقد منعت وزارة الداخلية استيراد تلك المواد وعلى إثرها قمنا بحجز 23 حاوية 40 قدم داخل ميناء الحديدة, وقمنا بضبط حاوية 40 قدم مهربة تحمل تلك المواد وأرسلناها إلى الجمارك بحيث تظل داخل الجمارك باعتبارها مهربة وكذلك لا يمكن جمركتها إلا بتصريح وهذا مالا يمكن أن يكون.

*تقييمك للوضع الأمني في مديريات المحافظة؟

- لا يختلف كثيراً عن عاصمة المحافظة بيد أن هناك تفاوتاً بين مديرية وأخرى من حيث قوة الانتشار للأمن فيها.حسب التعداد السكاني..أيضاً تزداد الجرائم في عاصمة المحافظة بصورة أكثر من المديريات..لكن ظاهرة الألعاب النارية متواجدة في بعض المديريات أكثر من البعض الآخر, ونحن بصورة مستمرة نعمل على تقييم العمل الأمني بتلك المديريات وذلك ما حدا بنا إلى عمل تغييرات في الإدارات الأمنية , ولا نزال نراقب الأداء الأمني ومستعدون لإحداث التغيير طالما كان في مصلحة العمل الأمني ومحققاً لمصلحة الأمن وسلامة المواطنين.

*ماهي العوائق التي تواجهونها خلال أداء الأجهزة الأمنية عملها؟

- هناك صعوبات عديدة ونحن نعلم أننا نواجه تحديات وطبيعة المرحلة كلنا يعلمها, ولكننا مصممون على المضي قدماً, ولأننا نؤمن بحبنا لهذا الوطن, وأن حب الوطن جزء من عقيدتنا لذلك فنحن نملك زمام المبادرة ونواجه كل الصعوبات مهما كانت وتعددت ولا حصر لها لكننا نؤمن أننا حتماً سننتصر بمشيئة الله.

*كلمة أخيرة؟

أشكر جزيل الشكر للقائمين على صحيفة "مأرب برس " على اهتمامهم الدائم والمستمر بنشر قضايا الأمن في محافظة الحديدة والتطورات الأخيرة, التي كان لها خبر السبق في ذلك, ولأن الصحافة هي السلطة الرابعة فإني أشكر لكم اليوم إتاحة الفرصة لنا للحديث عن بعض القضايا الأمنية وتوضيح بعض الأشياء التي ينبغي توضيحها متمنين لكم مزيداً من التقدم.