إسرائيل مرتاحه جداً لحراك الذنوب
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الجمعة 11 ديسمبر-كانون الأول 2009 06:17 م

إسرائيل هي ذلك الكيان اللقيط ، هي دولة اليهود الذين يكنون ويضمرون أبشع صور العداوة والبغضاء والحقد على المسلمين منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا ، وقد أُعلن عن قيام دولة كيان إسرائيل في 15 مايو عام 1948م ، بعد ان صدر وعداً من بلفور وزير خارجية بريطانيا عام 1917م { للتنبيه علينا معرفة أن الغرب قد طرح مقترحاً على زعماء بني صهيون لبناء وطن قومي لهم في أفريقيا لكنهم رفضوا ، وهو الأمر الذي يدل على نيتهم المبيته للنيل من الأمه الإسلاميه }.

ولذلك فإن هذا الكيان الصهيوني قد دخل فلسطين وأجبر أهلها على الرحيل ، ومن أبا كان مصيره القتل بأبشع صوره ، ولكي يبقى هذا الكيان اللقيط حياً فقد جعل ساسته من أولى أولوياتهم العمل على زرع بذور الفتنه بين المسلمين بصفه عامه وبين العرب على وجه الخصوص ، ولتحقيق ذلك سعوا الى إيجاد عُملاء لهم وجواسيس داخل كل دوله عربيه ، ومدوهم بكل ما يسهل عملهم الذي هو إختلاق المشاكل وإحداث الإضطرابات وصنع الفتن داخل كل دوله عربيه يحسوا أنها تشكل خطراً على مستقبل كيانهم الغاصب ولو كان ذلك الخطر بعد حين .

انه قد مضى على وجود هذا الكيان الغاصب أكثر من ستة عقود ، ولو تأملنا ما الذي أصاب أمة العرب خلال هذه الفتره ، فأننا نجده مزيداً من الضعف ، وكثيراً من الهوان ، لحقا بهذه الأمه ، ولذلك أسباب جُلها وأغلبها كان لكيان بني صهيون يداً فيه .

عليه دعونا ننظر بعين المتدبر الفاحص الحريص لمدى سرور وإرتياح وإبتهاج إسرائيل لما يريده ويطمح اليه ما يسمى بحراك الجنوب ، { وهو ما سميته في عنوان مقالي بحراك الذنوب كوني وجدتها تسمية على مسمى نظراً الى أفعاله المشاهده } .

الحراك يسعى الى هدف واحد هو الإنفصال ، بحجة تعرض أهل الجنوب للظلم من قِبل حكومة صنعاء {وهي طبعاً حجه تفتقر الى الأدله والبراهين التي تقويها لأن هناك في السلطه من ابناء الجنوب وهو الأمر الذي يستحيل معه سكوت من في السلطه على المظالم }، مع العلم أن هذا الحراك قد ابرز وجوده في أربع محافظات هي الضالع و ابين ولحج وشبوه { وكانت مظاهرات الحراك في تلك المحافظات مظاهرات ليس لها أنصار كثير حيث لم يتجاوز عدد المتظاهرين فيها العشرة الاف بحسب أعلى نسبه ذكرت في التقارير الصحيفيه }، أما باقي محافظات الجنوب فلم نر للحراك أثراً فيها وهي عدن وحضرموت والمهره ، فما الذي يعنيه ذلك ؟.

الذي يعنيه ذلك أن من يطالبون بالإنفصال لا يتعدون نسبة 5% من سكان اليمن شماله والجنوب ، كما أنهم لا يتعدون نسبة 15% من سكان محافظات اليمن الشرقيه ، وما قلته لا يعني أن نقلل أو أن نحقر أو أن نستهزى بالحراك ، فسنة الله في الكون تتمثل في قوله تعالى { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً }  صدق الله العظيم .

أقول يجب علينا أن لا نقلل من شأن الحراك لأن معظم النار من مستصغر الشررِ ، هذه النار ستحصل في حالة إذا ما إستمر هذا الحراك في دعواته الإنفصاليه والعدائيه من جهه أولى ، ومن جهه ثانيه في حالة ما إذا إستمر هذا الحراك في سلوكه الشيطاني المتمثل في قتل الأبرياء ، وإحراق محلاتهم التجاريه ، والإعتداء السافر على افراد القوات المسلحه والأمن ، ومن جهه ثالثه في حالة بقاء موقف الدوله على ما هو عليه وهو طبعاً الى حد ما موقف المتفرج .

النار التي ستشتعل هي الحرب ، ولا أقول أنها ستكون حرباً بين شمال اليمن وجنوبه ، بل ستكون حرباً بين الوحدويين والإنفصاليين ، وتلك الحرب قد تسبب إنهيار النظام اليمني لعدة أسباب أولها الحاله الإقتصاديه ، وثانيها عدم الحسم العسكري في صعده ، وثالثها تدخل قوى إقليميه بناء على طلب دعاة الإنفصال { وهم فعلاً قد طلبوا ذلك } .

نتائج ذلك تتمثل في وجود فلتان أمني خطير ينتج عنه الفقر والمجاعه والقتل والإختطاف ، أوالصراعات بين قوى قد تبرز على ساحة اليمن الغالي ، كل ذلك سيدفع بالكثير من أبناء اليمن الى الهجره لدول الجوار ، وطبعاً دول الجوار لن تكون على إستعداد لتقبل الملايين من المهاجرين { زد على ذلك توافد الملايين من دول أفريقيا التي تعاني شعوبها من الفقر والجوع }، مما يدفع الى تشكيل عصابات ومليشيات مسلحه ، إما للسطو والنهب والسرقه داخل الأراضي اليمنيه ، أو مهاجمة حدود دول الجوار لذات الهدف ، وهو الأمر الذي بدوره سيضعف وينهك تلك الدول { ولو على المدى البعيد } ، مما يجعلها لقمة سائغه وسهله البلع لأعداء هذه الأمه.

تلك نتائج خطيره جداً جداً ، يؤيدها أن جزيرة العرب تنتج أكثر من ثلث الإنتاج العالمي للنفط ، وكل الدول الصناعيه الكبرى متعطشه للنفط ، وهو الأمر الذي يجعلها تسارع إما طوعاً أو كرها الى إحتلال جزيره العرب تحت مسميات عده ، منها الحمايه ، ومنها حفظ الأمن ، ومنها حفظ مصالحها ، ومنها تأمين سلامة الملاحه الدوليه على البحر الأحمر وبحر العرب وخليجي عدن والعربي ، وطبعاً على راس تلك الدول إسرائيل كونها ستجد المبررات السخيفه التي على رأسها حفظ أمنها القومي لأنها الجار الأقرب للعرب .

تلك هي الأسباب التي دفعتني وتدفعني وستدفعني الى الدفاع عن وحدة اليمن ما حييت ولا يهمني أو يحبطني أو يقلل من عزيمتي كره البعض لي أوحقدهم عليّا بل أبعد من ذلك لا يهمني تعرضي للتصفيه ، فالمساله ليست مسالة الدفاع عن نظام أو محاولتي التقرب منه لأحظى بمزيه ، بلى هي مساله وطنيه وقوميه بل قل هي مساله دينيه بالمقام الأول ، تجعلنا نعلم جميعاً أن السكوت على أفعال الحراك يعني وبكل بساطه السكوت على ضياع أمه بتاريخها العريق ، ومجدها المضيء ، وإرثها المتوهج كوهج الشمس .

بناء عليه أرجو من الحراك ومن كل عربي ومن كل مسلم تجري في عروقه دماء الغيره والشهامه والكرامه والتضحيه والفداء ، أرجو منهم جميعاً أن يعرفوا ويعلموا علم اليقين أن وحدة اليمن ليست ملكاً لعلي عبدالله صالح أو حكومته أو أياً من أتباعه بل هي ملك لا أقول ملك أجيال اليمن فحسب بل أقول ملك أجيال العرب والمسلمين لا يتخلف منهم أحدا ، وما كان كذلك فوالله إنهُ يستاهل ويستحق وبجداره أن نسخر اقلامنا ليحي ، وجل وقتنا ليستمر ، وكافة إمكانياتنا ليزدهر ، وأقصى طاقتنا ليُثمر . .