”البائسون“ وخطابهم التكفيري..! 
بقلم/ د. علي العسلي
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و يومين
الأربعاء 03 مارس - آذار 2021 11:35 م
 

"البائسون" المنهزمون هم من يحشدون رعاعهم باسم المجهول، باسم الغائب، باسم المهدي؛ وعندما ينكسرون فلا يحتاج الأمر منهم إلى الاعتراف بذلك، لاحظ فقط ردود افعالهم، تجدهم يتشددون ويتدخلون في خصوصية الناس ومنع النساء من دخول المطاعم او ما شابه بحجة أن ذلك يؤخر النصر، وتلاحظهم يعتمدون على تجهيل مناصريهم بأنهم مكلفون من عند الله بتحرير مأرب على سبيل المثال من الكفار ..!؛

بئس هم، وبئس تفكيرهم، وبئس استخدام "للدين" لتكفير مأرب وأهلها. !؛ الله ما " أضعفهم!" وما "اجبنهم!"، وما "أهش!" جبهة وعيهم...!؛ خسئوا بهذا الوعي "المزيف" المغلف بعباءة الدين.. فكفروا مأرب باسم "الدين"...!؛ ليدل على هزيمتهم النفسية قبل المادية، حيث لقنتهم مأرب الدروس القاسية وذاقوا الموت هناك في شعاب وصحراء مأرب البطلة...!؛مأرب تفتح صفحة جديدة من صفحات العز والكرامة وعلى الجميع مؤزرتها، كل بما يستطيع، أقلها بالقلم وتوضيح الحقائق وايصال رسائل لعوامهم لعلّهم يستيقظون...!؛ 

سبحان الله الذي جعل الحوثة في مأرب يبكون وهي تأكل قادتهم، ومن استوردوهم من خبراء "إيران" أو مجاهدات لبنان الحبيبة ووقعن بعضهن أسري في جبهات مأرب وليس بمزارع شبعا اللبنانية..!؛ مأرب ((الكاشفة)) و((الفاضحة))، لما يُبطنون!؛ فتراهم عند الهزيمة ((يظهرون)) ويكّفّرون، وعند بلوغهم حد الإحباط يحاولون التمويه على هزيمتهم بـــ ((تقيتهم المعلومة))، فتراهم " يُطلسمون"...!؛

 .. تتوالى هزائمهم في الجبهات، وفي الخطاب!؛ مؤخرا.. أحدهم (( متحوث اكاديمي)) يقول: إن الأحجار والأشجار تتكلم اليوم في مأرب وتقول يا مسلم (أي يا حوثي) إن ورائي يهودي (أي سكان مأرب ) تعال فاقتله. وأخر يقول: "إن سكان مأرب كفار، وعبد الملك الحوثي يقول إنهم منافقون." وذلك ضمن حملة حوثية ممنهجة لتكفير سكان مأرب، طبعا والغرض الرئيسي هو السيطرة على الثروة في المحافظة، من أجل الوصول للحدود الشطرية السابقة؛ ثم التفاوض على الانفصال، كما تمنى ذلك الزبيدي ان تسقط مأرب لتسريع العملية السياسية وانفصال الجنوب، الزبيدي لا يزال بعيد عن اتفاق الرياض وينتهك فقراته بدعم أعداء الشرعية والتحالف..!؛ أخر تقليعة كانت من نصيب محمد البخيتي، فقد اعتبر مأرب ((قرية)) وجب تحريرها، ونسى أن مأرب حضارة لدولة سبأ؛ فقام من شدة الغيظ بليِّ وتأويل النصوص القرآنية؛ "البخيتي"، قال في مقطع فيديو مصور أن " استعادة هذه القرية، وهي مأرب حتى نكمل مهمتنا كيمنيين بتحرير بيت المقدس، وكما أمرنا الله سبحانه وتعالى وَوَجَّهنا بأن عزتنا وكرمتنا هي بتحرير مأرب؛ أيضا وَجَّهْنا بتحرير فلسطين.."؛ حيث استشهد ببعض الآيات القرآنية، الأمر الذي يعكس الخطورة فيما وصلت إليه الجماعة الحوثية الارهابية من استخدام الخطاب الديني في تأجيج الصراع وشحن المقاتلين لقتل الناس باعتبارهم كفار..!؛ البخيتي أراد التقليل والتهوين من مأرب باستخدامه لفظ ((قرية))؛ وأجزم أنه لا يعرف معناها..!؛ مأرب هي مكان التقاء اليمنيين، وقد وفَّت وكفَّت في استقبال اليمنيين وضيافتهم.. فلله درك من مأرب...!؛ 

أيها الحوثي الآية التي استشهدت بها بغير معناها، فلو اسقطناها على الواقع الحالي، فهي ليست لصالحكم، فأنتم عقدتم وصعبتم الوصول بين المدن اليمنية، وحاصرتموها، وطولتم الطرق بين المدن وكأنك تسافر إلى دول. قطعتم ا الطرق ونهبتم الممتلكات.. أصحاب مأرب يدعون ربهم بان يبارك بجيشهم ومقاومتهم وقبائلهم بحيث يكونون صفوفا متصلة كالبنيان المرصوص من مأرب وحتى دار الرئاسة والقصر الجمهوري في وسط العاصمة صنعاء، محررين لها من دنس ((ايرلو)) وقد استعادوا دولتهم ونظامهم الجمهوري كما أرادوا وناضلوا وضحوا من اجل ذلك ..!؛ 

إن أخطر ما في الحوثة أنهم جماعة تتفنن في تجميع عناصر الإرهاب من كل صوب، وتكوين توليفة منه تميزها عن غيرها، بحيث تكون هذه الجماعة مميزة بالوحشية من أي إرهاب في الدنيا، فهي تجمع إرهاب ((القاعدية، الداعشية الشيعية التكفيرية، وغيرها))؛ هذه الجماعة تقول إن أهل مأرب "كفار" وبأن قتالهم "فرض عين.. لم يبلغ مبلغهم أي إرهاب في العالم...؟!؛

 إن انكشاف الحوثة بخطابهم الديني التكفيري هو ليس بجديد على اليمنين، فهم كانوا ضحاياه ،ويمنهم ساحته منذ سنين ( أكثر من ست سنوات قتال كمنقلبين، وقبلها ست سنوات حروب مع الدولة كمتمردين)، اليمنيون عاصروا إرهابهم في تغيير المناهج وحرفوا النشء بعقيدة وافدة، وعاصروه في اعتقال المعارضين وتعذيبهم ،وتهجيرهم ، وعاصروه في اغتيال وتصفية الموالين لهم بعد استخدامهم، وعاصروه في زرع الألغام على امتداد اليمن بره والبحر، وفي تجنيد الأطفال، وعاصروه في أخذ الغذاء من أفواه الموظفين والشعب، وعاصروه في تدمير المساجد -والأثرية منها على وجه خاص-، وعاصروه في تفجير المنازل ، وعاصروه في اعتقال النساء واغتصابهن، واستخدام الكثير منهن، فلا غرابة إذاً من تصاعد هذا الخطاب الديني التحريضي على مارب..!؛

.. مارب المراد تحريرها من الكفرة، فالكفرة الذين يحكمونها، جعلوها قبلة اليمنيين، وجعلوها الوحيدة في اليمن التي تنعم بالاستقرار والتنمية واستقرار أسعار السلع والمحروقات على وجه خاص، هم من ليس عندهم جرع ولا أسواق سوداء، هم من يؤسسون اقليمهم بموجب مخرجات الحوار، هم من يوفرون الخدمات ويبنون المشاريع ويتسابقون في الاعمار..؛ الكهرباء عندهم مجانية، البترول الدبة بـــ (3500) ريال، كل شيء في مأرب تمام..؛ تفتكروا؟! أن أهلها سيقبلون بكم لتجويعهم ولتستعبدوهم كما جوعتم باقي اليمنيين وتحاولون استعبادهم.. حاش لله...!؛ بوركت يا مأرب، وبورك رجالك وقاداتك، وصدقهم، !؛ أنتم واثقون مؤمنون بالنصر، وهم خائفون ومصيرهم الهزيمة مهما كابروا وقتّلوا...!

فبل النشر وجدت خبراً أطلعت عليه، فألمني جداً، فقلت اشير إليه على عجالة، وهو تصريح للأخ محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة رداً على دعوة الحكومة لحملة تبرعات لمأرب.. ويبدوا أن مأرب لا تكشف فقط الحوثيين وتكفيرهم، بل تكشف أيضا الشرعية وتقصيرها..؛ فقد قال الأخ المحافظ " ان مارب ليست بحاجة الى تبرعات بقدر ما هي بحاجة الى موقف صادق وحازم من قيادة الدولة في دعم صمودها الأسطوري الذي يسطره ابنائها وقبائلها الأبية مسنودين بكافة الشعب اليمني من جميع المحافظات. وقال من الغريب ان تدعو الحكومة الى حملة تبرعات وهي مازالت تحتجز ايرادات المحافظة في البنك المركزي في عدن وتمنع صرف مرتبات الجيش والأمن وهي مطالب شرعية. واكد ان ايرادات مارب من الغاز والنفط الخام بلغت فوق مائه مليون دولار خلال شهرين وتم إيداعها البنك المركزي عدن ولم يحوّل لصالح المحافظة دولار واحد " لا أقول إلا الله المستعان عليك يا شرعيتنا.. هكذا تدعمون مأرب.. عيب عليكم ما قاله الأخ المحافظ ..؟!