الحنق: بقاء التوتر سينقل اليمن من الحوار إلى مربع الحرب
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و يومين
الأربعاء 24 أكتوبر-تشرين الأول 2012 08:17 م
 
 

جدد الشيخ منصور علي يحيى الحنق - عضو مجلس النواب - ورئيس تكتل مشائخ ووجهاء ومثقفي أحرار أرحب , مطالبته لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير الداخلية بإخراج معسكرات الحرس الجمهوري من مديرية أرحب.

ودعا الحنق -في هذا الحوار الذي أجرته معه صحيفة أرحب- حكومة الوفاق الوطني إلى أن يكون لها دور فاعل في إيجاد بنية تحتية في المديرية, من كهرباء , ومياه , وطرق , وسدود, ومستشفيات ومدارس..

حاوره / عادل شمسان

* هل أصبحت الأمور مستقرة في أرحب قياسا بأيام الحرب التي تعرضت لها من قبل معسكرات الحرس الجمهوري في المنطقة ؟

في البداية نشكر القائمين على صحيفة أرحب ونتمنى لهم التفوق والتقدم , وأيضاً لن ننسى الشهداء والجرحى , نسأل الله أن يغفر للشهداء وأن يشفي الجرحى , وأيضاً المتضررين من جراء هذه الحرب التي وقعت فيها خسائر كبيرة في الممتلكات وكذلك في الإنسان , وهي معركة فُرضت على أرحب , ولم تكن أرحب ترغب في الدخول في مثل هذه المعارك , ولكن المخلوع وأولاده هم من فرضوا هذه الحرب .

أما بخصوص اليوم وهل هناك استقرار .. لا شك أن هناك نسبة كبيرة من الاستقرار في المديرية , وأن الأمور هدأت كثيراً , ونأمل أن يستمر هذا الهدوء وأن تتحول الأمور إلى ما هو أفضل وأحسن بل نحن اليوم نأمل أن يتحول الاهتمام إلى ما تحتاج إليه المنطقة من بعض الخدمات والمشاريع الضرورية وهذا ما نأمله إن شاء الله.

* بعد مرور ما يقارب 4 أشهر على توقف الحرب , هل أزيلت آثار تلك الحرب أم أنها ما تزال قائمة ؟

قضية إزالة آثار الحرب لا يمكن أن تزال في عدة أشهر , فأي حرب لها آثار كبيرة , تحتاج إلى مدة طويلة حتى يمكن أن تزال مثل هذه الآثار .. هناك آثار نفسية وهناك آثار مادية , وهناك خسائر لا يمكن أن تزول آثارها التي أثرت على الناس , وهناك ممتلكات إلى اليوم لم يتم تعويضها, ولم يتم تعويض من أُصيبوا في الحرب , فآثار الحروب لا يمكن أن تنتهي في خلال أشهر فهي تحتاج إلى وقت طويل حتى تزول تلك الآثار .

* على ذكر أضرار الحرب .. وما خلفته من الشهداء والجرحى والأضرار المادية والنفسية .. كيف سيتم معالجة تلك الأضرار؟

بالنسبة لمعالجة مثل هذه الأضرار هناك أشياء تعالج , وبإمكان الجانب الحكومي اليوم .. حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية أن يعالجوا مثل هذه المشكلات , منها قضية التعويضات هذه مسألة في متناول الحكومة , ونأمل أن تكون جادة في معالجة مثل هذه الأمور .. قضية رعاية أسر الشهداء , أيضاً بإمكان الحكومة أن تعوض هذه الأسر عن ما فقدت وإن كانت أشياء مادية ولكنها من باب المواساة ومن باب إرجاع المعروف بمثله , وكذلك بالنسبة للجرحى , فالذي مازال مريضاً يجب ان يعالج في الخارج أو في الداخل , ومن ألحق به ضرر أو الجرحى بشكل عام يجب على رئيس الجمهورية أولاً وحكومة الوفاق ثانياً أن يكون لهم دور في إعطاء هؤلاء مستحقاتهم , لأن هؤلاء ثوار ولأن هؤلاء كان لهم دور بارز وكبير في مساندة الثورة السلمية للشباب .

* هل هناك جهة مختصة بمتابعة تلك الأمور مثل رعاية أسر الشهداء والجرحى ومتابعة التعويضات للممتلكات الخاصة التي دمرتها الحرب خصوصا الملحة منها مثل آبار المياه والمساكن , أم أن الأمر متروك للجمعيات الخيرية والمنظمات الحقوقية والإنسانية؟

لا شك أن قضية المتابعة مهمة , وبالنسبة لأرحب فالتكتل الذي أنشئ ( تكتل مشائخ ووجهاء ومثقفي أحرار أرحب ) كان من ضمن اللجان التي شكلت لجنة متابعة التعويضات .. فهذه اللجنة بدأت تباشر بعض أعمالها ومتابعة ما يلزم لدى الجهات المختصة , وعلى سبيل المثال مجلس الوزراء فقد أصدر قراراً بتشكيل لجنة تتكون من عدة وزارات تتابع هذه الجهات المعنية والقرار اليوم في الأشغال حتى تكتمل العملية , ثم يتم نزول اللجنة إلى الميدان لتقدير الأضرار , ثم بعد ذلك رفع التقدير ليتم تعويض المواطنين الذين لحق بهم الضرر جراء هذه الحرب .

* على ذكر التكتل , الناس تابعوا باهتمام كبير مهرجان إشهار تكتل مشائخ ووجهاء ومثقفي أحرار أرحب .. بعد مرور أكثر من 8 أشهر من إشهار التكتل , ما هو تقييمك العام لما أنجزه أو حققه التكتل في هذه الفترة؟

لا شك أنه ما من تكتلٍ أو تجمع يتم إنشاؤه إلا ويكون له دور , ولكن قد يكون هذا الدور ريادياً أو يكون متوسطاً, فنحن نعتبر أن ما يقوم به التكتل إلى الآن , لا زال بشكل متوسط وما تقوم به اللجان المختلفة من أعمال متنوعة , مثل متابعة التعويضات واحتواء المشكلات التيَّ تطرأ بين فترة واخرى , سواءً داخل القبيلة أو خارجها , وقد بدأ يتابع بعض القضايا الخدمية وعلى رأسها الكهرباء , و نأمل أن يكون له دور أكبر في المستقبل.

* بعض الناس يقول بأن ما يقوم به التكتل من مبادرات وتوقيع على وثائق ومراقيم كوثيقة منع التقطعات , لم تلق التجاوب المأمول من المواطنين , إذا كان هذا صحيحا فما هو السبب برأيك؟

على كل حال .. بالنسبة لقضية منع التقطع هناك طموح لدى اعضاء التكتل أن يمنعوا هذه الظاهرة السيئة , وكذلك قضية غلاء المهور , وهناك توجه جاد في مثل هذه المسائل والمواطنون ليسوا كلهم لا يرغبون في مثل هذه القضايا , بل انا أجزم بأن نسبة 99% منهم , يريدون الأمن والاستقرار , ولا يريدون ظاهرة التقطع , وهناك بعض النفوس الضعيفة التي نأمل إن شاء الله في المستقبل أن تتوقف مثل هذه العناصر عن ممارسة مثل هذه الأعمال . وأريد ان أقول لك أن قضية عدم تنفيذ الوثيقة بالشكل المطلوب , تعود لكون المشاكل بعد الثورة كانت كثيرة ومتنوعة , حالت دون تنفيذ الوثيقة بشكل سريع ومباشر لكن إن شاء الله هذه الوثيقة سيتم تفعيلها , خصوصاً مع اهتمام الجانب الرسمي , فقد تم استدعاء المشائخ والتقوا بالمحافظ , وأكدوا وعمَّدوا ما فعله وجهاء ومشائخ أرحب بالنسبة لقضية منع التقطعات , ونحن متأكدون أنه مع مزيد من الإصرار , فإن الأمر في المستقبل سيتم إن شاء الله .

* بعد حادث انفجار مخزن الذخيرة في معسكر الفرقة الأولى مدرع , سمعنا بمن ينادي بإخراج المعسكرات من العاصمة ماذا عن قضية رفع المعسكرات من مديرية أرحب ؟ أم أن الأمر مرشح إلى إخراج مزيد من المعسكرات إليها؟!

بالنسبة للمعسكرات داخل العاصمة , لم تكن الدعوات بنقلها وليدة اليوم , بل هناك دعوات من قبل , لأن المعسكرات ليس محلها المدن وتجمعات السكان , بل يجب على وزارة الدفاع إخراجها من المدن والتجمعات السكانية الى أطراف الحدود ,لأنه لا يوجد معسكرات بهذا الحجم داخل المدن إلا في اليمن.

أما بالنسبة لألوية الحرس الجمهوري المتواجدة في أرحب , فنحن مازلنا نكرر ونطالب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير الداخلية بإخراج هذه المعسكرات من المنطقة , لأنه لا داعي لبقائها من ناحية أمنية , فهي تشكل إشكالات للمواطنين , وعبئ على الحكومة , وهناك أماكن شاغرة بحاجة الى هذه المعسكرات إن كان الهدف من وجودها هو حماية الوطن, وكما يطالب سكان العاصمة بخروج المعسكرات , فنحن نطالب بإخراج هذه المعسكرات من وسط القرى الى أطراف الحدود لحماية البلد..

* لكن موقع عومرة أو (الصفراء) المستحدث لم يرفع بعد , وهو داخل في الاتفاق , ونقطة فريجة لم ترفع بالكامل فما زالت ثلاث مدرعات بي إم بي متمركزة خلف النقطة بحوالي 300 متر خارج أسوار المعسكر من الجهة الشرقية ألا يعتبر هذا مخالفاً للاتفاق؟

نعم , هي مخالفة لما تم الاتفاق عليه , وقد طالبنا اللجنة العسكرية عدة مرات أن نقطة فريجة يجب أن تعود آلياتها إلى داخل المعسكر , حسبما كان قبل نشوب الحرب , وأيضاً المتواجدين في جبل الصفراء بعومرة تم الاتفاق على عودتهم إلى المعسكر ولا يبقى إلا ما كان موجوداً قبل الحرب وهو طقم واحد مع حدود عشرة أفراد , ومازلنا نطالب اللجنة العسكرية بتنفيذ ما تم الاتفاق علية , ونحن ماضون في هذا الطلب حتى يتحقق.

* إذا تحدثنا عن مدى اهتمام الجانب الحكومي بمديرية أرحب – خصوصا بعد أن وضعت الحرب أوزارها – هل مازالت أرحب تحظى بالاهتمام المطلوب من قبل حكومة الوفاق؟

نحن اليوم نأمل من حكومة الوفاق أن تعطي لأرحب الاهتمام المطلوب , لما حدث لها من حرمان طيلة الفترة الماضية وإلى اليوم . وفي الحقيقة لم نلمس أن هناك توجهاً كما ينبغي .. لكن لا زال أملنا قائم أن حكومة الوفاق سيكون لها دور في أيجاد بنية تحتية في المديرية , من كهرباء ومياه وطرق وسدود ومستشفيات ومدارس , ونحن نأمل ان يكون هناك اهتمام كبير بالمديرية في كل الجوانب.

*في رأيك ما هو السبب في تحول بعض المؤتمريين إلى حوثيين؟ وهل يشكل ذلك خطراً على المنطقة؟

بالنسبة لقضية تحول بعض المؤتمريين مع (الحَوَّثة) , فهذا الأمر عندنا غير مستغرب , فقد كنا على قناعة أن هناك كثير من عناصر المؤتمر هي بالأصل حوثية وبعد إزاحة علي عبدالله صالح , بدأوا يظهروا إلى العلن , وإلا فقد كانوا يعملون تحت الرماد مع الحوثة , وكنا نعلم بهذا الموضوع وبالذات عندنا في منطقة أرحب.

وبالنسبة للبقايا الذين بدأوا يلتحقون بالحوثة , هي لا شك أنها بتوجيهات من علي صالح , وتعتبر هذه هي آخر الأوراق التي يمكن أن يحدثوا من خلالها إشكال داخل اليمن , أو إحداث ثورة مضادة لثورة الشباب السلمية الشعبية.

* وهل يشكلون أي خطر على المنطقة؟

لا شك ان وجود الحوثي في اليمن بشكل عام يشكل خطراً على البلاد على اعتباره مداً لدول خارجية , لم يكن الحوثي يوماً من الأيام ناشئاً بفكرته من داخل

هذا البلد ولكنها فكرة مستجلبة من الخارج تحمل أجندة إيرانية , تريد أن تعبث بأمن واستقرار اليمن , ومن هنا يجب على الدولة أن تكون مدركه لمثل هذا الخطر الذي يتهدد البلاد , وتدرك أن الأمر ليس لمجرد شعارات , فشعاراتهم في وادي وما يريدونه في وادي آخر , فشعاراتهم الغرض منها الضحك على السُذج وعلى العامة , وهم لم يقتلوا إسرائيلياً أو أمريكياً , وإنما يقتلون الخطباء والمساكين والأبرياء والضعفاء ويأخذون أموالهم , هذا هو الجانب العملي لدى الحوثي , ينشئ له محاكم ويقتل الناس بشكل علني , وآخر من أعدموه شخص في قفلة عذر لمجرد أنهم يتهمونه بأنه عميل , وهذا شيء لا يصح فهو ليس حكومة , ومن هنا نقول لرئيس الجمهورية وحكومة الوفاق عليهم أن يضعوا الأمور أمام الحوثي بوضوح , هل هو مازال في ظل الجمهورية اليمنية ؟ أم أصبح في دولة أخرى ؟ عليهم أن يكونوا واضحين معه في مثل هذه المسائل.

* وهل من نصيحة تقدمها لمن قد يتأثر بالفكر الحوثي سواء كان في المؤتمر أو غير المتحزبين؟

أنا نصيحتي لأي شخص ينضم إلى الحوثي , أولاً نقول له عليه أن يقرأ تاريخ الأئمة الذين قدموا إلى اليمن والذين يريدون الحكم على مر العصور منذ ما بعد الخلافة الراشدة , سيجد أن الأئمة بين فترة وأخرى يأتون بدعوى تسبب لأبناء القبائل الحروب والقتل والذبح والأسر , وهؤلاء الأئمة بمنأى عن هذه المشاكل , وإنما يختاروا أبناء القبائل ليكونوا وقوداً لمعاركهم , واليوم أريد أن أقول لكل من يتأثر بهذا الفكر وبالذات أبناء القبائل أقول لهم إنما يريدكم الحوثي مطيةً يمضي على ظهوركم , حتى يتمكن من الوصول إلى الحكم كما يتصور هو , والأئمة في الغالب هكذا يفكرون في أنهم سيصلون للحكم ثم في الأخير يقف لهم الشعب اليمني ثم يتراجعوا , والنتيجة قتل مجموعة من أبناء المدن والقبائل , والأمر في النهاية يؤول إلى الفشل , فنصيحتي لهم أن يدعوا الأفكار الوافدة والغريبة عن البلد , هؤلاء ليس لهم هم إلا إيذاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ,فليس لهم همَّ إلا إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام .

إذاً .. هؤلاء بعيدين عن الدين , وليسوا مع الإسلام حتى الدنيا يريدون من الآخرين أن يكونوا عبيداً لهم , وأن يكونوا مطية لأغراضهم وشهواتهم , فأنا أنصح كل شيخ أو كل مواطن أن يتعقل ويدرك أن دخوله معهم هو دخول في ظلمة لا نهاية لها.

* ما تقييمكم لعمل حكومة الوفاق إلى حد الآن ؟

لا شك أن الحكومة تولت العمل في ظل ظرف صعب جداً , من ناحية الوضع الإداري أولاً فالوضع كان مزري , ووصل الفساد إلى فوق الرؤوس , والأمر الثاني ما يتعلق بالجانب المالي فقد تم استنزفه أو نهبه تماماً , أما الوضع الأمني فكان صعب جداً , فهذه كلها مشكلات أمام حكومة الوفاق ومن خلال اطلاعنا نجد أن هناك شيء ملموس سواءً في الخدمات أو في قضية محاولة إعادة الأمن من جديد , و أيضا في الجانب الاقتصادي فقد كان يتوقع علي صالح بعد إزالته من الحكم , أن الحكومة القادمة والرئيس القادم لن يحصلوا على مرتبات الموظفين , ولكن من فضل الله تعالى أن الحكومة استطاعت أن تتجاوز مثل هذه المسألة , وأيضا استطاعت أن تحافظ على العملة وكان من المتوقع في ظل هذه الظروف , أن تتدهور العملة بشكل مخيف , ومع ذلك استطاعت الحكومة أن تصمد .

فكونها تستطيع أن تعيد الأمن من جديد وأن تثبت نظام العملة وأن تدفع مرتبات الموظفين بشكل منتظم , فقد أحدثت شيء ملموس , وطبعاً لا شك أن التركة التي أمامها من فساد مالي وإداري تركة ثقيلة يتطلب منها وقت طويل , ومع هذا كله فهذا لا يعفيها من أن تمضي قدماً , ولا شك أن الجوانب الأمنية ما تزال بحاجة إلى جهد أكبر باعتبار أن الأمن ليس بالشكل المطلوب , وهناك تحديات كبيرة أمام الحكومة فإذا كان هناك جدية وإخلاص وإذا وجدت شخصيات بعيدة عن الفساد والنهب , اتصور أنه سيكون للحكومة في المستقبل دور رائد , وطلبي الشخصي أن تتجه الحكومة لإزالة كل من تعلم أنه فاسد وأنه ينهب المال العام مهما كان هذا الشخص ومهام كانت مكانته , وعليها إزالة بؤر التوتر التي تمثلها بقايا العائلة ونزع هذا الفتيل , فإذا كنا اليوم نقول أن الحوثي خطر , فسنجد أن من يدعم أو من يغذي هذا التيار بالمال والسلاح هم بقايا العائلة , فالحكومة معينة اليوم بأن تمضي في نزع بؤر التوتر التي ستؤدي إلى إشكالات في المستقبل .

* برأيكم هل تتوقعون أن يمضي مؤتمر الحوار الوطني حتى النهاية خصوصاً في ظل لجوء بعض الأطراف إلى التصعيد وخلط الأوراق لإفشال مؤتمر الحوار وبتدخلات خارجية؟

أولاً وقبل أن أدخل في مسألة نجاح مؤتمر الحوار من عدمه , فأنا مع الشباب الذين يطالبون بنزع القوة من أيدي بقايا العائلة قبل الدخول في الحوار , لأنه لا يمكن أن يتم الحوار والناس يشعرون بالخطر , فقد ينتقل الحوار من الكلام إلى الحرب , ونحن عندما نقول أننا نريد نزع بؤر التوتر ـ أي تجنيب البلاد الحرب ـ فإن بقاء أماكن التوتر داخل البلاد وبيدها قوة , قد تعيق مؤتمر الحوار الوطني وتعيد البلاد إلى مربع الحرب . ولا شك أن أي حوار لا بد وأن يصل إلى نتائج , فقد يصل إلى نتائج بنسب عالية أو يخرج الحوار بنسب ضئيلة , لا تؤدي إلى نقل البلاد النقلة المطلوبة . أما الحوار فأنا في تصوري أنه سيتم وسينجح باعتبار أنه جزء من المبادرة الخليجية , ويوجد داخل منظومة الحوار ( من المتحاورين ) من لهم أجندة معينة , لا يهمهم الحوار وإنما دخلوا الحوار من اجل الحوار وليس من أجل نتائجه , ولكن مع الأيام ستتكشف النوايا , ويظهر من يريد الحوار للخروج بالبلاد مما تمر به , ومن أراد من الحوار مجرد تغطية لكي لا يقال عنه أنه لا يريده

* في الأخير هل تود أن توجه أي رسالة إلى جهة ما ؟

أول رسالة إلى رئيس الجمهورية عليه أن يدرك بأن وضع اليمن لم يَسِر إلى الأمام وعليه أن يتجه إلى إزالة هذه الأخطار فهذه هي مهمته الرئيسية باعتباره المسئول الأول داخل هذا البلد , الرسالة الثانية إلى الحكومة , عليها ألا تنسى أسر الشهداء والجرحى فمن المؤسف جداً أن حكومة الوفاق لم تقم بأي خطوة تجاه أسر الشهداء والجرحى ومن تضررت منازلهم وممتلكاتهم , ومن المعيب على الحكومة أن من كانوا سببا في وصولها إلى هذا المكان ما تزال اليوم مهملة لهم ولم تعطهم حقهم من الاهتمام , فرسالتنا لهم ألا ينسوا هؤلاء وأن لا ينسوا أولئك الذين ضحوا بأنفسهم وبأرواحهم من أجل هذا الوطن , فربما أسرهم لا تجد لقمة العيش , وعلى الحكومة أن تكون جادة ونريد أن نلمس هذا الأمر في القريب العاجل.

رسالتي الثالثة لإخواننا في أرحب , أقول لهم مشائخ وعقال وأفراد , أننا يجب علينا جميعاً أن نحرص على وحدة أرحب وعلى جمع كلمتها وعلى تجنيبها الثارات والمحن , لأننا نرى أن هناك مظاهر غير حسنة , وبالذات من يتعلقون بالحوثي , والحوثي بشكل عام في أي منطقة يصل إليها شعاره فيها الفتن والثارات والمحن , نأمل أن يدركوا أن مصلحة أرحب أولى من غيرها.

ثم رسالتي الأخيرة بشكل عام لكل القبائل في كل اليمن , أن يحرصوا على أن يتحدوا , وأن يتلاقوا , وأن يجتمعوا , وأن يحافظوا على هذا البلد , وألا ينجروا وراء الدعوات المغرضة التي ستأخذ منهم الكثير من دمائهم ومن أموالهم وربما تصل إلى أعراضهم , نأمل أن يكون أبناء القبائل على قدر من الوعي والفهم , فنحن لا نريد أبناء القبائل كما يقال (مثل الأثل في أي اتجاه هبت الريح يتجه معها ) نأمل من أبناء القبائل ان يدركوا أنهم اليوم في عصر التقدم والنهضة والحضارة , فمن المعيب جداً اليوم أن يعودوا إلى "حِبّاب الرُّكب" من جديد , وقد أصبح منهم الأطباء والمثقفين والمؤهلين , فنأمل أن يدركوا أن مسئوليتهم كبيرة وعظيمة.