إذا كثروا الديوك محقوا الليل
بقلم/ العزي سعد الحطامي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 26 مارس - آذار 2012 06:19 م

هذا مثل قديم يضرب به في حالة وجود عمل بسيط وصغير ووجود عمال كثير غير منظمين ، لذا فإن مما يثير استغرابي وتعجبي كتابات الكثير من الكتاب حول مستقبل اليمن قال تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) فهذا يريد نظام فيدرالي وهذا يريد نظام كونفدرالي وأخر يريد استقلال وكل يريد وصال ليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا ، أقولها بصراحة كفى للتقليد والتبعية والأخذ بما عند الآخر ، كل دولة تختلف عن الدولة الآخرى في كثير من العوامل الثقافية والإجتماعية والسياسية وغيرها من العوامل فلماذا اليوم الكثير يريد منا أن نأخذ بنظام غيرنا فتجد أحدهم يقول نأخذ بنظام الولايات المتحدة وتجد آخر يقول لنأخذ بالنظام الفرنسي وأخر يقول نأخذ بنظام الإمارات العربية المتحدة ، المسألة ليست هكذا , وما هكذا تورد الإبل يا سعد ’ نحن اليمنيون لسنا ثقافات متعددة بل ثقافة واحدة سائدة في شمال اليمن وجنوبه ونعتنق كلنا دين واحد ليس هناك أقليات ولا يهود ولا أقباط ، ثم نحن الآن نعاني من كثير من المشاكل السياسية والإقتصادية وهناك مؤامرات خطيرة خارجية وداخلية يغذيها النظام البائد الذي كان سبباً رئيسياً في وصول اليمن إلى ما وصلت إليه .

إنني أهيب بالعلماء والمثقفين والغيورين علي مستقبل اليمن ووحدته بأن يتنبهوا وأن يبدأ أهل الفكر والإختصاص بطرح الرؤى التي تتناسب مع واقعنا اليمني فاليمنيون هم أهل الحكمة والإبداع ليس بالضرورة أن يقلدوا غيرهم وأن يتفقوا على نظام يحمي اليمن ويفوت الفرصة على المتآمرين والحاقدين .

نحن اليمنيون وكما قلت سابقاً دولة صغيرة وذات موارد محدودة حالياً يمكن أن نأخذ بالنظام المختلط ( نظام رئاسي برلماني ) بحيث يتم الاستفادة من السلبيات السابقة ويحدد في الدستور مدة رئاسية واحدة سبع سنوات لا تتكرر أوتقسم السبع السنوات إلى فترتين تكون الفترة الأولى أربع سنوات والفترة الثانية ثلاث سنوات وأن يمنع الرئيس خلال تولية للمنصب من تولية أحد أقاربه في قيادات المناصب العسكرية أوالأمنية وأن تكون الصلاحيات محددة ، وأن يتخلى الرئيس عن الحزب الذي ينتمى إليه فور توليه المنصب ، وأن يعمل بحيادية .

و خاصة نحن اليمنيون لنا تجربة غير عادية وكبيرة من خلال سلبيات النظام السابق فبعيداً عن التعصب والحزبية والمناطقية نريد من الجميع أن يساهم في إيجاد نظام يخدم المجتمع لا يخدم الأحزاب فمثلاً النظام البرلماني البحت يخدم الأحزاب الكبيرة ذات الوجود العريض والنظام الرئاسي البحت يؤدي إلى كثير من السلبيات والإستئثار فما أجمل أن يخرج اليمنيون من هذه التجربة بنظام يناسب الواقع ،ويا حبذا أن تقوم الحكومة بدفع الكتاب والمراكز البحثية في إعداد الدراسات البحثية والميدانية لحل هذه الإشكالية والخروج بحلول فعالة ، فكل ما نريده نحن في اليمن أن تنتهي الفوضى ونهب ثروات الدولة وأن يصبح الجيش والأمن موحداً قوياً هما اليد الضاربة لكل من تسول له نفسه بالمساس بمقدرات الدولة وخدماتها يأتمر بأمر الرئيس المنتخب وينفذ سياسات الحكومة المنتخبة ، اليمن اليوم مهدد أكثر من ذي قبل بالتمزق والتشرذم ، نحن اليوم نعاني كثير من مخلفات النظام السابق الذي جعل الدولة فيد له ولأسرته وأقاربه واستغل بساطة الناس وجهلهم وسكوتهم واستخدم مقدرات الدولة لمصالحة الخاصة ’ مما أدى إلى إضعاف الدولة بشكل عام ’ وتهميش مؤسساتها وتدمير البنية التحتية ، إن مشاكلنا اليوم لا تحل بجلسة قات ولا بكتابة مقال ،ولا بمراضاة النافذين والمتبلطجين ، مشاكلنا اليوم بحاجة أن نتعاون جميعاً لحلها وبشرط أن يفكر الجميع بمصلحة الوطن لا بالمصالح الخاصة والضيقة

أهيب بكل العقلاء والشرفاء والغيورين أن يخرجوا عن صمتهم وأن يتخلصوا من الأفكار السلبية والتسلح بالأعذار الواهية السخيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فكم سمعت كثيرا من الناس يقول لولا علي محسن ’ وأخر يقول لولا بيت الأحمر وأخر يقول لولا الإصلاح وأخر يقول لولا المشترك وهذه أعذار وأوهام أبليس وخدع الهوى ، هؤلاء المتنفذون أو المفسدون هم من بقايا النظام السابق وهم من صناعته ’ والعاقل هو الذي يسعى بكل ما يستطيع لإيجاد نظام قوي فعال يحاسب كل هؤلاء جميعاً .

نريد يا أهل اليمن أن نتخلص من الشخصنة وكل واحد منا يرمي باللوم علي فلان أوفلانة ومستقبل اليمن ومستقبل أولادنا يضيع من بين أيدينا كفى التعلق بالأشخاص كفى التعلق بالأحزاب ليكن التعلق بالله سبحانه وتعالي وبالمبادئ والإجتهاد في مصالح المجموع ، تفرقنا وتمزقنا واتهامنا لبعضنا لا يخدمنا بل يخدم عدونا .

أقولها للجميع كفى رمي التهم سنظل في الدوامة لن نخرج ليس من المنطق كل ما حدث شيء نكتفي برمي التهم بل لا بد من معالجة المشاكل من جذورها والبقاء دائماً للأصلح فبدلاً من تبادل السباب والشتائم لننزل جميعاً إلى الميدان ولنعمل بصمت و إخلاص .

ومسائل الأمة الكبرى والقضايا الهامة لا تترك للعامة يفتون فيها وإنما تترك لأهل الرأي والإختصاص وأهل الفكر والمنطق . وأن تكون ثوابتنا هي المرجع التي نحتكم إليها و الشورى هي طريقنا للوصول إلى الحكم الرشيد . 

اليمن بحاجة إلى تكاتف الجميع وكل ما تحتاجه نظام قوي فعال ودستور يطبق نابع من روح ديننا الحنيف وتفعيل سلطات الدولة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وهذا بإذن الله سيكون وبتعاون الجميع وتكاتفهم .