آخر الاخبار

بتهمة العمالة لصالح أطراف خارجية.. محمد علي الحوثي يقود تمردا ضد جناح المشاط في صنعاء وجهاز المخابرات يتحرك ويشن حملة اختطافات واسعة أول تعليق لمبابي بعد خروج فرنسا من "يورو 2024" الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة في خان يونس.. عشرات الشهداء والجرحى  حادثة اختطاف عشال.. اللجنة الامنية العليا تصدر قراراً بايقاف مسؤولاً أمنياً رفيعاً عن العمل وإحالته للتحقيق وتتخذ عدد من الاجراءات - بيان البنك المركزي في عدن يصدر بياناً تحذيريا لكافة المؤسسات المالية الداخلية والخارجية صنعاء.. جهاز المخابرات الحوثي يعتقل مسؤولاً في حكومة الانقلاب كيف عزل البنك المركزي في عدن الحوثيين عن العالم؟.. تقرير مطلقة خليجية توجه لزوجها السابق رسالة إلكترونية تثير الجدل مصادر عسكرية لـ مارب برس : مواجهات ضارية بين قوات العمالقة والحوثيين جنوب مأرب الأمم المتحدة تعلن صدمتها من المليشيا وتعترف بعجزها عن الوصول لموظفيها المختطفين وتوجه دعوه للدول والكيانات المؤثرة على الحوثيين

اليمن المتخلف وبناء الدولة!
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 21 يوماً
الجمعة 18 يوليو-تموز 2014 06:31 م

تظل القضية اليمنية المتمثلة في بناء الدولة في غياب دائم عند افراد الشعب والاحزاب ومؤسسات السلطة القائمة وهذا ما يشكل كارثة مزمنة للاراض والانسان في هذا الجزء من العالم.

فمنذ 1500 سنة واليمن تحولت عن مسارها الحضاري وصارت مجرد مخزون بشري فائض وارضا "للمدد" لرفد الدول التي نشأت في كل من المدينة النبوية ودمشق وبغداد والفسطاط والقيروان وقرطبة.

وارتضى الانسان اليمني ان يعيش مجرد تابع لثلة من طلاب الحكم بامتيازات سلالية وعرقية وتناسى آلاف السنين التي كان فيها هو الفاعل الحضاري على كل الامتدادات الآنفة .

واليوم نجد الانسان اليمني مناصرا لكل قضايا العالم الا قضيته اليمنية فانه عازف عنها وغير مقتنع بها وغير مكترث من مخلفات التخلف والفقر والضياع التي يشهدها حاضره ومستقبله.

نحن بحاجة الى اعادة تعريف اليمن عند اليمنيين واعادة رسم خارطة الاهتمامات للمواطن الذي مازالت تتجاذبة خرافات اتية من مستنقعات العالم كالسلالية والاحقية الالهية في الحكم وضرورة ان يكون مجرد "انصاري" كما كان اسلافه السابقين .

ومازالت تغري اليمنيين مصطلحات عاطفية مستهلكة توظف بعض النصوص النبوية لتخدير الناس وتعدهم بالجنة بينما هم يعيشون حاليا في النار كارض المدد والأرض المعصومة من الفتنة وغيرها من النصوص التي اعتسفت عن معانيها ووظفت لاستغفال الناس وجعلهم مجرد تابعين للمراكز المقدسة في الاطراف البعيدة.

لقد استهلكتنا قريش في حروبها البينية منذ معركتي صفين والجمل والتحقنا بركب الامويين والعباسيين ،ومن ثم انتقلت الحالة وانتقلنا لخدمة المماليك والاكراد الايوبيين والاتراك العثمانيين ومن ثم البريطانيين والروس والامريكان وقوى الاستعمار وخفضنا جناح الذل للقوى الطامحة في تسيد المنطقة من عبد الناصر الى ال سعود؛ ومازلنا ندور حول الدوائر المفرغة ذاتها او قريبا منها وشعبنا يعاني من ذل الفقر والتخلف وغياب الدولة .

اننا بحاجة ماسة لمراجعة انفسنا واقناع شعبنا باننا شعب يستحق الحياة الكريمة على ارضه بعد ان بات مشردا طيلة 15 قرنا من الزمن داخل الوطن "نقيلة" او خارج الوطن "شاقي" .

علينا فتح اعيننا وقلوبنا جيدا على ضرورة بناء الدولة وتسخير كافة امكانياتنا لهذا الهدف الحيوي العام والا لظلت معاناة هذا الشعب لقرون قادمة.

ليس امامنا سوى الخروج من دور "التابع" الغبي الى دور "المستقل" المتشبع بقضيته وهدفه وحلمه في الاستقرار والرخاء والرفاهية والقوة والالتفات الى عوامل القوة الموجودة في الشعب وقواه الحية والفاعلة وقدرته على العمل والانتاج وكذلك للموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي المتوزع بين البحر والجبل والوادي .

انا هنا لا اقدم مقطوعة عاطفية ولا اتغنى بالتاريخ السابق للخمسة عشر قرنا الماضية ولكني احاول استنهاض شعبنا من غفلته واستنهض اليمن في قلوب اليمنيين واخراجهم من دور وكلاء العرب والفرس والروم الى اصحاب حق وقضية وهوية خاصة.