آخر الاخبار

وزير الصحة بحيبح :البلاد تشهد حاليا ًحالة طوارئ حادة يحتاج فيها 18مليون شخص للرعاية الصحية صحيفة صهيونية تكشف كواليس محادثات الدوحة بشأن المفاوضات مع "حماس" انقطاع بث كافة القنوات التلفزيونية التابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية في صنعاء هل تنسف تصريحات الحوثي المعادية للسعودية جهود السلام الحالية؟.. تقرير الإدارة الأمريكية تضع قواعدها العسكرية في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب قصوى ومعلومات استخبارية تربك واشنطن خبير اقتصادي يزف للمليشيات نبأ صادم بشأن قرار مركزي عدن بإلغاء تراخيص 6 بنوك الماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية لقائد اللواء 143 العميد ذياب القبلي في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي..توقعات مذهلة ومخيفة يكشف خفاياها أحد خبراء التكنلوجيا.. كيف ستكون حياتنا خلال السنوات القادمة؟ الإمارات تحاكم 53 إماراتيا متهما من قيادات «الإخوان المسلمين» وتصدر أحكاما بالسجن المؤبد والغرامات المالية رئيس الوزراء يترأس اجتماعاً لهيئة العمليات المشتركة ويطلع على خططها المستقبلية ويشدد على الجاهزية القتالية لكافة التشكيلات

ســامع بلاد المدار
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 19 يوماً
الأحد 20 يناير-كانون الثاني 2008 08:02 ص

مارب برس – خاص

إلى الجنوب من مدينة تعز على بعد 45 كيلو متراً يقع جبل سامع الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 2640 مترا، وهو عبارة عن سلسلة جبلية مترابطة بشكل هرمي تمتد على آكام وتلال أعطت للمنطقة جمالاً ساحراً ويطل الجبل على عدة مناطق مثل خدير والمواسط والمسراخ والصلو.. وفي أعلى الجبل يوجد حصن شامخ يعود بناؤه إلى عهد الملك ضعتكين الأيوبي أخو صلاح الدين الأيوبي.

ويمتاز جبل سامع بالمنعة والشموخ ولذلك عجزت القوات العثمانية التي حكمت اليمن عن السيطرة عليه وإخضاعه حتى يروى بأن أهالي سامع قد صنعوا مدفعاً من المدر (الفخار) لمقاومة القوات التركية في ذلك الحين..

كان جبل سامع يتبع إدارياً مديرية المواسط حتى عام 2001 حيث تم إعلان سامع مديرية مستقلة تزامناً مع الانتخابات المحلية.

تتكون سامع من عدة عزل أهمها (بني تميم - حورة - بكيان - بنى أحمد - شريع - بني عباس - الحبل - سربيت - دمنة سامع)، تبلغ مساحة جبل سامع 58 كم2 وعدد السكان حوالي 44 ألف نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2004م. تعتبر الزراعة وتربية الحيوانات من أهم المقومات الاقتصادية لأبناء سامع إضافة إلى بعض الأنشطة الأخرى في مجال البناء والتجارة والحرف اليدوية التي أبرزها صناعة الفخار الذي يطلق عليه شعبياً اسم (المدر) ومن أهم المحاصيل الزراعية الذرة والدخن والغرب.

يوجد في سامع سوق العنب التجاري المشهور في تاريخ اليمن الذي كان محطاً تجارياً لتجميع وتسويق السلع المحلية وفيه توزع الأحمال إلى عدن والمخاء ومنها إلى خارج البلاد.. كما توجد في سامع العديد من المعالم التاريخية والحصون الأثرية مثل نقش سربيت الأثري المكتوب بخط المسند اليمني القديم وقرن نعيمة وحصن الرخام في عزلة حورة. وحصن الدمنة أعلى قمة الجبل الذي بناه ضعتكين الأيوبي، كما يوجد العديد من المساجد والقباب القديمة المنتشرة في أرجاء سامع.

تتميز سامع بجمالها الأخاذ من خلال سلاسلها الجبلية الخضراء التي تزينها المدرجات الزراعية من بداية امتداد جبالها صعوداً ونحو أعلى قمة، فمدرجات بني أحمد الخضراء ووادي الدمنة المطل على مديرية المواسط والمدرجات المتناثرة على سفوح الجبل ابتداء من قرية الشعبة وحمان إلى قمة جبل الجعشا يأخذك بجماله سحره وآثاره القديمة وصناعة الفخار التقليدية فيه. إضافة إلى وادي موقعة الواقع في عزلة سربيت المعروف بأشجارة الشائكة على حافتي السواقي الممتدة على طول الوادي الذي يفوح منه رائحة الكاذي، ويصب وادي موقعة في وادي ورزان المشهور والذي يقع في نطاق مديرية خدير.

نتيجة لوعورة المنطقة وطبيعتها الجبلية تضاعفت معاناة الإنسان في سامع حتى أن الزائر يتساءل ويستغرب عن سر عشق الإنسان للعيش في هذه القمم الشاهقة.

إضافة إلى ذلك فإن المديرية ما زالت مغيبة وخارج نطاق التغطية.. ورغم مرور 43 عاماً على قيام الثورة المباركة إلا أن منجزاتها لم تصل إلى سامع، فأبناء سامع لازالوا يعيشون على ضوء الفانوس ويشربون من مياه البرك المتجمعة من الأمطار والمياه الملوثة ويعانون من الأمراض والأوبئة، فالخدمات الصحية شبه معدومة حيث لا يوجد في المديرية كلها سوى طبيب واحد فقط! ونسبة الملتحقين بالتعليم حسب الإحصائية التي أعدها المجلس المحلي لا تزيد عن 68% من الذكور الكثير منهم يتسربون من المدرسة نتيجة الظروف الاقتصادية، أما الإناث فلا تزيد عن 30% في بعض العزل وبعض العزل النسبة متدنية جداً.

تبعد سامع عن الطريق الرئيس الذي يربط مدينة تعز بمدينة عدن 25 كيلو متراً لكن السيارة تقطعها من أعلى قمة جبل سامع حتى تصل إلى الطريق الإسفلتي خلال مدة أربع ساعات نتيجة لوعورة الطريق!