شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن صنعاء..مليشيا الحوثي تجبر جميع العاملين في القطاع الصحي على هذا الأمر مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي
المختطفة السابقة (سونيا صالح)
في حوار مع موقع العاصمة أونلاين/ حاورها/ أمة الغفور السريحي
"كانت حياتي مليئة بالوجع والآلام، والكوابيس، والتعذيب الوحشي، والعيش في الضغاطة، وتمنيت الموت".. هكذا لخصت الناشطة الحقوقية سونيا صالح حالها وحال النساء المختطفات في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء. "سونيا صالح" ناشطة حقوقية تعرضت للاختطاف، وهي في طريقها إلى منطقة حدة بصنعاء، استمر اختطافها لأكثر من عام، وتمكنت عبر وساطة محلية من مغادرة السجن، ومن ثم الفرار من صنعاء.
في حوارها مع "العاصمة أونلاين" والذي أجرته الزميلة "أمة الغفور السريحي" توثق صالح شهادتها عن الإجرام الحوثي بحق النساء المختطفات، كما تسرد المعاناة التي تعرّضت لها أسرتها وأطفالها جراء الاختطاف والمعاناة التي تعيشها حالياً خارج السجون.. فإلى الحوار.
الناشطة والحقوقية سونيا صالح.. الحمد لله على سلامتك، وشهر مبارك وكل عام وأنت بخير. مرحبا بكم وسلمكم الله وشهر مبارك على الجميع إن شاء الله. بداية.. لماذا تختطف مليشيا الحوثي النساء اليمنيات في سجون سريّة؟ وماذا عن تعذيبهن؟
النساء هن أول من واجه الحوثي في صنعاء، بعد مقتل الزعيم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، في ثورة الجياع، لذلك شكلت المرأة اليمنية خطورة على الحوثي خوفاً من أن تكبر المظاهرات وينظم إليها الشباب، كذلك لكسر القبيلة والأسر اليمنية باعتقالات النساء، ولما تحظى المرأة اليمنية ويتميز به المجتمع اليمني كمجتمع محافظ جداً خاصة تجاه المرأة. هناك سجون سرية أعدتها جماعة الحوثي خصيصاً لاعتقال النساء، واستحدثت سجوناً سرية لإخفاء الضحايا من النساء، كي لا يصل إليهن أهاليهن، فيتسنى لهم ممارسة جميع انواع التعذيب بحقهن، يوجد نساء مغيبات منذ ٢٠١٨م في معتقلات الحوثي السرية وإلى الآن لا يعلم أهاليهن أماكنهن. بالنسبة لأساليب التعذيب التي مارسها الحوثي بحق السجينات فقد مارس جميع أنواع التعذيب، منها التعذيب النفسي بوضع الضحية في ما يسمى بالضغاطة، وهي عبارة عن (غرفة مظلمة جداً مساحتها متر ونصف في متر) تقبع فيها الضحية شهور وسط الظلام والوحدة كذلك التعذيب بالصاعق الكهربائي والضرب والقذف بألفاظ بذيئة، وصل التعذيب إلى أن أُصيبت إحدى الضحايا بالشلل النصفي وهي نادية محسن الوصابي، وخلع الظفر وخلس الجلد كما حدث معي، وهناك الكثير ممن التقيت بهن في السجن المركزي في صنعاء بعد تغييبهن لأكثر من سنه تعرضن لكافة انواع التعذيب كالوقوف على علبة الفول لساعات طويلة والحرق بالسيجارة، والصاعق الكهربائي.
ما أبرز السجون الحوثي الخاصة بالنساء في صنعاء؟ وهل هناك عدد للمختطفات؟
أبرزها ما يسمى بسجن الشجرة، وسجون تابعه للأمن القومي والبحث، وهي الدار كما سمعت من السجينات الذي تم سجنهن في الدار في شارع تعز، أيضاً هناك كثير من السجون عبارة عن بدرومات فلل، تم تخصيصها للضحايا. عدد المختطفات بحسب منظمات محلية وعدد تخميني تجاوز ١٢٠٠سجينة حتى ٢٠٢٠ تقريباً، والعدد في تزايد مستمر.
ما أبرز التهم التي توجهها مليشيا الحوثي للمختطفات؟ ومن يدافع عنهن؟
أبرز التُهم الملفقة للنساء من قبل الحوثي كانت تُهماً مخلة بالأدب والشرفوذلك لكي يركعوا المجتمع وأُسرهن فلا يستطيعوا الإفصاح بما حدث لبناتهم ونسائهم. الذي يُدافع عنهن قليل.. بعضهن وقف معهن أهاليهن بجانبهن ووكلوا لهن محامين والأغلبية ممن تخلى عنهن الأهل، والبعض الآخر تبرع بعض المحاميين للدفاع عنهن.
هناك قصص مؤلمة داخل أقبية المعتقلات الحوثية.. حدثينا عن بعض هذه القصص؟
من بعضالقصص المؤلمة قصة الضحية "نادية محسن الوصابي" وكانت تعمل كوافيرة في الحديدة، وتم اعتقالها فيها ومن ثم نقلت إلى صنعاء إلى مبنى الأمن القومي، وقبعت شهور في السجون السرية، وتم تعذيبها حتى أصيبت بشلل نصفي. كذلك قصة ضحية اسمها "ابتسام" تم اعتقالها ولديها طفلة صغيرة عمرها شهور وولد عمره ١٦ سنة تقريباً مكثت أكثر من سنة، وكانت ابنتها الرضيعة معها وتم تحويلها للسجن المركزي، وهناك أبلغتها مديرة السجن آنذاك فاتن العياني بأن ابنها الوحيد مات في جبهة مأرب مباركة لها استشهاد ابنها كما تدعي فقد تم اعتقال ابتسام مع طفلتها واخذوا ابنها للجبهة، كانت صدمتها قوية جداً.
كذلك قصص لبنات طالبات في المرحلة المتوسطة تم اختطافهن من أمام المدارس دون مراعاة ًلسنهن ومستقبلهن. هناك من رفض الاتهامات الحوثية وقاومها في السجن منهن "انتصار الحمادي"..
كيف تتابعين ذلك؟
"انتصار الحمادي" والكثير لم تخرج قصصهن للمجتمع هن رمز للمرأة اليمنية الشجاعة ونموذج مشرف لكل اليمن. كيف وضع المختطفات في سجون الحوثي خلال شهر رمضان؟ وضع مُحزن للغاية وضع المختطفات خلال شهر رمضان، ورغم أن لهذا الشهر الفضيل امتيازات أُسرية، إلا إن المليشيا لا تعرف ذلك، المختطفات يقضين أوقاتهن في حزن وألم منفردات، وكأنهن يعشن في عالم منفرد بعيدا عن المجتمع. مر رمضان علينا وكأنه كابوس فظيع، دونما رحمة للمختطفات في شهر الرحمة، الحوثي لا يُميز أيام رمضان عن غيره من الأيام، وعلى العكس من ذلك تقوم مليشيا الحوثي بالتحقيق مع المختطفات وتعذيبهن دون مراعاة لحالتهن النفسية، أو احترام لهذا الشهر الفضيل.
لنعد إلى عملية اختطافك كيف كانت؟ وكم استمر كابوس الاختطاف؟ وكيف كسرتي قيود السجن وغادرتي صنعاء؟
تم اختطافي من محطة ١٤ أكتوبر، كنت أقوم بتعبئة سيارتي بالبترول، ومتجهةً إلى حدة، واستمر اختطافي لمدة ٤ أشهر، في بدروم في الضغاطة، ومن ثم تم تحويلي للجزائية المتخصصة بتهمة خيانة عظمى، وتم نقلي للسجن المركزي لأقضي هناك ٨ شهور. لم يكن الحوثي ينوي إخراجي للمجتمع، ولكنه اضطر عندما تدخل كبار مشائخ محافظة إب، وقاموا بإدخال الشيخ ضيف الله رسام (من مشائخ صعدة موال للحوثي) وكذلك يحيى القاسمي خوفًا من مشايخ إب أن تتحول اختطافي، وإخفائي إلى رأي عام، وخرجت بمعجزة. وبعد شق الأنفس طوال ٨ أشهر تم عرضي خلالها على الطب الشرعي، وأصدر الطب الشرعي قرارات طبية من مكتب النائب العام في صنعاء بتعرضي للتعذيب، وحاجتي الماسة للعلاج، خلال المتابعات استغل الحوثي اخوتي واخذوا منهم قرابة ٢٠ مليوناً، وكان المحامي الذي تولى الدفاع عني الدكتور عبدالغني الخزان، ومسك قضيتي القاضي خالد عمر. كان كابوساً لم أكن أعي ما يحدث كنت أشعر أنني في كابوس، فما يحدث للنساء بالسجون شيء لا يستوعبه العقل.
صفِ حياتك خلف قضبان الإماميين؟ أيضاً ما موقف أطفالك وأنتِ بعيدة عنهم؟
لقد كانت حياتي خلف القضبان مليئة بالوجع والآهات والدموع لدرجة أني تمنيت الموت فطلبت منهم أن يعجلوا بإعدامي، مرت أربعة أشهر، وأنا في الضغاطة تحت التعذيب، أتخيل أولادي، وأتخيل والدتي، وإخواتي وأخوتي، كنت أموت باليوم ألف مرة. ابنتي حاولت أن تنتحر لولا أختي، أما أبنتي الصغيرة تعاني من مرض القلب تأزمت حالتها الصحية، وكادت تفارق الحياة، والأمر من هذا أن الحوثيين أخذوا أولادي علي وطارق، وألحقوهم بجامع الصالح ليتم تجنيدهم وتدريبهم على السلاح وتلقينهم دورات ثقافية لتصحيح أفكارهم كما يقولون لأنهم يقولون بأني قد خربت أفكارهم. كيف أثر عليك السجن وما مدى تأثيره على وضعك الاجتماعي؟ نعم أثر السجن عليَّ اجتماعياً بشكل قوي أنا ناشطة حقوقية، وكنت رئيسة منظمة خيرية كانت مساعدتي تصل إلى حضرموت وإلى ذمار وصنعاء وإب، عالجت الكثير من الحالات، وساعدت في تبني الكثير من الأيتام. أسرتي كانت أفضل من الكثير من الأسر فقد وقفوا معي، ولكن المجتمع لم يرحمني لدرجة أن بعض صديقاتي قطعين علاقتهن بي خوفًا من أن يضعهن الحوثي تحت المجهر كما يقولين. خسرت أشياء كثيرة وتم مصادرة كل ما أملك، وخسرت الكثير والكثير، وأول خسارة أني الآن أعيش مشردة بعيدة عن وطني وأهلي. أنا أحاول اختصر لو تكلمت بالتفاصيل أحتاج كتاب كامل وأتعب وأبكي ما أقدر أتحمل وأنا استذكر مرارة الساعات واللحظات الذي مررت بها.
جهاز الزينبيات.. ما دوره في اختطافات النساء وتعذيبهن؟
وهل هناك من يمكن تسميتها أو ذكرها للجمهور بأنها متورطة في ذلك؟ نعم جهاز الزينبيات يكّمُن دورهن في تجهيز الضحية وربط عينيها أثناء التحقيقات والإشراف على مكان سجنها. كانوا حريصين جداً من ناحية الأسماء فكلهم نساء ورجال ينادون بعضهم بالكنية فقط مثل "أبو الكرار" و"أم زينب" و"أم سكينة" وهكذا.. عندما كن يأتين لإخراجنا إلى التحقيق أو إلى الحمامات يقمن يتغطية وجههن لا نرى منهن شيء أو يقمن بتغطية أعيننا وقت التحقيق.
هل ت لقيت دعمًا نفسيًا بعد خروجك من السجن؟
للأسف الشديد لا يوجد أي دعم أو اهتمام من أي جهة أو أي منظمة، جميعهم يقومون بالتوثيق فقط، تحول ملفنا من قضية حقوقية إنسانية إلى مشروع تمت المتاجرة به لصالح الشخصي فقط من قبل بعض من يدعون أنهم ناشطين وناشطات، فقد تسلقوا على ملفنا لصالحهم الشخصي، والسبب عدم احتواء الملف من قبل وزارة حقوق الانسان ومن قبل مكتب حقوق الانسان بالرئاسة للأسف الشديد. اليوم وأنتِ بعيدة عن الكابوس الأسود..
ما الدور الذي تقوم به سونيا لدعم المختطفات؟
أوصلت صوت المختطفات للمجتمع اليمني من خلال ظهوري عبر وسائل الإعلام، كما أوصلت قضيتهن ومعاناتهن للمجتمع الدولي، وتم الاستشهاد بقضيتي في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة كنموذج لما يحدث للنساء في سجون الحوثي، لأني قدمت ملفاً وقضية متكاملة بالأدلة، وصوراً لتقارير الطب الشرعي الصادرة من مكتب النائب العام في صنعاء.
أمنية تتمناها سونيا صالح لها ولليمن؟
أتمنى أن تنتهي الحرب ويعم السلام ويتم وأد الحوثي وسلالته وتطهر اليمن منه، وتعود اليمن كما كانت وأفضل. أمَّا أنا اتمنى أن أعود الى وطني واحتفل مع حشود اليمنيين في ميدان السبعين احتفال المنتصرين على براثن الكهنوت الحوثي
. كلمة أخيره تريدين قولها عبر (العاصمة أونلاين؟
أناشد المجلس الرئاسي باحتواء الناجيات وتقديم الدعم المادي والنفسي لهن والوقوف معهن، وهي كذلك مناشده للمنظمات الدولية بتقديم الدعم للناجيات من معتقلات الحوثي والضغط على الحوثي لإطلاق سراح كل المعتقلات من السجون دون قيد أو شرط وتكوين لجنه لزيارة المعتقلات بالسجون