فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
* منير الماوري
لم أتمالك نفسي من الضحك عندما قرأت تصريحا للرئيس علي عبدالله صالح يقول فيه إنه يذهب للعلاج في مستشفيات اليمن داعيا المسؤلين والمواطنين أن يتوقفوا عن السفر للعلاج في الخارج.
هذا التصريح يدعو للقهقهة العالية وليس الضحك فقط لأن الرئيس عاد لتوه من ألمانيا بعد رحلة علاجية، وفحوصات طبية بسيطة، ولم يعرف عنه أنه عولج في مستشفى يمني طوال تاريخه الرئاسي إلا مرة واحدة يتيمة عندما تم اسعافه إلى المستشفى العسكري في صنعاء قبل نقله للخارج لإكمال العلاج.
ربما أن الرئيس يعتقد أن المواطنين بلا ذاكرة، ويريد أن يستحوذ على إعجابهم بالقول إنه يفضل العلاج في بلاده ولكن على الصعيد العملي فإنه لا يثق إلا في المستشفيات الغربية.
هذا التناقض يفسر لنا أشياء كثيرة أخرى حدثت طوال سنوات حكمة حيث أنه دوما يقول الشئ ويفعل نقيضه، وإن لم يجد النقيض يفرغ الشئ الجميل من مضمونه فيصبح ذلك الشيئ مكروها كسيحا فارغ المحتوى.
وعلى سبيل المثال فإن الرئيس يريد أن يقال عن اليمن دولة ديمقراطية ولكن في الوقت ذاته يمارس الدكتاتورية في أبشع صورها، ويريد أن يقال عن بلاده أنها تحترم حقوق الإنسان وهو لا يحترم حتى أقرب مساعديه بل ويعتدي على وزرائه بالضرب والتوبيخ والشتم والصراخ . ويريد أن يقال عنه صانع للوحدة في حين أن ممارساته كلها تصب منذ أول يوم في الوحدة إلى تقطيع أوصال البلاد وتفتيتها بعد رحيل قبضته عن البلاد ورقاب العباد.
ويجاهر بمحاربة الفساد ولكنه في الوقت ذاته يصنع الفاسدين ويقربهم إليه ويمارس بنفسه أقبح صور الفساد، ويتصرف بأموال البلاد وكأنها ملكا شخصيا له.
ومن نقائضه أنه يعلن عفوا عاما عن السجناء ليقال عنه أنه غفور رحيم ولكنه في الواقع العملي لا يفرج عنهم، أو يفرج عن بعضهم بالتقصيد الممل بما يكفي لإظهار ذلك البعض في التلفزيون للإشادة به. ويعلن محاربته للإرهاب وفي الوقت ذاته يستضيف ألف بعثي عراقي من بقايا صدام حسين في بلاده ويمنحهم مراكز عسكرية وأمنية مفصلية. وليس هذا فحسب بل يفتح خطا مع الإرهابيين ويعترف بجميلهم عليه أنهم لم يقتلوه وقد كانوا في قصره يقدمون له الشاي ويطبخون طعامه.
كما أن الرئيس يعلن رفضه لتسليم الشيخ الزنداني وفي الوقت ذاته يطلب منه زيارة أميركا للتخلص منه. ويحب أن يقال عنه أنه يحترم البروتوكولات لكنه لا يتورع عن انتهاك الأعراف الدبلوماسية ويستدعي السفير الأميركي لجمعة مع شخص مدرج في قائمة الإرهاب في تصرف أقل ما يوصف به أنه لعب بالنار.
ومن دلائل الإنفصام أيضا في شخصية الرئيس أنه يعلن تحديد مدة الرئاسة بفترتين ثم يبدأ كل من مرة الفترتين من جديد، وإن شعر باقتراب رحيله فسرعان ما يعمل على تمديد الفترة الواحدة من خمس سنوات إلى سبع سنوات لتصبح فترتيه عمليا ثلاث فترات ناقص سنة واحدة فقط. ولا يدرك هذا الرئيس أن الخالق جل وعلى لديه القدرة على اختصار حياته إلى يومين إضافيين فقط أو حتى ساعتين ولن يتمكن حينها من
طلب التمديد.
هذا الرئيس لم يتردد في جمع السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي ويعلن لهم بوضوح أنه لن يرشح نفسه للرئاسة ثم يوعز إلى حزبه بالإصرار على ترشيحه.
إنه يريد بذلك أن يحوز على إعجاب العالم كله بمن فيهم أنا بإعلانه عدم الترشيح للرئاسة وقبول التداول السلمي للسطة عن طريق صناديق الاقتراع في ذات الوقت يبقى رئيسا.
ورغم أنه نجح في خداع اليمنيين أربع مرات بنفس الطريقة إلا أن هذه المرة ستكون القاصمة لأن افتضاح الكذب سيؤدي إلى تفاقم الإحتقان وسيخسر الرئيس الوحدة والرئاسة والسمعة والمال والسلطة والأسرة وربما يخسر نفسه إن هو أخل بوعده أو أفرغه من محتواه فقد طفح الكيل.