بهذا العام انهار اقتصاد أميركا ولأسباب عجيبة وغريبة
3 أسباب مباشرة للانهيارات.. ماذا يحدث في الأسواق العالمية؟
مليشيات الحوثي تنفجر غضباً على قرار رفع العقوبات عن أحمد على عبدالله صالح ووالده ..بماذا توعدت ؟
ترمب يكشف عن موعد هجوم ايران المحتمل على إسرائيل
الرئيس العليمي يتحدث عن معركة عسكرية واقتصادية مع المليشيات :اتخذنا القرار في مجلس القيادة بقناعة تامة
هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين لوقف هجمات السفن؟.. تقرير
منحت أبناء مشرفيها أعلى الدرجات..المليشيات تسقط نحو 8 آلاف طالب بغية مقايضتهم بهذا الأمر
روسيا تبتعث أكبر مسؤول أمني روسي إلى طهران.. لهذه الأسباب؟
خسائر ضخمة ومهولة تضرب بورصات العالم.. الأسواق العالمية على حافة الهاوية ومؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته
عاجل: السفير الأمريكي في اليمن يناقش مع السفير أحمد علي القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن وجهود احتواء الصراع والتسوية السياسية
كان اكتشافاً هاماً بالنسبة لي في ختام عملي الذي استمر شهوراً كخبير لحملة توعية المرأة والحامل بأضرار القات؛ أن أدرك أن الجميع - إلا من رحم- هم مع القات قلباً وقالباً وإن زعموا خلاف ذلك في العلن.
لقد كانت هذه الحملة التي دشنتها منظمة سول لتنمية المرأة والطفل بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية مناسبة ثمينة لنا كي ندرك أن نبتة القات قد تجذرت في النفوس تجذراً لا يدانيه تجذرها في الأرض بعد الغرس، وأن مصالح كثيرة أصبحت تشكل الغشاء الأكثر سمكاً أمام إدراك أخطارها على أمننا القومي وسلامة أجيالنا القادمة.
فلم يعد تناول القات مجرد عادة فقط يضيع معها الوقت أو ينقضي، أو كذلك مجرد ممارسة يمكن السيطرة عليها، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية ترتبت عليها عوامل ثقافية واقتصادية ونفسية وصحية، وتغلغلت في المجتمع بدرجة تستدعي دق أجراس الخطر.. وطبعاً لم نأت بجديد بقولنا هذا، فهي الأجراس ذاتها الذي تدق منذ عقود دون أن يصغي إليها أحد.
فعلى مستوى الأفراد لا نفاجأ بعامل فقير يذهب نصف دخله في شراء القات؛ يزعم موقناً أن "ما عاد معه إلا القات"، وكأن القات هو السلوى والمأوى لكل أحزانه ومشاكله، وحلاً سحرياً لفقره وحالة بؤسه التي تزداد يوماً بعد آخر حسب ارتفاع سعر "قاته" أو رخص ثمنه، فيما أطفاله يأكلون الحصرم.
وعندما فكرنا أن نوصل رسائل حملتنا إلى " المخزنين" أنفسهم مباشرة؛ كانت الطريقة الأمثل حسب اجتهادنا في التوعية عبر ملصقات قوارير المياه المعدنية، ولم ندرك سوى متأخرين أن هذا يتعارض تماماً مع مصالح كثير من الشركات التي يستند إنتاجها أساساً على عادة تناول القات في الأفراح والمناسبات وغيرها، لم يتبق سوى أن يصرخوا في وجوهنا:" دعوا الناس يخزنوا .. نحن نريدهم أن يفعلوا ذلك"!!.
لقد ولّدت حملة التوعية في نفوسنا في آخر أيام الإعداد لها حالة من الإشفاق والإحباط شديدة، فالإشفاق ولّده اطلاعنا القريب على الآثار الخطيرة للقات والسموم والآفات التي تنعكس سلبا على صحة المواطن اليمني، خاصة الطفل جنيناً ورضيعاً، وأن مستقبل هؤلاء المساكين الصحي ربما أصبح منذ زمن بعيد على المحك، أما الإحباط فلئنّ لا حياة لمن تنادي، فالجميع يعلم مدى ضرر القات وأنه قاتل فعلاً كما التدخين، لكن تبقى الإرادة المسلوبة هي القاسم المشترك بين المدخّن و المخزّن لا فرق .
ومما واجهناه خلال فترة التحضير للحملة كذلك سيولاً من الدعاوي العجيبة التي تبرر تعاطي القات اقتصاديا واجتماعياً وحتى صحياً، فلم يتركوا شيئا إلا أفتوا فيه، والأعجب أن هذه المبررات تنطلق أيضاً من أفواه مثقفين ومتعلمين ومتعلمات بكل يقين وإيمان، في مغالطة صريحة للنفس أو اعتقاد خاطئ بممارسة خاطئة.
إن اكتشافنا لما سبق هو في الواقع إعادة اكتشاف مقرون بالدلالات لأمر يدركه كثيرون، وهو أن القات يظل لدى الناس الرفيق الأول ويظل الرفيق الأخير ومن بعده فليأت الطوفان، وفي اليمن لن يأتي الطوفان أبداً فاطمئنوا؛ مادام القات يستحوذ "عيني عينك" على ثلاثة أرباع المائدة المائية في البلاد أو يزيد.
• خبير إعلامي ومدرب
n.sumairi@gmail.com