نستطيع !
بقلم/ عبدالرحمن السوادي
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و 3 أيام
الأحد 14 إبريل-نيسان 2019 06:11 م
 


نستطيع كلمة لا يعرف معناها الا أولو العزم وأصحاب الهمم ، ولا يعرف معناها الا رجل صاحب إرادة يدرك معنى التوكل على الله وعرف معنى التجارب وسُقلت حياته بين القيادة والادارة و عرف معنى الاحساس بالغير ومعنى أن الحياة للكل وليس لفرد ، لا يعرف معنى هذه الكلمة الا شخص ناضل و ضحى لأهله و قومه و مجتمعه ، فما قيمة الحياة إن لم يكن هناك شيئاً يناضل من أجله .

لقد بنا اجدادنا الحضارات تلو الحضارات ولم يستعينوا بأحد او انتظروا معونة أو هبة ، لأنهم استيقنوا و فهموا ماذا يعني نستطيع .

إتخذنا العنصرية والتخوين منهاجاً حتى وصلنا الى الهاوية و لا زالت تنساق بنا الى قاع الظلام ، تقاتلنا بما فيه الكفاية ،
أجيال قد رحلت على أمل البناء والنهوض وأجيال أتت على واقع مرير ومن منفى الى منفى . أين تاهت عقولنا وحكمتنا وأين هو صدق إيماننا ؟! أما آن لنا أن نصحوا من سباتنا الذي جعلَ منا فُخاراً يكسر بعضه بعضاً .. أما آن لنا أن نرجع الى كلمة سواء ..

إن التفكك والتشرذم و الجهل و الفقر قواعد أساسية لجلب أي مفسدة والمفاسد لا تجلب الا الاحقاد ..

علينا أن نستفيد من تجاربنا السابقة نحن قبل تجارب الاخرين، كنا أمةً مهابةً يهابها الروم والاحباش والاتراك والاعراب ، و يشهد ببأس هذه الامة التاريخ ، والكتب السماوية قبلهم قد ذكرت قبل شهادة البشر في قصص سبأ وعاد و ثمود ما يكفي لنصحوا من غفلتنا .
علينا ان نصالح انفسنا وان نصارح عقولنا من الواقع المرير الذي نحن فيه ونستمع لقول الحق والعقل ، الا نستحي من انفسنا من بعد حياة القمم أن نصبح رعية ، اليس العيب فينا الا نحاور انفسنا ونصحوا من غفلتنا .
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا !

أين وصل بنا الحال و كيف أصبحنا ننتظر معونات الشعوب وقبل أن تصل الينا تصل في كل قناة، ألا نستحي أن نرى شيوخنا وامهاتنا ايديهم تمتد للآخرين ، الا نستحي ان يتولى أمرنا مبعوث أممي ويتحكم في قدرنا ومصيرنا ونستمع له ونحن نعلم أن إحساس النقص الذي ينبعث من عينيه يشير الينا بالبأس.

أعلم ان الحقيقة تجرح الشعور، لكن علينا ان ننهض وننفض غبار المعركة من على ارواحنا ونغير الخرائط التي بداخلنا ، وعلينا أن نكون طلاب علم في حياتنا كي ننهض بأمة كاملة .
إن أغلب الناس يعتقد أن هذا العلم هو في علم الدين فقط برغم أن الدين وعلومه من قواعد الحياة الأساسية ولكن يجب علينا أن نعرف أن الاسلام جاء ليكمل حياة الانسان ومكارم الاخلاق و يحث الانسان على النهوض و العلم و العمل و البحث عن الكرامة .
والكرامة هنا لا تأتي الا بالبناء الصحيح للاقتصاد فاذا بنينا الفرد على قواعد سليمة في حياته بنيت الامة على أساس سليم . كم منا ( جعلَ من صلاته عادة .. لا عبادة) وهو لا يعلم الفرق بين العادة والعبادة وما هو فضل وجزاء هذه العبادة وكم منا يصوم كما يصوم المجتمع ولا يعرف قدر الصوم .. من هذا المنطلق علينا أن نعرف قيمة الاشياء والعلم والبحث للنهوض والخروج من الوحل الذي نحن فيه.

إن العمل كفريق واحد هو السبيل الوحيد للنهوض بأمة اليمن و أرض سام القادرة بأهلها على النهوض والوصول الى القمم ، واذا ظن الاغبياء أن قانون الغاب ينطبق علينا ، عليهم أن يتذكروا أنهُ إن شملنا ذلك القانون أن اليمنيين لهم قطيع من الذئاب وليسوا قطيع من الحملان ولن ينقادوا لكل أمعة أو رويبضة ، واذا غفل من هم اليوم في أعلى الهرم من أهلنا فعليهم ان يتذكروا أن التاريخ لا يرحم السذج ، فلا يزايد علينا أحد أن تاريخ اليمن مليء بمغامرات المغفلين فاليمن مستنقع ومقبره للغزاة الطامعين والواقع خير شاهد .

إذا أردنا بناء يمن جديد لنا وللأجيال القادمة علينا ان نخلع الجهل وان نُطلّق من يريد بث الفرقة
فلا زيدي ولا شافعي، ولا حزبية أو إقصاء أو تهميش أو تقليل من الاخر.

إذا أصبحنا على قلب رجل واحد و إذا توحدت أرواحنا وقلوبنا وأصبحت مصالحنا تصب في إناء واحد .. آن ذاك نستطيع البناء والنهوض و سنمضي الى حياة الكرامة والعز والشرف، وسنستطيع أن نحيا اذا اثرنا على انفسنا من أجل أهلنا و قومنا وليعلم الشعب من عالِمهم حتى الرجل البسيط أن الامم والاوطان لم و لن تُبنى الا على التعايش والثقة بين افرادها وجماعاتها.

نستطيع أن نكونَ تجار، نستطيع أن نكون اهل مصانع ، نستطيع أن نكون اهل علم، نستطيع أن نكون اهل حكمة، نستطيع أن نكون حراس لتلك الارض الطاهرة وأن نكون بارين لتلك الام الولودة نقبل اقدامها ولا نجعلها تحتاج لاحد غيرنا بعز الله الذي نستمد به عزمنا وقوة الله التي نستقي منها بأسنا. فنحن لليمن السلاح والامن ، نحن لها العز والشرف، نحن الرادع لمن يحاول أن يستهزئ بها او أن يخوُن أبناءها.

نستطيع ان نجعل الخيال و الحلم و حتى الطموح واقع ملموس فالإنسان منحه الله قدرات قد يراها البعض مستحيلة و من لم يمتلك معنى نستطيع فلا يمتلك حتى تغيير اسلوب حياته اليومي .

نستطيع إذا فهمنا معنى نستطيع ولنا بهذا مثال : تعج الهند بالكثيرٍ من الأديان والمعتقدات وفي نفس الوقت تجدهم في تعايش وتقبل لبعضهم ، الجنة ليست ملك أحد والنار ايضاً لا يملكها الا من خلق الجنة والنار ، فلا يفرض أحدٌ رأيه على أحد ولا يفرض صاحب معتقد معتقده على الاخر بالقوة بل بالإقناع .. ومن هذا المنطلق أحببت ان يُدرك من في وطننا الغالي (اليمن) اننا
نستطيع تغيير مجرى التاريخ والتقدم بوطننا كي يضاهي الحداثة في العلم والاقتصاد اذا اردنا فعلًا ان نكون من الصفوف الاولى على وجه هذه البسيطة .

و بـ نستطيع: نستطيع أن نكون الشيء الذي يغير و يساهم في كل شيء.

رسالتي الى الاباء والامهات والأخوة والاخوات ، اليكم من اقوال التُبع اليماني (من كان عزيزاً كانت ماشيته عزيزه)
وليعلم الجميع لو أن كلاً منا حافظ على كرامته وعلى كرامة جاره وتلاحم معه لكان لليمن واهله العزة والكرامة .. و كما تكونوا يولى عليكم وكما تكونوا يسلط عليكم فالولاية تأتي من الرعاية والسلطة تأتي من التسلط فاذا أردنا ان نكون رعية فعلينا ان نختار ايضاً من يكون راعي للرعية والراعي هو محاسب عند الله قبل خلقه فسيكون حامل لتلك الرسالة واما المتسلط فسنقول له لن نسمح لك بالتسلط علينا لأننا واعون ومدركون ومؤمنون بالله، إن الاعتذار لهو اكبر وأجل وأسمى من الانتقام ..

فلنتسامح من أجل توحيد الصف وعلينا أن نتقاسم العيش من أجل أن لا نحتاج للغير .

لقد آمن اجدادنا برسول الله برسالة لا بسطوة السيف وكانوا خير الفاتحين و خير الداعين الى الله . فإذا أردنا النهوض فعلينا أن ننزع ما في قلوبنا من غِلٍّ على بعضنا ولقد اعزنا الله بالإسلام ولن نبتغي غيره ، وأعزنا بالحب والسلام و لن نبتغي غيره مسلكاً.

سنبدأ بعزم الله ثم بسواعدنا وإن تخلفنا سنبدأ من حيث وقف الاخرون ولن يقف احدٌ في سبيل كرامتنا والبحث عن حياة كريمة . لن نقف مكتوفي الايدي طال الزمان او قصر والتاريخ يسجل اما ان يخلدنا كما خلد اجدادنا أو سيكتُبنا ضمن المتفككين .

والتحية للجميع في أرض السعيدة من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى غربها