توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟ إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس
دار في أميركا جدال بين تيارين سياسيين تيار ينتصر لدعم الحكام الطغاة على حساب الشعوب وقد ساد هذا التيار خلال عقود طويلة امتدت حتى نهاية القرن المنصرم وتيار آخر برز بصورة جلية مع العقد الأخير من القرن المنصرم وبداية القرن الحالي يرى ضرورة الانتصار للشعوب على حساب الأنظمة الطاغية خصوصا في المنطقة العربية ذلك أن سمعة أميركا تدهورت في الآونة الأخيرة وتحتاج إلى عملية إعادة لمصداقيتها . وكلا التيارين حريص على مصلحة بلاده وبما يخدم الأجندة الخارجية للولايات المتحدة .
انتصر التيار الأول لصالح الطغاة لأن الأجندة الخارجية لسياسة الولايات المتحدة كانت تستدعي ذلك وسبب هذا الانتصار أن كثير من الحكام العرب لم يكونوا يحملون أي مشروع نهضوي وبالتالي هم مشاريع تأخر وتخلف فهم منشغلين ببناء مشاريعهم الخاصة التي تسعى لتوريث الحكم ونهب الثروات وهذا ما كانت تسعى إليه تلك الأجندة وقتها لتعطي مزيدا من الوقت لربيبتها إسرائيل حتى تبني وتعزز قوتها ووجودها في المنطقة . قد يسأل البعض لماذا تتخلى أميركا عن أنظمة حليفة لها خدمتها واستفادت منها كثيرا في الماضي . من يسأل هذا السؤال لا يعرف شيئا عن تاريخ السياسة الأميركية في تعاملها مع الكروت الحارقة مثل شاه إيران وصدام وغيرهم وانتصر التيار الآخر مؤخرا لسببين الأول أن الأجندة الحالية تستدعي مواجهة بين المذهبين السني والشيعي خصوصا بعد أن عجزت القوى الغربية في القضاء أو الحد من المشروع النووي الإيراني . وهي في هذه الحالة بحاجة لصعود السنة , هذا لا يعني أنها أسهمت في صعودهم فالمتأمل في تاريخ المنطقة الفكري يعلم جيدا أن الفكر الديني في صعود والفكر العلمي العلماني والليبرالي في هبوط منذ عقود وقد أسهمت الأنظمة السابقة في هذا الصعود للفكر الديني وتغذيته بالصراع فيما بينها من جهة وضد الفكر الليبرالي العلماني من جهة أخرى حتى يتسنى لها المكوث على قمة السلطة لأطول مدى ممكن . أما السبب الثاني فأمريكا تدرك أن التيارات الإسلامية العربية لا تحمل مشروع تقدم نهضوي واضح وأقصى ما يمكن أن تحققه هو نمو محدود في الاقتصاد كما فعلت تركيا مثلا . كما أن أمريكا تعلم أن نجاح التجارب الإسلامية في النهوض والتقدم مرهون بشروط معظمها غير متوفر في الحالات المصرية والليبية واليمنية على سبيل المثال . وأن التجربة التركية تجربة أسهم في نجاحها عوامل منها البنية التحتية للفكر العلماني وتأثير العلمانية الغربية الأوروبية نتيجة للحدود المشتركة بينهما يضاف إلى ذلك عامل المذهب الديني الصوفي الذي تتبناه تركيا . وقد فصلت هذه العوامل في مقال سابق بعنوان \" التجربة التركية \". (**)
لو كان الخيار لأميركا بين صعود التيار الديني الإسلامي على قمة السلطة السياسية وصعود التيار الليبرالي العلماني لاختارت الأول لكونها تعلم أن التيار الثاني يحمل مشروع نهضة ند كفيل بأن يسابق به العالم الغربي فأمريكا تعلم أن مفتاح تقدم المنطقة يكمن في العلمانية والديموقراطية الليبرالية والتيار الإسلامي نقيض لمضمون هذه الأفكار .
تحليل طبيعة بعض الثورات العربية والإشارة أو الشك إلى وجود خيوط تديرها من الخارج لا يعد وقوفا مع الأنظمة . نعترف بأن هناك من يقوم بذلك خدمة للأنظمة القمعية لكن هناك من حلل طبيعة بعض هذه الثورات نتيجة لمشاهدات ومعطيات على أرض الواقع . وبالتالي هؤلاء لا يعطون ذريعة ولا يشجعون الأنظمة على المزيد من سفك الدماء فآلة الأنظمة القمعية لا تحتاج مبررا ولا تشجيعا من أحد .
مصطلح \" الربيع العربي \" خرج من الغرب والإعلام العربي لا يكف عن استخدام كلمة \" ثورة \" لوصف ما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن . كون بعض وسائل الإعلام الغربي تستخدم مصطلح كرايسيس crisis أو أنريست unrest لا يعد تأييدا للأنظمة القائمة ضد الثورات فعلينا تأمل مضمون خطاب الإعلام لا عناوينه الرئيسية ثم علينا تقييم دور الإعلام مع أو ضد من خلال الضيوف الذين يستضيفهم والتقارير التي يعدها وفي المحصلة فإن الأعمى يعرف أن الإعلام الغربي يصب في مصلحة الثورات العربية ولو لم يسميها بالثورات . هذا فضلا عن أن الغرب شجع بقوة بعض الثورات في مصر وليبيا وسوريا ووقف صامتا أو غير متحمس أمام بعضها وترك مسألة التعاطي معها لعملاءه الإقليميين والسبب أن هؤلاء العملاء يرون ضررا من هذه الثورات على حكمهم في المنطقة.
مقدمات الربيع العربي :
لا أحبذ مصطلح \" المؤامرة \" لكن استبعاد \" نظرية المؤامرة \" لا ينفي عدم وجود صراع سياسي مستمر يتخذ أبعادا وأشكالا شتى بين منظومات وقوى تتخذ من المنطقة العربية كرة تتقاذفها. وعليه كنت أعتقد بأن التمهيد للربيع العربي بدأ بويكيليكس عن طريق فضح سياسات الحكام العرب وتأجيج الشعوب العربية ضدهم وبعد تفكير استنتجت أن ويكيليكس لم يكن سوى حلقة ثانية أكثر تركيزا وأشد عمقا وتفصيلا في حين كانت \" الجزيرة \" القطرية الحلقة الأولى في هذا المسلسل . الجزيرة بحجرها الذي قذفته في مياه العرب الراكدة أسهمت إيجابيا في التمهيد لما يحدث اليوم وويكيليكس أسهم هو الآخر إيجابيا في صب المزيد من الفحم في أتون الفرن المتأجج أصلا ويتحين الفرصة للانفجار لكن يظل السؤال قائما :
البلدان العربية كلها خاضعة لقانون وشرط الضغط الذي يولد الانفجار , لكن لماذا انفجرت بلدان عربية ولم تنفجر أخرى ؟!
أليست البلدان الأميرية والمشيخية والملكية والعسكرية والجملوكية عفنة بما فيه الكفاية وتفوح منها رائحة الفساد منذ عقود فلماذا لم يمنحها العربي زيارته ؟!
الربيع العربي الجزئي له بُعدين من حيث تأثيره على المصالح الأميركية فبعض الثورات العربية أثرت إيجابا في هذه المصالح مثل ما يحدث في سوريا اليوم وبعضه لا يضيرها أو لا يؤثر عليها سلبا . الربيع العربي الذي كان كفيلا بالإضرار بمصالح أميركا ذلك الذي يدعوا لرحيل قواتها من المنطقة وتحرير الخليج من سفنه وغواصاته وبارجاته وحاملات طائراته وأساطيله . وكون هذا الربيع لم يحدث . فلنا أن نتساءل ونستغرب ولن تشفي غليلنا إجابة مثل أن شروط مثل هذا الربيع لم تنضج بعد .
لن يستحق الربيع العربي تسميته ما لم يستكمل دوره في المطالبة برحيل القوات العسكرية الأميركية من الخليج العربي حينها فقط يمكننا أن نؤمن فعلا بأنه ربيع عربي نظيف لم يلوث بخيوط غريبة أو غربية تديره من وراء الستار.
...............
(*)كتب الصديق عبدالإله تقي مقالا بعنوان \" عشرة أسئلة سورية حيرت النظام \" وكنا قد سبقناه بالإجابة على بعضها في مقال سابق لمقاله بعنوان \" أسئلة الربيع العربي ثورات أم تصفية حسابات \" . تجدونه على الحوار المتمدن ومدونتي ثورة لوجي . ليست أول مرة تسبق فيها الإجابات الأسئلة ولا مستغربا أن تكون الإجابات أسئلة أخرى وهنا سأحاول أن أعيد الإجابة على بعض أسئلته التي تستحق جوابا أما بقية أسئلته فهي ساذجة سياسيا ولا تحتاج عناء إجابتها.