آخر الاخبار

وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية

إنهيار حقوق الإنسان
بقلم/ احمد منصور
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 30 مايو 2007 08:53 م

" استمر انتشار التعذيب وغيره من دروب المعاملة السيئة في عدة بلدان فى المنطقة ، بما في ذلك الأردن وإيران والجزائر والعراق ومصر ، ووردت أنباء مثل هذه الأنتهاكات أيضا من تونس وسوريا والكويت وليبيا والمغرب والمملكة العربية السعودية واليمن " هكذا العالم العربي من شرقه إلي غربة ومن شماله إلي جنوبه وفق التقرير السنوي الجديد لمنظمة العفو الدولية تعذيب وسوء معاملة وقهر للأنسان العربي فى كل مكان .

ثلاثة أيام قضيتها أدرس وضع الأنسان العربي وحقوقه الضائعة من خلال التقرير السنوي الجديد لمنظمة العفو الدولية الذي صدر يوم الأربعاء الماضي 23 مايو والذي يقع فى أكثر من ثلاثمائة صفحة ، وأجريت مقارنة بسيطة بين تقرير العام الماضي وتقرير هذا العام فوجدت الأوضاع المحزنة للأنسان العربي تسير من سيء إلي أسوأ ، باستثناء تحسن نسبي بسيط فى بعض الدول فإن معظم الدول تسير إلي الأسوأ ، وكأنها أنظمة احتلال تذيق شعوبها الهوان ، وليست أنظمة وطنية ينتمي حكامها وحكوماتها إلي تراب هذه الأوطان ، حينما تتحدث المنظمة عن تحول بعض الأقطار مثل مصر إلي " مركز دولي للتعذيب " حيث تمارس سلطات الأمن هناك وفق حالات موثقة التحقيق والتعذيب نيابة عن دول أخري فى إطار ما يسمي بـ " التعذيب بالوكالة " ، وحينما يتحدث التقرير عن عدم استقلال القضاء فى معظم الدول العربية ، والأعتقالات التعسفية ، والقتل تحت التعذيب ، وقتل المتظاهرين فى الشوارع ومنعهم من حق التظاهر ، واعتقال وإهانة العشرات من الصحفيين والتضييق علي حرية التعبير والنقد ، وقمع النساء وحقوقهن التى كانت من آخر وصايا نبي الأمة إليها ، " واستوصوا بالنساء خيرا " .

أما ذريعة " الحرب علي الأرهاب " فقد أخذتها معظم الحكومات تكئة لكي تمارس الأرهاب علي شعوبها دون قيد أو شرط ، حتى سنت معظم الدول العربية ما يسمي بقوانين " مكافحة الأرهاب " والتى هي أسوأ عشرات المرات من قوانين الطواريء التى كانت ترزح تحتها كثير من الشعوب منذ عشرات السنين وقد أصبح كل شيء للأنسان العربي منتهكا فى ظل هذه القوانين الجديدة وقد عبرت عنها إيرين خان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية فى مقدمة التقرير حيث قالت : " إن سياسات الخوف تمثل الوقود لانتشار انتهاكات حقوق الأنسان حيث لا توجد قدسية لأي حق ولا أمن لأي شخص " هكذا بمنتهي السهولة لم يعد للأنسان العربي من خلال ممارسات كثير من الأنظمة قدسية فى أي حق ولا أي شعور بالأمن ، وإذا كانت أكبر نعمتان من الله بهما علي الأنسان وهما نعمة الرزق والأمن قد سلبتها من الأنسان أنظمة مستبدة كارهة لكل قيمة إنسانية ، فإن حقوق الأنسان ليست علي وشك الأنهيار كما أشار تقرير منظمة العفو الدولية وإنما انهارت بالفعل ، في ظل ماوصفه التقرير بـ " السياسات القصيرة النظر والمثيرة للخوف والداعية للفرقة " حيث " تقوض الحكومات من خلالها سيادة القانون وحقوق الأنسان وتغذي العنصرية ورهاب الأجانب وتقسم المجتمعات وتكرس عدم المساواة وتزرع بذور مزيد من العنف والصراع " ما الذي بقي للأنسان العربي وحقوقه بعد كل ما يمارس معه ؟

لقد أصبح الأنسان يصاب بالصدمة من عدم وجود أي انتماء لدي كثير من الشباب الجادين فى الأمة ، حيث أن كثيرين منهم يفكر في الهجرة حيث يجد قيمة لنفسه ولعلمه ولآدميته فى بلاد الغرب التى هي نفسها متورطة مع كثير من الأنظمة المستبدة فى ترويج الظلم والأستبداد ثم تلتقط العلماء والمبدعين فى بلادنا لتقيم عليهم تقدمها وازدهارها ، والأمر للأسف لم يعد يقف عند حد الشباب بل إن الأحباط بدأ يتسرب من خلال تلك الممارسات التى تمارسها الانظمة المستبدة إلي الجميع ، وقد أكد تقرير منظمة العفو الدولية أن " سياسة الخوف " التى تمارسها الأنظمة أو التخويف أثرت بشكل واضح علي حقوق الأنسان ، والأمر الأكثر إثارة هو أن الأنظمة المستبدة لم تعد تضع أي قيمة لانتقادات أو ضغوط أو محاسبة في ظل أن كثير من الدول العربية التى تنتهك حقوق الأنسان علي أعلي المستويات قد انضمت لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الأنسان ..... أما يمثل هذا بالفعل قمة السخرية و الأنهيار لحقوق الأنسان العربي ؟