هكذا علمتني الثورة
بقلم/ محمد علي الصلاهم
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 6 أيام
الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 07:58 م

في المدارس النظامية سواءً كانت مدارس عامه أو كليات أو جامعات يأخذ الناس الدروس فيها قبل الخوض في معترك الحياة ، أما في مدرسة الحياة الواسع فالناس فيها يخوضون معترك الحياة وبعد ذلك يأخذون الدروس والعبر والفوائد والتي تكون من مخرجات هذا المعترك .

من هذا المنطلق جلست يوماً أفكر وأحدث نفسي وأقول ( نحن في ظل ثورة منذ حوالي تسعة أشهر وقد حدثت خلال هذه الفترة التي يراها البعض طويلة أحداثاً ووقائع كثيرة وعظيمة وهذه الأحداث والوقائع أفرزت مخرجات ونتائج وحصلت منها دروس وعبر وفوائد باعتقادي أنه يجب على الجميع الاستفادة منها بلا استثناء سواءً كان فرداً أو جماعة أو حزباً أو مجتمع أو دولة أو حتى العالم بأسره ، والمغبون من خرج من هذه الثورات مثلما دخلها فهو لا يدري ماذا حدث ولماذا حدث وكيف حدث وماذا ستكون نتائج هذا الحدث وللأسف أن هذا الصنف موجود وبكثرة ومع ذلك أظن أنه مع قادم الأيام ستبدي له ما كان يجهل ، وبعدها جال في خاطري أن أكتب وأنقل للقارئ بعض ما علمتني هذه الثورة المباركة وقد يجد القارئ أني نقلت خلال الحديث بعض الحكم والأقوال المأثورة التي كنا نقرأها ونسمع عنها ولكن لم تتضح وتتحقق لنا معانيها إلا في ظل هذه الثورات وقد سردتها على شكل نقاط :-

الاستبداد :

*علمتني الثورة أن الاستبداد كالسرطان يسري في المجتمعات ولا علاج له إلا بالاستئصال وأن المهدئات والمسكنات لا تنفع معه .

* أن الاستبداد والفساد مقرونان فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر .

* أن لا يستطيع أحد أن يستبد بشعب إلا إذا كانت هناك قابلية عند هذا الشعب تقبل بذلك .

* أنه أهم من أن نسقط المستبد أن نسقط الاستبداد كثقافة موجودة منذ سنين وإلا فسيأتي مستبد آخر ومستبدون آخرون وبإسم الثورة .

* أن الاستبداد يفتك بالأمة من الداخل أعظم مما يفتك بها عدوها من الخارج .

* أن الاستبداد أعظم خطراً من الاستعمار فالمستعمر يستعمر الأرض والمستبد يستعمر العقل .

الحرية :

*أن الحرية والاستبداد ضدان لا يجتمعان فإذا وجد أحدهما ذهب الآخر .

*أن أعظم قيمة يمتلكها الإنسان هي( حريته ) فإذا فقدها فلا قيمة له ، وأن الإنسان إذا ذاق طعم الحرية فلا يكن أن يتنازل عنها ولو كان ثمن ذلك روحه .

*أنه ( إذا الشعب يوما ًأراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ) بمعنى أن إرادة الشعوب هي الأسباب والمقدمات وأن استجابة القدر لهذه الإرادة هي النتائج فإذا ما وقعت الأسباب وقعت النتائج .

*أنه في ظل الحرية يأتي الإنسان بالعجائب ويخرج كل ما أودعه الخالق من إبداع في نفس وعقل هذا الإنسان .

الإنسان :

*أن أعظم وأكرم مخلوق خلقه الله هو الإنسان وقد أعادت الثورة لهذا الإنسان قيمته داخل الوطن وخارجه

* أن من أعظم مقاصد الدين الإسلامي هو الحفاظ على الإنسان وأن دمه مصون ومحرم وأنه ولأجل الحفاظ على هذا الدم لا بد من التضحية به إذا لزم الأمر ذلك .

* أن الإنسان هو أهم مورد في أي بلد وإنه أساس بناء ورفعة وعزة أي بلد .

* أن هذا الإنسان لا يصلحه إلا دين وأن ديننا الإسلامي قد تكفل بذلك متى التزم هذا الإنسان بدينه .

الشباب :

*أن الشباب هو القطاع المعتمد عليه في القيام بأي ثورات كوننه سن ( العطاء والبذل والفداء ، سن التلقي والتأثر والانفعال ) ولا يعني ذلك إغفال دور الرجال والكهول أو إغماطهم حقهم والإقلال من شأنهم .

* علمتني الثورة أن الشباب الواعي هو الضامن الحقيقي لنجاح الثورة والمحافظة عليها وتحقيق جميع أهدافها وأن هذا كله يحتاج إلى مراحل وخطط وبرامج عملية وواقعية .

* أن على الشباب العمل على إحداث تغيير جدي في كيانه ونفسه حتى يكون قادراً على إحداث هذا التغيير في مجتمعه وأمته ولنعلم نحن الشباب ( أن المنتصرين الحقيقيين في معركة التغيير هم الذين ربحوا أنفسهم ولو خسروا الدنيا جميعاً وأن الخاسرين الحقيقيين هم الذين خسروا أنفسهم ولو ربحوا الدنيا جميعاً ) .

* الفهم :

*أن الفهم السليم هو وراء كل نجاح وأن الفهم السقيم هو وراء كل فشل ورحم الله القائل ( وسيقف جهل الشعوب أكبر عائق أمام الدعاة ) ، ولذا فالعلم لا يأتي إلا بخير .

* أنه يقع على عاتقنا نحن الشباب مسئوليات كبيرة في المستقبل القريب تجاه مجتمعنا ووطننا وأمتنا فهل نحن على استعداد لذلك .

* علمتني الثورة أنني بحاجة إلى الآخر مهما كان هذا الآخر وأنه بحاجة إلى وأن الوطن يسع الجميع والأرض تسع الإنسانية .

* وأخيراً علمتني الثورة أن الوفاء لدماء الشهداء هو أن نقف ونسير على نفس الطريق الذي وقفوا وساروا عليه حتى اختارهم الله شهداء .