كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء
لم يكن فجر السبت في الأول من يناير عام 2010 حين ووري جثمان بن شملان الثرى في بريقة عدن دون ضجيج رسمي، إلا ميلادا جديدا لفجر أمل اخترناه ليكون رئيسا لأجل اليمن.
ولأجل اليمن أيضا ختم الرجل السبعيني عمره الزاخر بالعطاء والنزاهة، كخاتمة طبيعية لمسيرة حياة قضاها في خدمة بلده نظيف اليد متجردا من نزعة السيطرة وطغيان الأهواء.
بين يدي ذكرى وفاة رئيس القلوب، تتزاحم الأفكار والخواطر، وترتسم في المخيلة حشود المناصرين من مختلف تضاريس بلد الإيمان والحكمة، وتصغي الذاكرة إلى إيقاع جرس الكلمات التي ختم بها أبو تمام حياته ليستهل بها الوطن ميلاد العهد الذي حلم به هو ورفاقه قيادة أحزاب اللقاء المشترك حين هوت أفئدتهم وعقولهم لاختيار وطن في ضمير رجل كان بن شملان.
على الأقل ومن بابٍ غير أبواب البكاء وتجويد المراثي، هل يحق لنا في الذكرى التي تصادف يوم وفاته،أن نسأل ذاكرتنا الجمعية عن المهندس فيصل عثمان بن شملان، المشروع، والأمل، والإجماع الوطني، والربان الذي مخر بسفينة التغيير عباب العصور المظلمة في تاريخنا ليشعل فيها جذوة النور، ويحرك ما استكن في أعماقها من دواعي الجبن والخوف والهلع، وكل مفردات التولي يوم الزحف في مواجهة الاستبداد.
لم يكن أبو تمام نكرة في هامش هذه الحقبة من عمر اليمن أو حواشي متنها، ليستدعيه اللقاء المشترك من بطاح عدن أو سهول سيئون ليرشح نفسه زعيما فيجيب!، بل كان حجر زاوية هم أركان بنائها. ولربما وليس من قبيل المبالغة بإمكاننا القول: إن أغلب شروط المشترك توافرت فيه فكان هو المطلوب. وبعد جهد كبير التأم شملهم به ليكون بطل المواجهة على رأس ستة أحزاب في هذه الجولة وليس وحده كما في الجولات السابقة التي كانت تؤول إلى إرسال مفاتيح مكتب وزارته وسيارته من سيئون إلى صنعاء على حسابه الخاص رحمه الله.
لقد عشنا وعاش معنا كافة أبناء اليمن بمختلف أطيافه تلك الأيام العشرين، أيام بن شملان بحق، عشناها بثوانيها ودقائقها الحاسمة، عشناها عرسا ديمقراطيا، وعشناها معركة انتخابية، وعشناها تجربة إصلاحية هزت العروش، ودحرجت الكرة في ملعب الديمقراطية اليمنية وأفلحت في تسجيل عديد أهداف لصالح منتخب اليمن.. ليس اليمن المنحاز في نصف ميدان تمثله المعارضة.. ولا اليمن الزاعم أنه يقف في الضفة الأخرى.. بل هو كل اليمن وعلى مختلف الأصعدة؟
لقد رسم بن شملان رحمه الله دربا للمناضلين بتصدره لهذه المهمة العظيمة، وسطر بخط يده واخدة من أروع صفحات الطهر والنقاء في قافلة النضال السلمي.. عشرون يوما هي فترة الدعاية الانتخابية لم يجرح فيها أيا من منافسيه ولو بكلمة واحدة تخرج به عن إطار النتافس الشريف، في ذات الوقت الذي أشهرت وفي وجهه كافة الأوراق والأسلحة ومنها الورقة الأمنية وتهمة الإرهاب.
ستظل المسي ة التي صاغها بن شملان وقادة المشترك، المظلة التي اجتمع في إطارها كل المطالبين بالحقوق والحريات، رافعين ذات الراية التي رفعها بن شملان ورفاقه (النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات). مدنيين وعسكريين، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا.. كلهم باسم النضال السلمي الذي دشنه الفقيد مع كل التواقين للتغيير. لقد كانت المحطة الأولى ولن تكون الأخيرة، بإذن الله، إذ لا يزال موكب المشترك منذ تأسيسه، مرورا بتقديم مرشحه لرئاسة الجمهورية، وليس انتهاء بقاموس العمل النضالي الميداني الذي نتنفسه كالهواء في كافة المجالات، بالقدر الذي تطيقه سواعد بشر يعتور عملها الخطأ والنسيان وما استكرهت عليه.
وبموت بن شملان رحمه الله، لم تمت مطامح المفتونين بكي صفحته للأبد، ليعود العداد صفرا كما كان!!، وتغيب في اللاوعي الإنساني اليمني برامج النضال من الحقوق والحريات وملفات التحول الديمقراطي الشوروي إلى غير رجعة..
لكن كرة التغيير التي دحرجها بن شملان لا يمكن أن تتوقف أبدا بإذن الله..
رحمك الله أيها الرجل العظيم.
gom1978@gmail.com