آخر الاخبار

اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا بعد أقل من 48 ساعه من تهديدات ايرانية وحوثية للملكة .. السعودية تكشف عن تحركات عسكرية أمريكية بدأت من الظهران لمواجهة تهديدات أسلحة التدمير الشامل تركيا تعلن دخولها الحرب العقابية ضد إسرائيل .. وتوجه بتحركات ضاربة لتل أبيب الحوثيون يدشنون المرحلة الرابعة لإفشال السلام في اليمن عبر عمليات البحر الأبيض المتوسط تركيا تعلن عن إجراءات قوية وحاسمة ضد إسرائيل الجيش الأمريكي يسقط ثلاث طائرات حوثية مسيرة تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني

هل يتعظ الحكام العرب من أحداث تونس؟
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 9 أيام
السبت 22 يناير-كانون الثاني 2011 04:10 م

تجمع الدول العربية الكثير من الخصائص والمميزات سواء على مستوى الشعوب أو الحكام، حيث تعاني الشعوب العربية من الفقر والفساد وانتشار البطالة بين صفوف الشباب وخريجي الجامعات وتقييد للحريات وانعدام الأمل في حياة ومستقبل أفضل, أما على مستوى الحكام, فالحكام العرب يعشقون الكرسي حتى الموت ولا يسمحون بالتفريط فيه إلا بعد أن يصبحوا جثثا هامدة, وكذلك الحال بالنسبة للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة, فهي مجرد مسرحيات هزيلة يقوم الحكــام العرب بخداع شعوبهم والعالم وفي نفس الوقت يمارسون الفساد السياسي بأبشع صوره من تكتيم وتقييد للحريات وتوريث للسلطة وتعديل الدستور وفق مزاج الحاكم وحاشيته وكذلك الصرف بسخاء على قوات الجيش والأمن على حساب تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

والصبر أيضا عامل مشترك بين الشعوب العربية, حيث تحملت لسنوات طويلة الفساد والفقر والبطالة والتخلف, ومع كل ذلك فالحكام العرب لم يقدروا صبر هذه الشعوب وسعوا إلى تجاهل كل مطالبهم بل تعمدوا تجاهل الحاجات الأساسية لتلك الشعوب في الأمن والديمقراطية والتعليم والصحة والعيش حياة كريمة مثلهم مثل باقي بلدان العالم, لكن على ما يبدو, فإن صبر الشعوب بدأ ينفذ.. وما شاهدناه في تونس خير شاهد, حيث خرج المواطن التونسي إلى الشارع متحديا كل العوائق والحواجز وقدم عشرات الشهداء والجرحى وضرب مثلاً رائعا في النضال السلمي, وهو ما أجبر الرئيس التونسي للخروج عن صمته ومحاولة استجداء وكسب عواطف الشعب التونسي بعد أن فشل الأمن والجيش في إسكات أصوات الشعب الهادرة, وبالرغم من كل الخطابات والتنازلات التي قدمها إلا أن ذلك لم يُسكت هذا الشعب الذي أصبح مصرّا على التغيير مهما كلفه ذلك من ثمن, وهذه المرة ليس تغييرا شكليا أو مجرد ديكور مثل ما تعودنا في الدول العربية وإنما الشعب مصر على تغيير جذري يبدأ من رأس هرم السلطة ويشمل كل نواحي الحياة.

فهل تكون الأحداث الأخيرة في تونس عبرة وعضة لكل الحكام العرب وهل ستوصل رسالة الشعب التونسي لكل الحكام العرب مثل ما وصلت إلى الرئيس التونسي وفهمها مثل ما قال في خطاب موجه للشعب التونسي "لقد وصلت رسالتكم وفهمتها"..

وهل سيبدأ الحكام العرب بتقديم التنازلات لشعوبهم وعمل إصلاحات حقيقة وجادة؟

وهل يدرك الحكام العرب إن الشعوب لا يمكن قهرها مهما امتلكوا من جيوش وقوات أمن؟

وهل يعي الحكام العرب أن الشعوب العربية أصبحت مدركة لكل ما يدور حولها وأن صبرها قد بدأ ينفذ؟

وهل يعي الحكام العرب الدرس جيداً ويعرفون أن الشباب العربي لا يمكن أن ينتظر الموت واقفاً وأن الشباب العربي أصبح مطلعا على ما يدور في العالم وأصبح له طموح يريد أن يحققه مهما كلفه ذلك من ثمن, ولو كان تقديم حياته في سبيل إن يعيش غيره حياة كريم؟.

أم أن عشق كرسي الرئاسة وهوس توريث السلطة أصم آذانهم وأعمى أعينهم عن رؤية ما يحصل في تونس وسيواصلون عنادهم حتى يحصل ما حصل في تونس وتخرج الشعوب العربية إلى الشوارع مطالبة الحكام بالرحيل غير مأسوف عليهم مثلما حصل مع بن علي في تونس.

أما الشعوب العربية, فعليها أن تعي الدرس جيداً وتفهم أن ما حصل في تونس يعد ثورة حقيقة وأنه لا يمكن أن يحصل تغيير إلا بتقديم المزيد من التضحيات مثل تضحيات الشعب التونسي.. أما الصمت والصبر غير النهائيين فلن يزيد شعوبنا إلا مزيداً من الفساد والتخلف وتقييد الحريات ومزيداً من تسلط الحكام وتوريث ذلك التسلط لأبنائهم من بعدهم، وبالتالي توريث الفساد والتخلف والبطالة لأولادنا من بعدنا, ومن جهة نظري اعتقد أن هناك خيارين لا ثالث لهما: إما أن يقوم الحكام العرب بعمل إصلاحات حقيقة واحترام الدستور والقانون وإعطاء مواطنيهم كافة حقوقهم واحترام المعارضة في أسرع وقت ممكن, أو على الشعوب العربية أن تقتدي بالشعب التونسي وتخرج إلى الشارع للمطالبة بحقوقها بشكل سلمي وحضاري.. وأعتقد أننا سنرى في الأيام القليلة القادمة التجربة التونسية وقد تم تعميمها على أكثر من دولة عربية, فالخيار الأول أصبح شبه ميئوس منه؛ بسبب عدم جدية الحكام العرب في عمل إصلاحات حقيقية.

y.ahz@hotmail.com