آخر الاخبار

عاجل.. ترامب نجحنا في القضاء على عدد كبير من قادة الحوثيين وخبرائهم وسنستمر في ضربهم مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن''

عندما يتحول الإنسان إلى نهر من الخير والعطاء
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 3 أيام
الجمعة 03 سبتمبر-أيلول 2021 07:02 م
 

هذا الرجل يذكرني دوما بالأنهار المتدفقة ، دائمة العطاء والجريان ، لم يكن مجرد رقم في مليارات البشر وإنما كان رجلا بأمة ، كان نهرا من الخير ، إنساناً من طراز فريد ، أحب الناس وأحب الخير للناس فطاف قارة بأكملها كأنه الغيث حيثما وقع نفع ، لا يفرق في العطاء بين مسلم ووثني ، خاض في الأوحال ، ومشى على الأقدام بين الأدغال وركب مع الفقراء والبسطاء في شاحنات النقل الكبيرة ، وتعرض للسعات البعوض ، ونام في العراء وتعرض للمضايقات والاستهداف من المنصرين فقد أحبط الكثير من جهودهم وأفشل مشاريعهم في تنصير أبناء أفريقيا وإعلانها قارة نصرانية خالصة كما كانوا يخططون .

رحم الله الدكتور عبد الرحمن السميط ..كان طبيبا في أحد مستشفيات الكويت فطلب مجهر " ميكروسكوب" للمختبر فتطلب الأمر 94 توقيع فترك الطب وتوجه إلى أفريقيا لإغاثة الناس فأسلم بسببه الملايين وانجز عبر جمعية العون المباشر الآلاف من المشاريع الخيرية الرائدة.

كل هذه الجهود الكبيرة والإنجازات العظيمة وهو رجل واحد ولكن الرجل الواحد عندما يقرر أن يكون فبعون الله يكون وعندما تعلو همته يرى الجبال صغيرة كما قال الشاعر :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم

وتكبر في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

رجل يغير الأحداث ويحرك الجبال ويصنع الفرحة الحياتية للناس ، ويجسد الخيرية في الأمة الإسلامية بأروع صورها وأبهى معانيها .

في الغرب يندفع الكثير من الناس يتقدمهم الكثير من المشاهير في المشاركة في الأعمال الخيرية والمساهمات التطوعية ، يسافرون إلى أقصى الأرض ، إلى أدغال أفريقيا وإلى المناطق النائية والمدن المنكوبة وليس هذا من أجل نيل الثواب في الآخرة بل من أجل أن يجدوا السعادة في الدنيا فمن يصنع الفرحة الحياتية للناس يجد السعادة الحقيقية ولك أن تجرب أن تفرح هذا اليتيم وتفرج هم هذا المكروب وتقضي دين المديون وتطعم الناس من جوع وتسقيهم من عطش وحينها ستجد شلال من السعادة الكبيرة والفرحة الحقيقية يروي ظمأ قلبك للحياة ويجعلك وأنت في عز الحر وفي زمهرير الهجير كأنك في أفياء جنة خضراء وارفة الظلال ، ولذا قال بعضهم : "أسعدُ الناس من أسعدَ الناس ".

الدكتور عبد الرحمن السميط كان رحمة الله تغشاه يستطيع أن يعيش في الكويت في رفاهية وثراء وبحبوحة من العيش وأن يطوف العالم سائحا يغادر من مرفأ إلى منتجع ومن شاليهات إلى مهرجانات ومتنزهات ويشاهد المعالم الحضارية والمباني الأثرية ويستجم ويتسوق ولكنه آثر أن يعيش مع فقراء أفريقيا يحفر لهم الآبار ، ويبني لهم المدارس ، ويوزع لهم المواد الغذائية ، ويطعمهم من جوع ، ويكسوهم من عري ، ويعلم الأمي ، ويهدي الناس إلى دين الإسلام ، وحين فعل هذا وجد السعادة التي لم يجدها الملوك والأمراء في القصور والمناصب والألقاب والتشريفات والثروات وأبهة الملك وأضواء السلطان ، وجد هذه السعادة فعاش فيها وجعل عمله لله فجزاه الله في الدنيا سعادة غمرت قلبه وأثلجت صدره وكسته بالطمأنينة وراحة البال وأدخر له الثواب الأعظم في الآخرة في جنات الفردوس مع النبين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ـ رحمة الله تغشاه ـ عدد ما غرد طير أو طار وما تعاقب الليل والنهار .

أصدر الدكتور عبد الرحمن السميط 4 كتب روى فيها تجاربه في العمل الخيري في أفريقيا وخلاصة طوافه في القارة الأفيقية لسنوات ، وهذه الكتب هي : لبيك أفريقيا ، دمعة على أفريقيا ، العرب والمسلمون في مدغشقر ، رسالة إلى ولدي .

انها قصة الرجل النهر المتدفق بالخير والعطاء والذي ما يزال يتدفق إلى اليوم وما تزال الجهود التي أسسها متواصلة والمشاريع قائمة والخير مستمر وسيستمر بإذن الله إلى قيام الساعة كعمل صالح يضاعف رصيد من أسسه من الطاعات والحسنات ..هنيئا له .