المنطقة العسكرية الثانية توجه تحذيرا شديد اللهجة لحلف قبائل حضرموت وتحركاته العسكرية
ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
أول تعليق من الحكومة اليمنية على دعوة السعودية لضم اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي ..
إعدام امرأة خطفت وباعت 17 طفلا
بيان تاريخي وتطور غير مسبوق في تركيا .. أوجلان يدعو من السجن إلى حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح
الأزهر يُحرّم مشاهدة مسلسل معاوية خلال رمضان ويكشف السبب
8 قادة بارزين في القسام ضمن محرري الدفعة السابعة.. تعرف عليهم
البيتكوين في مهب الريح.. تعريفات ترامب الجمركية تعصف بالعملات المشفرة
5 وزراء دفاع سابقين في أمريكا يعلنون التمرد ضد ترامب
هروب قادة الدعم السريع من الخرطوم والجيش السوداني يضيق الخناق عليهم في كل الجبهات
يسعدني أن أتوجه اليوم بالتهنئة لأبنائي الشباب بالذكرى الثانية ليوم 11 فبراير الذي انطلقت فيه مسيرة التغيير الوطني الكبيرة التي أيقظت في نفوس أبناء شعبنا روح الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بقيمها وأهدافها الخالدة التي ظلوا يسعون لتحقيقها طوال خمسين عاما دون أن تساعدهم الظروف والعوامل المختلفة داخلية كانت أم خارجية، وإذ أخصكم أبنائي وبناتي الشباب بالتهنئة في مثل هذا اليوم فلأنكم أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل، ولأنكم أنتم من ينبغي أن يحصد ثمار العملية السياسية القائمة اليوم في تحقيق الآمال والطموحات التي خرجتم من أجلها تطالبون بالتغيير ونزلتم الساحات في معظم مدن الجمهورية لتعبروا عن إرادتكم بصورة سلمية حضارية ولتكشفوا بتضحياتكم الغالية حجم الاختلالات الهائل الذي كنا نعيشه وعمق الأزمة الشاملة التي كان شعبنا يعاني منها، فالأمراض لا تنكشف إلا بمواجهتها بجرأة وشجاعة، ثم تشخيصها ليتم تحديد مستوى مخاطرها ومن ثم طريقة ونوع علاجها.
لقد مرت بلادنا خلال العامين الماضيين بواحدة من أخطر أزماتها المعاصرة إن لم تكن أخطرها على الإطلاق، فبسبب الأزمات المتلاحقة منذ عام 2004م أخذت ملامح التغيير وانتقال السلطة تتبلور وتطفو إلى السطح شيئا فشيئا، وبسبب حالة الانسداد السياسي التي برزت بشكل واضح غير قابل لأي التباس خلال عام 2010م اتجهت البلاد إلى لحظة الغليان، ولهذا ما أن هبت رياح الربيع العربي ووصلت آثارها إلينا حتى بدت في الأفق آمال التغيير لديكم يا شبابنا الأبرار فانطلقتم بصدق وتجرد وتلقائية إلى الساحات والميادين لتكتبوا ملامح مستقبل اليمن الجديد ولتطلقوا إلى غير رجعة عجلة التغيير الشامل إلى الأمام.
وكما أنه من الصحيح القول أن الشرعية الثورية ما كان لها أن تحقق أهدافها في التغيير الجذري إلا بتضحيات بالغة ودماء غزيرة وحرب طاحنة جنبنا الله إياها جميعا بفضله ورحمته، فإن من الصحيح كذلك القول بأن الشرعية الدستورية لم تستطع الصمود أمام إرادة التغيير العارمة نتيجة للتدمير الذاتي الذي عرضت نفسها له طوال السنوات الماضية بسبب طغيان المشاريع الخاصة والصغيرة على المشروع الوطني العظيم فنالها الكثير من التشوهات واهتزت مشروعيتها مما جعل الطرفين يتقبلان فكرة التغيير عبر التوافق تجنبا للمزيد من الدمار، وهكذا كانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المخرج المشرف واللائق لطرفي الشرعيتين الثورية والدستورية، باعتبار المبادرة وآليتها رسمتا خارطة طريق لإنجاز التغيير الذي خرجتم يا شبابنا من أجله، وجنبت بلادنا في الوقت ذاته صراعا داميا كان سيحول هذا الوطن اليمني العظيم إلى مجرد أشلاء ممزقة ودمار هائل لا حدود له.
يا شبابنا الأعزاء..
تأكدوا أن القادم سيكون أفضل رغم كل الصعوبات والتعقيدات، وأن الدولة ستعمل بإصرار على استيعاب الشباب وإشراكهم في صناعة القرار وتقديم كافة التسهيلات للمشاريع والمؤسسات الشبابية كما أن الدولة ستعمل على رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى والمضي في إنجاز التغيير الذي قطعنا في طريقه خطوات طيبة بفضل الله تعالى وبفضل أرواحكم المتقدة وتضحياتكم النبيلة، فقد كانت هذه الخطوات حتى عام واحد فقط مضى مجرد أحلام يائسة وآمال مستحيلة التحقق، وها نحن جميعا وسويا أنجزنا الانتقال السلمي للسلطة وأعدنا سائر الخدمات، وطبعنا الحياة العامة، ونجحنا في كسب تعاطف العالم معنا واحترامه لنا، وانتهينا من هيكلة مؤسستي القوات المسلحة والأمن، وشارفنا على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيرسم شكل اليمن الحديث وينجز الدستور الجديد باعتباره الطريق إلى وطن تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة لا غالب فيه ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم، وطن موحد متحرر من النزعات الضيقة والمشاريع الصغيرة ومخلفات عقود الصراع التي لا ناقة لجيلكم فيها ولا جمل، وطن تقيمون فيه يا شبابنا الأعزاء دولة النظام والقانون والمؤسسات والحكم الرشيد السوي المرتكز على قيم ومقاصد شريعتنا الإسلامية الغراء ومكارم الأخلاق ومستجدات العصر وتجاربه الناضجة وآلياته المتقدمة لنصل معا وسويا برعاية من الله تعالى إلى شاطئ الأمن والاستقرار والوحدة والرخاء والتقدم والازدهار والديمقراطية وسيادة القانون.