ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس - خاص
صيغة المؤتمر الشعبي العام كما عبرت عنها إرادة الحكمة اليمانية .. في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي .. كان أكمل الصيغ التنظيمية السياسية في التاريخ العربي والإسلامي .. بل والإنساني عامة .. فلقد قام المشروع ليوفق بين رغبة القوى السياسية المختلفة في التعبير عن وجودها السياسي والفكري من خلال عمل سياسي منظم وبين رغبة الشعب والأمة بتجنب التعددية الحزبية التي تخلق البعد والجفاء بين شرائح المجتمع وتوسع شقة الخلاف بين الفر قاء إن وجدت اختلافات .. إلى درجة يصبح الجمع بينها مستحيلا وحسمها بغير الصراعات التي تصل الى النزاع المسلح غير ممكن غالبا..
***
وجد المؤتمر الشعبي العام ووجدت وثيقته التي قام عليها ( الميثاق ) وشاركت كل القوى السياسية والفاعلة في صياغة ومناقشة الوثيقة مثلما شاركت في إنشاء وتكوين المؤتمر الشعبي العام بأطره التنظيمية التي جمعت بين مستويين منتخب ومعين .. وكان يؤمل أن ينتهي الأمر إلى أن تصبح كلها منتخبة .. إذ أنه قد روعي في الفترة الأولى أن تكون نسبة الثلث بالتعيين بحيث يضمن إشراك قوى سياسية ربما تعسر عليها أن تدخل في المؤتمر من خلال الانتخابات مع أن وجودها يمثل ضرورة سياسية وثقافية ووحدوية ..
وهكذا فقد كان المؤتمر الشعبي العام وجودا جامعا لكل أطياف المجتمع اليمني من مشرق اليمن إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ..وظل هكذا حتى الوحدة اليمنية .. وأذهب حاجة القوى السياسية إلى التعبير عن وجودها الحزبي من خلاله كما أذهب مساوئ التخندق والتمترس بين القوى المختلفة .. كما جنب البلاد ويلات الهيمنة الحزبية لبعض أشكال العمل السياسي التي شهدتها الأنظمة الاشتراكية والشيوعية .. وحتى بعض الأنظمة القومية .. التي خلطت بين التجارب المختلفة .
***
ظل المؤتمر الشعبي بهذه الصفة حتى جاءت الوحدة لتحيله إلى حزب يضاهي سائر الأحزاب وانسحبت من داخله كثير من الرموز السياسية والفكرية لتعود إلى عباءاتها الاولى .. ولتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .. ولتفتتح بالوحدة حقبة الشتات و الصراعات السياسية العنيفة .. التي انتهت بالحرب التي كادت تودي بالوحدة فيما أودت به من سلام ووئام بين اليمنيين .
أصبح المؤتمر الشعبي العام مجرد حزب من أحزاب بعدما كان حزب الأحزاب .. وأصبح ينظر إليه كحزب السلطة أو حزب الرئيس بعدما كان حزب الشعب وحزب الأمة .
وأصبحت رموزه تعبيرات غير مريحة لنظر الناس .. لأنها تحولت إلى مراكز من الهيمنة غير الصالحة .. والانتفاش والظهور غير المنتج سياسيا وفكريا وثقافيا .. بل أصبحت عوامل إثارة للصراعات بين مختلف القوى بعدما كانت عوامل ائتلاف ..
***
المؤتمر الشعبي العام .. وكل رموزه الفكرية والثقافية والسياسية والتنظيمية أصبحت تستثمر حالات الرواج السياسي لمواقف شخص الرئيس لكنها للأسف لا تشارك في خلق هذا الرواج .. وتطيح بالتوازنات التي يخلقها مسلك وسير الرئيس يدلا من أن تعززها.. وتتعامل مع كل مايدور في الداخل وفي المحيط العام عربيا وعالميا .. تعامل المتفرج الفاقدلكل حضور وفعل وتأثير .. فالمؤتمر الشعبي العام .. وجودكبير حجما .. كبيرإسما .. كبير تمويلا.. عديم تأثيرا .. ذلك أن مجموعة من القيادات لا ترى أن من الواجب تحريك .. هذه الأطر التنظيمية واستثمار قدراتها السياسية والفكرية والثقافية والإنسانية لخير البلاد والعباد .. لأن ذلك قد يفقدها البهرج واللمعان التي تكتسبه هذه القيادات لوحدها تحت عدسات التصوير والمصورين .. وبالتالي فسيفقدها التواجد الدائم كأكف مستحوذة ومستجدية بين يدي المكافآت والعطايا والتحويلات التي يغدق بها الرئيس عليها ..بين الحين والحين .
***
قيادات المؤتمر للأسف غائبة بنفسها وتمارس مسالك تغييب لكل الكفاءات والقدرات في كافة مستويات العمل التنظيمي للمؤتمر الشعبي العام .. وإذا أردنا قراءة حتى سريعة منصفة لجوانب التقصير والتقاعس التي تعيشها هذه القيادات فسنعجز عن الاستقصاء لها مجتمعة ولكن يمكننا الإشارة إلى القليل الذي يمكن استعراضه في هذه المناسبة .. وباختصار شديد,,
يستحيل أن يكون ولكن هذا يضاف إلى التقاعس الملحوظ في أجهزة الرصد الأمني والسياسي .. ليجعلنا نعيش كحكومة وكشعب على ألطاف الله واجتهادات الرئيس في اختراق دائرة الحصار المحكم الذي تفرضه عليه دوائر القرار في المؤتمر والأجهزة الامنية .. والعسكرية الأخرى وربما مايأتي غالى الرئيس خارج نطاق الحصار المضروب سواء جاء من خارج البلاد كتلك الملاحظة التي حققت ضرب مركز من مراكز النفوذ العسكري ذات يوم من هذا العام ولولا أن هذا المركز قد أضر بالتزامات الرئيس تجاه مؤسسه اعمارية شقيقة ماكان يمكن أن يبعد ولا حتى يعلم به الرئيس ذاته ولكن تظل هذه للمناسبات والصدف وحدها وكذا لو أن أحدا أوصل للرئيس خبرا عن فساد مستأصل وكان الشخص موضع ثقة عالية لديه فالرئيس يتصرف في الساعة نفسها على أساس ذلك اماإذا مرت الساعة عليه فالمحيطون كفيلون بغسل ماعلق بذاكرته منها وإحلال ما يوافق مراداتهم .
***
أخيرا فإنه لا يوجد مؤتمر إلا في الأخبار الموسمية للدورات المنعقدة لهيئاته القيادية .. وفي اتهامات الأحزاب المعارضة .. فهل آن الأوان ليكون المؤتمر .. حزب الشعب .. أو حزب الأمة أو حتى حزب الرئيس الذي يشاطره الفعل والحركة وليس الذي يقتل كل انجازاته إن وجدت أو حتى نواياه في الإنجاز ويصادرها ويشوهها .. لصالح مجموعة من المنتفعين والبطالين من قياداته..
فالمؤتمر انتقل نقلة مخيفة من حزب الأحزاب إلى حزب غير الرئيس وليس حزب الرئيس كما قديعتقد البعض فالرئيس في وادٍ والمؤتمر وقياداته في وادٍ آخر تماما .. فأصبح عدما يتحرك ويلتهم كل خيراتنا المادية والثقافية والسياسية ..
وربما يكون لنا معاد لمثل هذا ..إن شاء الله .