الدولة اليمنية..والحمقى المطاعين
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
السبت 09 مايو 2009 07:18 م

لعلنا بحاجة لقراءة متأنية وشاملة للنصوص الشرعية في مسائل الوحدة والعدالة والحرية والحقوق للمسلم في الدولة المسلمة ونسقطها على الواقع الحرج والمؤلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية ووطننا اليمني الحبيب.. 

يقول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفى حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 0 ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون 0 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران الآيات 103 : 105 

وقال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء الآية 70

ويقول تبارك وتعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) المنافقون الآية 8

عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . رواه مسلم وابن خزيمة والبزار وغيرهم كثير ممن رووه صحيحا وله شواهد ومتابعات كثيرة وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم ( من قُتِل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتِل دون أهله فهو شهيد، ومن قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِل دون ماله فهو شهيد) صححه الألباني. 

وعنه صلى الله عليه وسلم ( من قُتِل دون مظلمته فهو شهيد ) رواه النسائي وصححه الألباني.

وعنه صلى الله عليه وسلم ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتله جاهلية ) رواه مسلم

وعنه صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون عند الله عز وجل من قتل رجل مسلم) رواه ابن عساكر وهو حديث حسن

وعنه صلى الله عليه وسلم(من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) صححه الألباني في صحيح الترغيب

وعنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل والمقتول فيما قُتِل . فقيل : فكيف يكون ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: الهرج ، القاتل والمقتول في النار) رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلمين التقيا بأسيافهما إلا كان القاتل والمقتول في النار) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وعته صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا في كنهه حرم الله عليه الجنة ) رواه أبو داوود وصححه الألباني.

من كل تلك النصوص الكريمة وغيرها نحاول الوصول لرؤية شرعية لكل ما يدور في وطننا الحبيب من مسائل الوحدة والانفصال والانفلات الأمني وانتشار الفساد والمظالم .. ودور الدولة المسلمة في حماية حقوق مواطنيها.. ولمن لا يعرف فإن في الإسلام ضروريات قُدمت على غيرها من الضروريات وسمح من أجلها فعل بعض المحظورات .. وتفاضلت هذه الضروريات فيما بينها بحسب الزمان والمكان والظروف المحيطة.. وأهم هذه الضروريات هي الدين والعرض والنفس والمال.. وصيانتها تعني بشكل عملي وواضح تحقيق للعدالة الممكنة في حدها الأدنى للفرد المسلم و غير المسلم في الدولة المسلمة .. ويضيف العلماء المعاصرون ضروريات أخرى مثل حق إبداء الرأي والشورى والمشاركة في الحكم واختيار الحاكم وتغييره وعزله.. وبسقوط صيانة بعض تلك الضروريات تسقط ما تليها .. أي أن الفرد في الدولة الإسلامية مواطنا أم مقيما معاهدا أم مسلما إذا لم يكن حرا في عبادته آمنا على أهله محترما في نفسه ومصانا في ماله فعندها يكون قد حرم من أبسط ضمانات حريته التي كفلها الله له في دينه ودافعت عنها كل النصوص السماوية والمفاهيم العقلية المطلقة.. وهنا يأتي سؤال مهم وهو هل إذا سقطت إحدى هذه الضروريات من اعتبارات الحاكم تجاه أمته أصبح على الأمة الخروج عنه؟؟ يعني عندما يتم اغتصاب الأرض والدولة في الوطن أو أجزاء منه هل يجوز لأبناء تلك الأجزاء أن ينقلبوا على الدولة أو الحاكم أو يقومون بمحاربتهما كليهما الشخص والفكرة؟؟ في الحقيقة يرى علماء أهل السنة والجماعة إلى أن تغيير المفسدة الذي يقود لمفسدة أكبر هو مفسدة وغير جائز ومبدأ درء المفاسد أصل من أصول التشريع لدى أهل السنة يثبت صحة الأخذ به على مدى الأزمان للباحث المنصف.. ولقد عمل الكثيرون ممن كانوا يخرجون على حكامهم على محاولة نقد ونقض هذه المسلمة العقدية عند أهل السنة والجماعة ولكنها ومن وجهة نظر الكثير من العقلاء هي صمام الأمان للدولة الإسلامية من وقوع الانقسامات والتشظيات التي وصلت بالأمة لما نحن فيه الآن. بل هي مما يتبع من قواعد العمل السياسي والفكري في الدول الديمقراطية المتقدمة حيث لا يسمح بنشر الفتن ومزاولتها والتي قد تضر مصالح تلك الدول ومصالح مواطنيها..

إذن ماذا يفعل هؤلاء في مواجهة ما يظنون أنه حكم جائر أو ظلم سائد؟؟ يرى العلماء أن على هؤلاء الصبر والاستمرار في المطالبة بحقوقهم حتى يحصلوا عليها دون أن يتسببوا في فتنٍ قد تمزق الوطن ويمتد تأثيرها إلى الإقليم والأمة كاملة.. وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والوجهاء الاجتماعيين حيث أن عليهم واجبات ومسؤوليات لا يمكنهم التخلي عنها ..أولها: مناصحة الحكام باللين والشدة وتوضيح ذلك لعامة الناس.. وثانيها: التواصل مع الناس ومعرفة ما يحدث لهم وتبني مشاكلهم وإعلانها للحاكم حتى تبرأ ذمتهم من عدم قول الحق.. ثالثها: العمل على تغيير الظلم ما استطاعوا و ذلك عن طريق الوقوف في صفوف المواطنين أمام أعمال العنف سواء الموجهة من بعضهم أو من قبل السلطات والمساعدة في متابعة أحوال الجرحى والمصابين والمعتقلين و التوسط لإطلاقهم ورعاية أسرهم عند غيابهم .. وهذا أقل واجب للعلماء تجاه الأمة والوطن..

وهنا في اليمن وتحت هذه الظروف على العلماء أن يدركوا أن هناك ظلم بين وأن هناك التفاف حول حقيقة ضرورة إصلاح الوضع وأن هناك من يريد أن يتقرب للسلطة في هذه المرحلة الحرجة على حساب الوطن والمواطنين والدين والكرامة وأن هناك مجموعات من الحمقى المطاعين في السلطة والحراكيين والحوثيين وهم من السفه والحمق ما يجعلهم يخلقون مقدارا من الكراهية والحقد وسفك دماء المسلمين المصونة والمحرمة ما لا يعلم إلا الله تعالى وحده إلى إين يقودوننا .. ولو لم يقم القائمون على السلطة في اليمن برفع علم الإصلاح والتغيير الحقيقيين فإن المشهد لن يكتمل و إن توقف بعضا من الوقت ولعل الحرب تقود إلى حرب أخرى ولعل الحراك يقود إلى حراك آخر أعنف ولعله يتحرك بمد شعبي فيجرف الجميع.. على العلماء أن يظهروا الحقائق ويسموا الأشياء بمسمياتها الحقيقية ويشيروا بأصبع الإتهام نحو رموز الفساد مهما كانت درجة قربهم من الرئيس والسلطة ومهما كانت وجاهاتهم الاجتماعية والقبيلة .. لا تنسوا تندر الناس على اتهام السلطة للفضلي بالفساد بعد 15 عاما من المصاهرة وأشهر العسل فقط لأنه خرج عليها أي أنه لو بقي في كنف السلطة لبقي مناضلا ووطنيا شريفا.. وكان على السلطة إن كانت شريفة وصادقة معاقبته منذ أكثر من 15 عاما هو ومجموعة ال 15 ومجموعة الستة ومجموعة أصابع اليدين التي جاءت في تقارير اللجان الرئاسية السابقة والتي ستأتي في التقارير اللاحقة وبالفعل على الرئيس والسلطة بكل تكويناتها ومراكز قواها أن يثبتوا هم أنهم وطنيون ووحدويون.. وهؤلاء الذين يقال عنهم أنهم مخربون هم من سعى لتحقيق الوحدة ومنهم من نادى بها وتنازل عن مكانته من أجلها.. ولا ننسى أن الوحدة أعلنت في عدن ونُصب الرئيس رئيسا لدولة الوحدة في عدن.. وهؤلاء ليسوا في مجملهم مخربون وهم ليسوا أعدادا قليلة وأتذكر هنا دراسات تحدثت على أن المتظاهرين في أي مكان في العالم يمثلون نسبة 10% إلى 15% من المؤمنين بالفكرة التي يُتظاهر من أجلها.. وهذه الحسبة في بلدنا تدل على خطورة الوضع وعلى العدد الهائل من المؤمنين بفكرة الانفصال وكل له أسبابه ومعظمها ترجع لسوء ممارسة الحكم والغبن الشديدين.. فهل نسعى جميعا لوضع النقاط على الحروف أم نمالئ ونداري ونفبرك ونحرف الكلم عن مواضعه لنرضي هذا أو ذاك ونتجنب قول الحق في وقت لا يمكن فيه إلا قول الحق والرزق على الله تعالى.. يا سادة ومع كامل الاحترام والبعد عن الفحش في القول، المداعبة في الفراش لا تنجب أطفالا.. ومجرد حديث الرئيس والسلطة والعلماء عن وجود فساد وضرورة محاربته لن يقض عليه مادام الجميع يتكلمون ويتكلمون فقط وجميعنا سنتحمل أمام الله ما يمكن أن يحدث لوطننا وأمتنا..

ولا أنسى أن أذكر الجميع مرة أخرى بحرمة دم المسلم وبعدم طاعة الحمقى المطاعين ماداموا يأمرون بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ..وليتذكر الجميع أن الرجال يصنعون التاريخ لكن التاريخ لا يلحق بهم في قبورهم..والتوبة ممكنة ما لم تغرر النفس عند انتزاعها.. وهذه الفرصة لفعل الخيرات لعل الوقت يسنح ولعل الله يقبل.. اللهم هل بلغت ؟؟ اللهم هل بلغت ؟؟ اللهم هل بلغت ؟؟ اللهم فاشهد..

أحمد طه خليفة

Asseraat.maktoobblog.com

Asseraat.blogspot.com