حقيقة حسين بدر الدين الحوثي وموقفه من الصحابة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 27 يوماً
الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2013 07:03 م

على مدى الأيام الماضية اشتغلت الآلة الدعائية للحوثيين وعائلة صالح بمتجيد حسين الحوثي ووصفه بألقاب البطولة والشهادة والقيادة صحيح أن حسين بدر الدين الحوثي كان قياديا ذكيا أستطاع أن يجمع حوله مئات الشباب وكان يستغل غياب الدولة وخدماتها فيساعد بعضهم ويدعم هذا ويساهم في تزويج الآخر من طلابه وأتباعه وهو ما اوجد له شعبية فيهم ولكن الكل يعلم أن هذا الرجل متمرد خرج على الأمة قبل الدولة وأشعل حربا تسببت بقتل الآلاف من أبناء صعدة والآلاف من أبناء القوات المسلحة وغيرهم ممن لا ناقة لهم ولا جمل وتسببت هذه الحروب التي أسس لها بتشريد مئات الآلاف من الأسر في صعدة وحرق مزارعها وهدم بيوتها كما أسس لفتنة طائفية ومذهبية وفرز سلالي وعنصري كما أسس لمليشيات مسلحة تهدد اليوم استقرار اليمن وأمنه ومستقبله وتسعى لتكوين دويلة تتوسع على حساب الدولة وتتوسع بقوة السلاح وتمارس القتل على الهوية وتمارس أبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان وتسعى لاستئصال المخالفين فكريا لها كما حدث مع السلفيين في منطقة دماج بصعدة من محاولة إبادة وحصار وقتل بالتجويع وبالرصاص وكما حدث في حجة ويحدث في صعدة وفي كل المناطق التي يسيطرون عليها حتى وصل بهم الأمر إلى بيع أرصفة الشوارع ولعل في تقارير منظمة "وثاق لدعم التوجه المدني" صورة واضحة ومفصلة عن انتهاكات مليشيات الحوثي المسلحة لحقوق الإنسان وعدد الذين تم قتلهم من الرجال والأطفال والنساء مما يعطي صورة مظلمة عن هذه المليشيات المسلحة التي يسعى قادتها للسلطة وبكل السبل والوسائل حتى تصفي حساباتها مع أبناء اليمن وتعيد للأذهان مذبحة المطرفية التي قام بها جدهم عبد الله بن حمزة والتي قتل فيها أكثر من مائة ألف من الرجال والأطفال والنساء ممن يخالفوه فكريا وأستباح دمائهم وأموالهم وأعراضهم واحرق بيوتهم ، ومن يقرأ التأريخ جيدا يعرف الجذور الفكرية للحوثيين والتي تضمر الخراب والشر لأبناء اليمن ولعل في حملات التكفير والتفسيق من قبل الحوثيين والتي توجه للسلفيين والإصلاح من خطباء وشبابه ما يعطي صورة واضحة عن تشربهم لتراث عبد الله بن حمزة الفكري والذي يبيح لهم قتل المخالف لهم واستباحة ماله وعرضه .

• الحوثي مشروع عنف وخراب وفتنة

لم يقدم حسين الحوثي لأبناء اليمن مشروعا حضاريا يستفيدون منه الرجل كمشروع البروفيسور محمد يونس صاحب مشروع بنك غرامين الذي يقدم قروض صغيرة وبدون فوائد للفقراء في بنغلاديش والذي حارب الفقر وحول مئات الأسر من معدمة إلى منتجة ، حسين الحوثي بعد بضعة سنوات قضاها في إيران عاد شيعيا وصاحب مشروع إيراني باليمن على غرار حزب الله في لبنان ، عاد حسين الحوثي يؤسس المراكز العلمية ويجمع الشباب ويحاضر فيهم ويرسلهم لإيران ويبني المتارس ويحفر الخنادق ويشتري السلاح ويدرب الشباب عليه ويستقطب السياسيين تحضيرا لمشروعه ثم أفتعل المشاكل وبدأ يهاجم المقار الحكومية ومؤسسات الدولة وينصب نقاط التفتيش وقد أرسلت السلطة حينها وساطات تلو الوساطات ولكن الرجل كان مصمما على مشروعه وهو بناء حزب إيراني في اليمن على غرار حزب الله واستعادة السلطة له بزعمهم آل البيت وهم أحق بالسلطة المغتصبة ولعل من يطلع على ملازمه يدرك أهمية نظرية "القريشية" وأن الحاكم يجب أن يكون قرشيا وأن الإمامة للبطنيين والسلطة لآل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكيف أن هذا الأمر هو محوري في أفكاره ويوليه أهمية قصوى يقول محمد يحي عزان مؤسس الشباب المؤمن في حوار مع صحيفة الوسط نشرته في الأربعاء 6 مايو 2005م حسين الحوثي من عام 90 ـ 91م بدأ يحمل بعض الأفكار الغريبة التي نحن أيضا استغربناها .

ــ مثل ماذا ؟

ـ مثل الجمود والانطواء والبعد عن الانفتاح على الآخرين .

ـ وجعل مسألة البطنين محورا ؟

ــ نعم بطبيعة الحال .

ــ وماذا عن قضية الشعار المسبب للحرب ؟

ــ حسين هو صاحب الفكرة لأنه كان يحب أن يجمع الناس تحت شعار معين من أجل أن يقول للناس شيئا لأن عندهم مشاكل وجهل والمجتمع قابل لأي خزعبلات وأي شيء لأنه بعيد عن مصادر التثقيف .

حسين الحوثي المولود في ضحيان بصعدة عام 1959 م لم يأت بجديد فقد سبقه طابور طويل من الذين ينسبون أنفسهم للهاشميين وكلما طمع أحدهم بالسلطة وتطلع للحكم خرج على الناس وقال لهم : الحاكم أغتصب السلطة وفرط في المذهب وفرط في دين الله وأنا سيد من آل رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم وسأقيم شرع الله وسأعيد للمذهب قوته فيبايعه بعض الناس وتخرج معه بعض القبائل لمحاربة الإمام الذي هو من الهاشميين ومن الجارودية ويدعي أنه من الزيدية والآل وهكذا صراع وحروب واقتتال على مدى أكثر من ألف سنة لم ينعم أبناء اليمن في الشمال بفترة سلام وأقرأ تأريخ اليمن جيدا فهؤلاء الطابور الخامس من مدعي الانتساب لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء ابتليت بهم هذه البلاد ولابد اليوم من وقفة جادة لكافة القوى الوطنية الصادقة وفي مقدمتهم "الإصلاح" و"السلفيين" الذين عليهم أن يتحدوا ويدركوا واجب الساعة وفريضة الوقت وهي تخليص اليمن من هذا الخطر الإيراني المتوسع بأدوات وأيدي يمنية.

إذن هي السلطة رأس الأمر وعموده وذروة سنامه عند هؤلاء وبوسائل مختلفة وأشكال وأدوات جديدة والسلطة هي الغاية وهذه الطريقة القديمة هي ذاتها تتكرر منذ أكثر من ألف عام .

ما كان يقوله حسين الحوثي من أن السلطة هي حقهم وملكهم وحق حصري من الله أعطاهم إياه ...ألخ هو ما يكرره أخوه عبد الملك في مناسبات عديدة من أن السلطة حق حصري لهم منحهم الله إياه دون سائر العالمين في ثيوقراطية متخلفة ومسكوت عنها من النخب اليسارية والليبرالية نكاية بالتيار الإسلامي.

• هجوم حسين الحوثي على الصحابة

لحسين الحوثي أراء باطلة هاجم فيها الصحابة وحمل عليهم وشنع على بعضهم وافترى عليهم افتراءات كاذبة استقاها من غلاة الروافض وتشربها من أدبياتهم وكتبهم وقد أوضح هذا الأمر الكاتب والمفكر والباحث الدكتور أحمد محمد الدغشي في سلسلة حلقات بعنوان " موقف الحوثية من كبار الصحابة ..قراءة تربوية في المنهج والدلالة " وقد نشرتها صحيفة " الناس " و" مأرب برس " قبل أشهر ومن أراد التوسع فليرجع إليها على هذا الرابط http://marebpress.net/articles.php?lng=arabic&aid=17665

يقول حسين بدر الدين الحوثي عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حقيقة مهمة: قضية أبي بكر وعمر وإذا كان هناك أي أحد يريد أن يسأل ويستفسر بكامل حريته، نتحدث حول الموضوع، إذا كان لدى أي أحد إشكال في القضية، أو في نفسه ميل قليل إلى أبي بكر وعمر وعثمان يستفسر، القضية لا بد أن يصل الناس فيها إلى موقف. معاوية سيئة من سيئات عمر – في اعتقادي – ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، كل سيئة في هذه الأمة كل ظلم وقع للأمة وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها، هو المرتب للعملية كلها فيما يتعلق بأبي بكر" ويضيف كل بلية وانحطاط وتخلف أصيبت به الأمة هو بسبب عمر لأنه هو من ولى معاوية على الشام وهو يعلم من هو معاوية .

• أبو بكر وعمر منحطون برأي الحوثي

وفي ملزمة سورة آل عمران: الدرس الأول:{ إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب...}، ص 18، 8/1/2/2002م، أخرجها يحيى قاسم أبو عواضة.. يقول حسين الحوثي : (متى سمعتم سنّي يقول: يا جماعة خلاص، صحابة أو شغلتونا صحابة صحابة، لا، يقولون له: تحرّك شغّل صحابة صحابة، أبو بكر، عمر، عثمان، معاوية؟ ماهذا الذي يحصل؟ لاحظوا الفارق الكبير الذي يعني أننا في ضلال رهيب . أعلام لديهم يحتاجون أن يلمِّعوهم، وهم منحطّون، يحتاج أن يلمّعه، ويحتاج يتكلم عنه كثيراً، هم ينطلقوا يتكلموا عنهم كثيراً وبالكذب الذي ليس من رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله) ولا قاله، ولا يمكن أن يقوله، فيتكرّر هذا الكلام كثيراً كثيراً جدّاً"

• حسين الحوثي يعتبر موالاة أبي بكر وعمر ضد القرآن

يقول الدكتور أحمد محمد الدغشي في دراسته لملازم حسين بدر الدين الحوثي: ويرى الحوثي أن مجرّد تولّي أبي بكر وعمر كافٍ لأن يكون المرء ضدّ القرآن، وهنا يقول حسين الحوثي :" ثم ليست المسألة فقط مجرّد أشخاص، أن تقول : أبو بكر وعمر، تحدثنا أكثر من مرّة أن مجرّد توليهما، مجرّد توليهما يجعلك تقف ضدّ القرآن . في نقاط مهمة داخل القرآن هي ما تحتاجها الأمة، إلى أن تقف على قدميها في مواجهة أعدائها، وتحظى بنصر الله، هي تلك النقاط، لأنك حينئذ لاتقبل أن تتولى أبا بكر وعمر، وتتولاهم فعلاً إلا وتسيَرِ القرآن على النحو الذي لا يمسهم بسوء ولا يتنافى مع مشاعرك نحوهم، أليس كذلك؟ ...من أجل من عملوا هذا؟ من أجل أبي بكر وعمر، ماذا يعني هذا؟ يعني أن توليك لهم غير منسجم مع ما يصدر من الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله) ومع ما داخل القرآن الكريم في قضايا كثيرة جدّا) . انتهى .

كما لم يسلم أئمة الزيدية من هجوم حسين الحوثي وتشنيعه عليهم وقدحه فيهم وقد صدرت ضده فتاوى وقع عليها أئمة المذهب الزيدي الهادوي في اليمن وردوا فيها عليها ( طالعوا بيان علماء الزيدية في ضلالات حسين الحوثي في كتاب " الزهر والحجر" لعادل الأحمدي صـ 349 ) .

كما يمكنكم الإطلاع على ملازم حسين الحوثي وهي منشورة ومطالعة أفكاره التي بثها فيها والتي تبرأ منها كبار علماء الزيدية الهادوية وهاجموها وردوا عليها والتي توضح منهج الرجل تمام الإيضاح .