الرجل الثاني في حزب الله ومطلوب لأمريكا.. من هو القيادي المستهدف في هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت؟
مسؤول حكومي :إجراءات البنك المركزي حققت أهدافها والمليشيات تحاول اصطناع بطولات وهمية
بن مبارك : 50 في المائة من الأطفال في اليمن يعانون من سوء التغذية المزمن و21 في المائة منهم يعانون من التقزم
توجيهات هامة لمجلس الوزراء .. بماذا وجه وزراء النفط والمالية ومحافظ عدن؟
مأرب: تسليم وحدات سكنية للجرحى المشلولين من أبطال الجيش الوطني
عبد الملك الحوثي يرسل وفداً رفيعاً من جماعته الى طهران لتجديد عقد الولاء مع الرئيس الإيراني الجديد والأخير يستقبله بطريقة مهينة
مصدر حكومي يتحدث عن معلومات مضللة حول الموقف من اعلان المبعوث الاممي
أغرب هدف يسعى له ترامب اذا عاد لرئاسة أميركا
العليمي يجتمع بقيادة اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت
هل لإيران دور مؤثر في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؟ ماذا قالت الإستخبارات؟
سبات عميق وجمود ممل تعاني منه المعارضة الحزبية في اليمن ، وهذا رغم الصيف السياسي المشتعل في الجنوب ، وكأن بينهم دهرا من الزمن وعمرا لا نهاية له ، لكن هذا لا يهم فنحن أعتدنا أنه لكل فصيل حساباته الخاصة التي لا نعرف عنها شيئا سوى تلك الخطابات السياسية المحفوظة والتي لم تعد تستطيع أن تقنع أحد بجدية عملهم أو نشاطهم السياسي .
قبلنا بالوجود الشكلي لأحزاب المعارضة ، وضاق بنا الحال بعد أن تشكل اللقاء المشترك حتى وأن أدعي البعض بأن دخول الإصلاح هو إضافة كبيرة لأحزاب المعارضة نظرا لقوته في الشارع ، ومرت السنين ولم نرى الإصلاح ولم نعرف أنه هنالك شارع سياسي يمني موجود ، الكل متخندق خلف مكتبه مشغول بكل شيء إلا بالعمل الحقيقي والفعال ، لكن ظل الأمل معقودا بأن هذه الأحزاب وبهيئتها الحالية تعتبر ركن الأساس ومؤهلة بما تملكه من أرث ثقافي وسياسي بأن يأتي جيل شاب يقودها نحو أهدافها التي وجدت من أجلها ، لكن أن تأتي لجنة جديدة لتسرق هذا الرجاء تحت مسمى لجنة الحوار الوطني ، فهذا مر مخيف ويدعوا إلى الريبة .
ما هو دور لجنة الحوار الوطني التي برزت فجأة على السطح وظهر على رأسها مشائخ قبائل يتمتعون بنفوذ مالي كبير ،ولماذا أذعنت الأحزاب اليمنية لهذه المشيئة وباتوا شبه مهمشين أمام الحضور القبلي الكبير وأخيرا ما هي اللغة المشتركة بين الأحزاب القومية واليسارية وبين مشائخ قبائل لديهم مواقفهم الصريحة والمعلنة من التمدن والحضارة والثقافة والدستور والقانون ، و كيف سيستطيع ما يسمى بلجنة الحوار الوطني على إرغام النظام الحاكم على قبول الحوار مالم يمتلك أدوات تجبره على ذلك مثل اللجوء الي الشارع وإفهام الشعب بان حقوقه يجب أن يناضل من اجلها ، أما معارضة المكاتب والمؤتمرات المغلقة لا تجدي احد بقدر ما تضفي الكثير من الشرعية على الأنظمة المستبدة .
لجنة الحوار الوطني التي جعلت من نظامها الداخلي شيء يشبه أنظمة الاستبداد إذ أنها لا تضع أي شيء يتحدث عن التداول لرئاسته أو طبيعة آلية عمله هذا لأن مؤسسها هو من أنفق عليها وهو أحق الناس بقيادتها لتصبح النظرة هنا عشائرية ملكية هي بذلك لم تأتي بجديد سوى مطالبتها بنصيبها من كعكة الحكم ، بينما من المفترض أن تؤسس هذه اللجنة قيم كلنا نحلم بها وقوانين مدنية تفوق تلك التي تنادي بها أحزاب اللقاء المشترك ، بمعنى أنه من المفترض بلجنة الحوار الوطني أن تقدم ما هو أفضل من الموجود حتى تكون بديل مقنع عن الموجود .
الغريب انصياع اللقاء المشترك لهذه اللجنة وكأنهم لم يعودوا يملكون حق الرفض ، أنهم وبرغبتهم يقومون بتهميش ذاتهم وأحزابهم وتاريخهم النضالي المدني بشكل مؤسف ومحزن ، وكأنهم يخشون أن يفوتهم شيء وهم خارج اللعبة ، متناسين أن القيم النبيلة هي في الأخير من تبقى ولا شيء سواها .
أصبحت الصورة كالتالي ، حزب حاكم مهيمن على كل مقاليد السلطة وممسك بتلابيب البلاد يقودها نحو الهاوية الحتمية وكل شيء حوله ينهار ومع ذلك يصر بأنه مشغول بصنع المنجزات العظيمة وبناء الإنسان اليمني الجديد _ وهذه المنجزات المذهلة لا علاقة لها إطلاقا بخروج رئيس الوزراء وكل مسئولي الدولة بالتناوب بطلب المعونات اللازمة لإطعام الشعب الجائع ! _ ويوما عن يوم يضيق هذا الحزب بالرأي الآخر ويبدأ بسن القوانين لجرجرة كل من يتجرءا على انتقادهم أو مسهم بكلمة أو مقالة ، وفي المقابل هنالك أحزاب خارج السلطة لديها مقراتها وصحفها وكوادرها إلا أنها تصر على تهميش ذاتها منذ سنين وكأنها تعد العدة لشيء آخر مختلف ومغاير .
نرفض المؤتمر لأنه حزب عشوائي أمتاز بمقدرة عجيبة على جعل اليمن حالة فريدة من التخلف والفساد وأسس نظام لا يعترف إطلاقا بالقانون أو النظام ، وترك معظم أرجاء البلاد خارج سلطة الدولة الحديثة لتعيث القبائل فيها فسادا وتمارس بها أعرافها الخارجة عن الحياة العصرية ، ناهيك عن الفقر المزمن الذي طال الجميع مع وجود طبقة مقربة جدا من أعلى سلطة هي من تتمتع بالنفوذ والمال ، ولأن كل هذه السلبيات جاءت بسبب العقلية العشائرية التي قامت الثورة ضدها ، فهذا وبمعنى أدق يجب على كل إنسان يمني يحلم بوطن حقيقي أن يرفض العشائرية القائمة على تبجيل الشيخ ومنحه كل الصلاحيات الموجودة في لجنة الحوار الوطني ، وبالتالي قد لا نجد فرق ذات أهمية ما بين المؤتمر الشعبي العام ولجنة الحوار الوطني .
- تنشر بالتزامن مع صحيفة الديار .