السعودية تعلن عن حدث تاريخي في أول محطة للطاقة النووية حطم أجهزة المخابرات..معلومات جديدة و صادمة عمن حاول اغتيال ترامب قناة الجزيرة تعلن عن إطلا ق منصتها الجديدة الجزيرة 360.. مكتبة ضخمة للبرامج والوثائقيات 1 أردوغان يشارك أغنية داعمة لفلسطين تشعل مواقع التواصل الاجتماعي تطورات جديدة ومفاجئة… قوات الاحتلال تحاصر شوارع بمحيط مقر السلطة في رام الله أول دولة عربية أمام مجلس الأمن في مهاجمة إسرائيل محاولة ثانية لاغتيال ترمب تشعل الشارع الأمريكي من جديد وكيل محافظة مأرب الدكتور مفتاح يناقش إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام السرطانية في المحافظة بن سلمان يوجه بضخ استثمارات عاجلة في دولة عربية بقيمة 5 مليارات دولار كمرحلة أولى المليشيات تحيل رئيس حكومتها السابق بن حبتور وعددًا من أعضاء حكومته التابعين لمؤتمر صنعاء للمحاكمة
مأرب برس - خاص
الكثير من اليمنيين يعلم بأن صنعاء من اشد مدن اليمن برودة بل ويعلموا ببردها القارس وخصوصاً مثل هذه الأيام .. لكن الكثير منهم لا يعلموا ما نزل بها من صقيع الأسبوع الماضي وخاصتاً من وقت السحور حتى بزوغ الشمس .
ذهبت فجر يوم الخميس الماضي لأداء صلاة الفجر بالمسجد بعد أن تيممت بالتراب ولبست الكوت وبنطلون فوق الآخر وشراب بالرجلين وآخر باليدين .. وصلت المسجد وأنا أنتفض من شدة البرد رغم قرب المسجد من الفندق الذي أقيم فيه .
عند دخولي وجدت نساء بجانب الباب ورجل شايب وأطفال لم انتبه إليهم فرحت مهرولاً إلى الصف الأول وأديت الصلاة مع الإمام وما كان للصف الثاني أن يكتمل إلا قبل أن يسلم الإمام بثواني ، وعندما قال الإمام السلام عليكم ورحمة الله الأولى وبدايته بالثانية إلا وأسمع النواح والصياح من خلفي ارحمونا يا عباد الله رحنا با نموت من الجوع.
عيالي ما قدروش يرقدوا ميتين من الجوع .. وآخر يقول إنه هو لم يأكل إلا قرص روتي واحد من فجر اليوم الماضي .
لم اصدق نفسي وكدت ابكي الماً على أولائك الأطفال والبنات مع أمهاتهن والبرد يقرص أجسادهن بباب المسجد .
بنتان وثلاثة أولاد الكبير منهم لم يتجاوز العاشرة من عمرة تقريباً .. أسأل نفسي وأقول من سابع المستحيلات أن يكونوا ممتهنين الشحاته فممتهن الشحاته لايمكن ان يخرج يطلب بذلك البرد القارس ووقت صلاة الفجر لانه يعلم إن المصلين ليس كثر واغلبهم من السكانين في ذلك الحي يعني بعضهم يخرج بدون أي فلوس في جيبه.
ياله من وطن ويالها من كارثة ، كيف لي أن اخرج من المسجد وأمامي اولآئك الأيتام الخمسة والأرملتين والرجل العجوز والشاب المعوق ، ماذا عساني سأساعدهم وان ساعدتهم اليوم كيف واين سيكونون غداً .. لقد لعنت النظام القائم ودعيت عليه من كل قلبي وقلتها بخشوع ( يامن تسمع دعاء المستضعفين والمساكين اسمع دعائي في هذا الفجر وتحت هذا الصقيع أهلك وشرد وجوع وأفقر من كانت ولايته علينا ومن يساعده أو يدافع عنه أو واقف إلى جانبه في إدارة هذه البلاد بهذه الفترة وبهذه الأوضاع وارنا فيهم عجائب قدرتك وأذلهم كما اذليت النساء والأطفال ومن يوقف بجانبهم عند باب المسجد خلفي) .
لقد أكثرت من الدعاء لهم وعلى من ظلمهم ومن كان السبب او ساهم فيما وصلوا إليه .
خرجت وأعطيتهم الذي أقدر عليه لكنني ما زلت أتحسر على ما اعتقدت انه وطن عندما عدت في إجازتي من رحلة اغترابي آملاً التمتع بأجازة مثل سائر المغتربين في العالم . لقد رجعت من غربتي لكي أتجرع الألم.
رجعت لأتجرع الحسرة على ما أراه أمامي في الفجر في الظهر وعند المساء.. رجعت لأرى موطني المنكوب .
وليس موطني الذي كنت أشاهده في تلفزيون اليمن الذي يخيل لكل من يتابعه بأن اليمن بنعمة وبحبوحة تنافس دول الخليج بل وأوربا في العيش الرغد والحكم الرشيد . كل ما شاهدته إلى الآن في عدن والضالع وما ذكرته في الأسطر الأولى من صنعاء لم تكن تعلم عنه منظمات الإغاثة العالمية فلوا علمت فيه وما فيه من مآسي أخرى لأوقفت دعمها لدارفور وغزة وأفغانستان بل والصومال واتجهت نحو اليمن.
* رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق