آخر الاخبار

مصادر مطلعة تكشف لـ مأرب برس جديد مصير قرارات مركزي عدن وجهّت دعوة للمليشيات.. الحكومة الشرعية تعلن موقفها من العدوان الإسرائيلي على اليمن أول دولة عربية تصدر بيانا بشأن الضربة الإسرائيلية على اليمن أمين عام مجلس شباب الثورة : استهداف محافظة الحديدة استهداف للسيادة اليمنية وامتداد لعدوان إسرائيل على أشقائنا في غزة مليشيات الحوثي الانقلابية تكشف الحصيلة الأولية لضحايا الهجوم الاسرائيلي على الحديدة اول رد للناشطة اليمنية توكل كرمان على الغارات التي استهدفت محافظة الحديدة غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية سرية للمليشيات الحوثية ومنشئات حيويه ومؤسسات أمنية بمحافظة الحديدة.. تفاصيل الجيش السوداني يعلن عن انتصارات كبيرة ودحر قوات الدعم السريع من احد الولايات الهامة عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي..

العثمانيون الجدد
بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 10 أيام
الجمعة 09 إبريل-نيسان 2010 04:12 م

فور إطلاق قناة " تي آر تي " التركية الناطقة باللغة العربية بتاريخ 4-4-2010 والموجهة إلى سكان المشرق والمغرب العربي رحت أبحث عنها في قائمة القنوات المبرمجة على جهاز الاستقبال وبعد قليل عناء وجدتها وكان البرنامج الذي يعرض عن الطبخ وفيه تقول المذيعة سأتذوق الآن طبق " السلطة العثمانية " فكانت تلك أول رسالة تقليتها كمشاهد من هذا البرنامج وفي غيره لاشك الكثير من الرسائل التي تحيل المشاهد إلى عهد مضى بتراثه وقيمه وانتصاراته وأمجاده وإخفاقاته التي شهدها سكان الإمبراطورية العثمانية عندما كان العالم العربي أحد أقاليمها وربما يكون كل ذلك جوابا لمن يسأل عن سبب ولع المشاهد العربي بالدراما التركية المدبلجة .

لم تستثير شهيتي تلك الأطباق الشهية المحضرة بالطريقة العثمانية بل كانت مناسبة لأن تتجول ذاكرتي في جزء كبير من تاريخ مشرق كان أحد لاعبيه السلطان عبد الحميد الثاني الذي قال : إني لا أستطيع التخلي عن شبر واحد من فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك للأمة الإسلامية .... إن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين وقد بترت من دوله الخلافة... وفي الوقت نفسه تزاحمت أمام ناظري صور التخلف والإحباط والصمت العربي الرسمي والشعبي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المقدسات وعلى الشعب الفلسطيني ، والمفارقة المخزية أنه عندما قررت إسرائيل بناء كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى وضم عدد من المواقع الفلسطينية المقدسة إلى التراث اليهودي خرج آلاف الأتراك إلى ساحات اسطنبول للتنديد بهذه الممارسات الصهيونية بينما لاذت العواصم العربية بالصمت إلا من مئات السكان تظاهروا هنا أو هناك .

أما حكومة حزب العدالة والتنمية التي منحها الشعب التركي ثقته مرتين فقد بدت مصممة على وضع بصماتها في الداخل والخارج حيث تسعى لترسيخ بعض المظاهر الإسلامية ومنها محاولتها المتكررة رفع الحظر عن ارتداء الحجاب وإقرار تعديلات دستورية تخفف تدخل الجيش في الحياة السياسية وتحرير يد القضاء لتطال أي شخصية مدنية أو عسكرية تجاوزت القوانين . أما على الصعيد الخارجي فقد رسمت حكومة رجب طيب أردوغان لنفسها دورا تسعى جاهدة لتحقيقه ويتمثل في استعادة دور تركيا كقوة كبرى في المنطقة وقد تجلي ذلك من خلال الآتي :

- خطاب أردوغان في حفل إطلاق القناة التركية باللغة العربية والذي جدد فيه لفت الأنظار إلى المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقد قوبل هذا الخطاب بردود فعل إسرائيلية عنيفة عبر عنها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عندما وصف موقف رئيس وزراء تركيا بأنه موقف معادي لإسرائيل وأن أردوغان أصبح مثل معر القذافي وهوغو تشافيس .

- خطاب أردوغان في القمة العربية التي عقدت في سرت بليبيا حيث صنف كأهم خطاب في القمة وفيه عبر عن مواقف بلاده الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية في القدس وفلسطين عندما قال إن مدينة القدس لا تقل أهمية عن اسطنبول وباقي المدن العربية .

- موقف أردوغان من العدوان على غزة عام 2008 عندما بكى لرؤية أطفال غزة المحترقين في مستشفيات تركيا ، وعندما انتفض من كرسيه وانسحب من منتدى دافوس بعد مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وما تبع ذلك من مواقف معلنة ترفض الحصار على قطاع غزة واستقبال أنقرة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والدفاع عن المقاومة الإسلامية .

- سعي تركيا لتعزيز علاقاتها مع سوريا زعيمة دول الممانعة عبر زيادة حجم التبادل التجاري وإلغاء نظام التأشيرة بين مواطني البلدين .

- معارضة تركيا فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي

- سعى الأتراك لتعزيز نفوذهم في العراق حيث تجلى ذلك بوضوح في الانتخابات التشريعية من خلال تراجع عدد مقاعد الأكراد في كركوك وحرص السياسيين العراقيين على خطب ود أنقره وزياراتهم المتتالية إليها .

- حرص تركيا على دعم أي مبادرة من شأنها تعزيز دورها في المنطقة وآخر هذه المبادرات اقتراح قطر في قمة سرت بإنشاء منظمة تجمع دول الجوار العربي فكانت الاستجابة سريعة في القمة نفسها عندما أعلن أردوغان دعم بلاده لهذه المبادرة وأنها ستكون عضوا فاعلا في هذه المنظمة.

تركيا إذا دخلت الحقبة العثمانية الثانية وقد هيأت نفسها تماما لأن تكون لاعبا إقليميا ودوليا قويا يعززه تعويل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على دور دبلوماسي في العالم الإسلامي يخفف حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط ويوفر أجواء مناسبة لإقامة حوار بين حماس وإسرائيل من جهة واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل من جهة أخرى، فالعثمانيون الجدد بتأثيرهم الثقافي والاقتصادي والسياسي هم الآن الخيار المتاح في العالم العربي .. فإما دور فارسي شيعي يقلق الجميع وإما دور تركي سني معتدل يعيد التوازن في المنطقة رغم تبرم تل أبيب ولكن حاجة أمنها القومي تفرض عليها التعاطي مع من لا تعجبها خطاباتهم .

m_hemyari_y@yahoo.com