آخر الاخبار

وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها جدول مباريات دور الـ16 في يورو 2024

كيف استخدم الاحتلال تجويع غزة في خداع الجميع؟
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: 3 أشهر و 20 يوماً
الخميس 07 مارس - آذار 2024 05:22 م
 

وضع عالم النفس النمساوي ماسلو هرماً يبين الدوافع الأساسية للسلوك البشري، ورتب من خلال هذا الهرم الاحتياجات النفسية على خمسة مستويات، تبدأ بالأهم وهي، الحاجات البيولوجية المتعلقة بغريزة حب البقاء من الماء والغذاء والمأوى، أتبعها مباشرة بالحاجة إلى الأمان بعيدا عن الحروب والدمار ومناطق الكوارث، وكل تهديدات الأخطار المختلفة، ثم الحاجة إلى الحب والانتماء، ثم حاجات التقدير والاحترام، ثم حاجات تحقيق الذات.

تقديم الحاجة إلى الماء والغذاء على الحاجة إلى الإيمان في دوافع السلوك البشري، يوضح الوضع الراهن في غزة، إذ أنه ومع المجاعة التي ضربت القطاع، بات الحصول على ما يروي الظمأ ويسد الرمق، هو الشغل الشاغل لأهلها، حتى إن تطلب الأمر المجازفة بالحياة والحصول على الغذاء في ظل الخطر، لأن هناك فرصة للنجاة من الموت قصفا، بينما لا يمهلهم الموت جوعا.

حول ملابسات مذبحة النابلسي في غزة، التي ارتقى فيها أكثر من مئة مواطن فلسطيني وأصيب المئات بسبب قصف صهيوني استهدف تجمعات بشرية كانت تنتظر شاحنات الإغاثة، يقول أحد الناجين منها: «خرجنا كلنا ونعرف بإمكانية الاستهداف الإسرائيلي، وخطر التجمع بأعداد كبيرة، لكن لم يكن أمامنا أي خيار آخر». ويقول آخر: «أقسمت علينا أمي ألاّ نذهب خشية القصف الإسرائيلي، لكن ذهبنا أنا وأخي بالسيارة في ساعة متأخرة من الليل إلى منطقة قريبة من شارع الرشيد وانتظرنا»، وهذا تجسيد حي لحقيقة تغليب غاية سد الرمق على أي غاية أخرى، ولأن الكيان الغاصب يعلم جيدا قوة سلاح التجويع، فقد شرع منذ البداية بمنع المساعدات الإغاثية عن أهل غزة، في ظل تخاذل عربي وإسلامي مشين، وأقول إنه تخاذل مهما تخلله من تحركات محدودة للغاية من مساعدات، أو مناشدات لوقف إطلاق النار، لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تخفف ولو واحد في المئة من معاناة القطاع. أراد العدو الصهيوني باستخدام سلاح التجويع، الضغط على المقاومة للاستسلام غير المشروط، ممنيا نفسه بخلق حالة جماهيرية عامة من السخط والتمرد على المقاومة الفلسطينية في غزة.

وعلى الرغم من فشل الاحتلال في تحصيل هذه الغاية، بسبب صمود أهل غزة، ولأن المقاومة تنطلق في شن هجومها من مدينتها تحت الأرض، إلا أنه استطاع أن يخدع العالم بصناعة هذه المجاعة في القطاع، تتمثل هذه الخديعة، في نجاح الكيان الصهيوني في إجبار الجميع على أن يتعامل مع الأحداث من منظور إغاثي في المقام الأول، فتركزت معظم الجهود العربية الإسلامية والدولية، في بحث وتداول وتفعيل سبل إيصال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية إلى القطاع المنكوب، خاصة الشمال الذي يعيش فيه قرابة سبعمئة ألف رفضوا النزوح، فيما تواترت الأنباء عن تساقط عدد من الضحايا بسبب الجوع. وفي سياق هذه الخديعة، تخففت الأطراف الإقليمية والدولية من الضغوط التي تثقل كاهلها من أجل وقف إطلاق النار، بمعنى أنها تتحدث عن الإغاثات والمساعدات، كأنها هي بيت القصيد وغاية السعي، وحتى في حديثها عن وقف إطلاق النار، فإنها تتناوله من جهة كونه فرصة لإدخال المساعدات، بينما فقدت القضية الأساسية وهي وقف تلك المجازر مكانها على رأس الأولويات. وقد يقال إن هذه الأطراف مجبرة على التعاطي مع الإغاثة، على أنه قمة الأولويات الحالية لإنقاذ الشعب الغزاوي من الموت جوعا، فلو سلمنا بذلك ففي النهاية تعبر هذه الحالة عن نجاح الصهاينة في تلك الخديعة، التي جعلت سقف الطموحات الحالية هي إطعام الجياع. وفي سياق هذه الخديعة أيضا، فُتح الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية التي تتواطأ بشكل علني مع الاحتلال في إبادة شعب غزة، سواء بالدعم العسكري بالمعدات والخبراء العسكريين والمقاتلين، أو بدعمها في المحافل الدولية والوقوف حجر عثرة أمام تمرير أي قرار في مجلس الأمن من شأنه تعطيل العملية الصهيونية في غزة، أو إدانتها، فتح الطريق أمامها لأخذ اللقطة الإنسانية وتسكين الأصوات الثائرة ضدها من خلال الإنزال الجوي للمساعدات، في موقف يستحق بامتياز وصف الكوميديا السوداء.

نعم طالبنا الحكومات العربية بمد جسر جوي من المساعدات، وما زلنا نطالب، لكن الإمدادات المطلوبة لا تعبر عنها بضع طائرات تلقي بعض المساعدات المحدود جدا، التي لا تفي حاجة واحد بالألف من احتياجات سكان القطاع، إنما نتحدث عن جسور جوية للدول العربية والإسلامية تتدفق من خلاله الإغاثات التي تنقذ الناس من الجوع، فالقطاع بحاجة إلى دخول يومي للشاحنات بمعدل خمسمئة شاحنة يوميا، بما يمثل الحد الأدنى الذي يقي شعب القطاع من الموت جوعا. خلافا لذلك، ستكون عمليات الإنزال عمليات شكلية لا طائل منها، هذا إذا وصلت بالفعل، وإلا فهناك الشمال الأكثر تضررا لا يصل إليه شيء منها، إضافة إلى أن بعض المساعدات نزلت بالفعل على مناطق المستوطنين الإسرائيليين بفعل الرياح، لكن مع ضعف وندرة عمليات الإنزال الجوي، غدا هذا النحو من الدعم لقطات دعائية أفادت الاحتلال الإسرائيلي أكثر من إفادتها سكان القطاع، حيث يتم استغلالها إعلاميا لإظهارها كلمسات إنسانية من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، وبهذا نجح الاحتلال في استخدام سلاح التجويع، في أن يُمحور الجميع حول إيصال المساعدات والغذاء إلى القطاع، ولم يعد إنهاء الحرب ووقف المجازر ووضع حد لعربدة الاحتلال الإسرائيلي هي رأس هرم الأولويات، وأصبح سائغا أن تُلقي أمريكا بعض اللقيمات من الجو على سكان القطاع، تزامنا مع دعمها الاحتلال في عملياته الوحشية، تعطي الذخيرة للاحتلال باليمين، وكسرة الخبز لشعب غزة بالشمال، وكأن قضيتها الكبرى هي أن يموت سكان القطاع على شبع، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

  
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح الحكيمي
القبيلي والولاية ودجاجة ستالين
عبدالفتاح الحكيمي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
دور الإمامة الحوثية في إفساد وتدمير اليمن برا وبحرا وجوا
د. عبده سعيد مغلس
كاتب صحفي/خالد سلمانهكذا تزهر إيران وتنتعش
كاتب صحفي/خالد سلمان
مشاهدة المزيد