آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

قمة دمشق دراما مملة !!
بقلم/ سامي الأخرس
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 27 يوماً
الأحد 30 مارس - آذار 2008 01:10 ص

من منا لا يتذكر المسلسلات الأمريكية والمكسيكية الطويلة التي كانت تذاع أسبوعيا علي شكل حلقات يمضي الإنسان سنوات من عمره منتظرا النهاية ، ليفاجأ بعد هذه السنوات أن نهايتها فاترة باهتة رتيبة لا تشبع تأملاته ومتابعته لها ، ولا تضاهي السنوات التي أمضاها بمشاهدة هذه الحلقات الرتيبة المملة ، أو لحظات الترقب التي كان يقضيها كلما اقترب موعد الحلقة الاسبوعية ليكتشف أن المؤلف والمخرج معا شكلا فريق ممل ، فريق لصوصي سارق لوقت المشاهد وانتباهه لفترة طويلة من الزمن.

وما ينطبق علي هذه المسلسلات ينطبق علي المسلسل العربي الطويل مع اختلاف في الممثلين والمخرج والمؤلف ومسرح العرض ، مسلسل عنوانه قمم العرب التي بدأ بثه منذ انطلاق جامعة الدول العربية التي كانت تقدم لنا حلقاتها بشكل غير منتظم وإنما حسب إملاءات الحالة السياسية ومتطلباتها ، ومن ثم أخذ شكل الانتظام السنوي ليزيد من رتابته وتفاهته وملله .

كنت قد كتبت قبل انعقاد القمة السابقة مقال بعنوان " القمة العربية رحم عاقر لا يلد" واكتشفت بعد عام بأنني كنت مخطئا كليا فهذه القمم لا رحم لها في الأصل ، ولا جنس ، ولا تنتمي لأي نوع من الكائنات ، ولا معني لها بقواميس اللغة ومفرداتها ، وإنما هي تعريف نكره .

لم تفلح أي قمة عربية في علاج أي من الملفات التي أدرجت علي أجندتها وجدول أعمالها ، سواء كان ملف مركزي أو ملف ثانوي ، ولم تنجح هذه القمم في إنجاز أي مهمة ، بل أنها تقدم لنا في أعقاب كل مؤتمر قمة كارثة جديدة ، وحتى لا نبغضها الحق فهي تحقق منجز واحد فقط في أعقاب كل قمة بأنها تفسح المجال للموظفين الإداريين في جامعة الدول العربية من نفض غبار الروتين وإعادة تنشيط ذواتهم من خلال أرشفة البيان الختامي وتوثيقة وتأريخه مع مداخلات ومداولات أصحاب السمو والفخامة .

مع اقتراب انعقاد قمة دمشق كثر الجدل حول فشل ونجاح القمة ، ودرجة التفاؤل والتشاؤم حولها فهناك من يعول على قمة دمشق بالنجاح ، دون معرفة ما هي المقاييس التي يعول عليها أوي قاس من خلالها درجات النجاح ، وما هي المتغيرات الجديدة في المناخ السياسي السائد ونوعيته الزعماء الذين سيجتمعون في القمة؟أو طبيعة الملفات والقضايا التي ستطرح علي أجندة القمة الدمشقية القادمة؟

فالقمم العربية فشلت سابقا في معالجة أي ملف عربي تم طرحة وتداوله ، وكل ما صدر عنها قرارات وبرامج لم تري النور حتى راهن اللحظة وإنما لا زالت متكدسة في دائرة الأرشيف المركزي بمقر الجامعة العربية في القاهرة تتآكل بفعل الغبار ، ولا أعتقد إنها ستري النور عن قريب فما دواعي التفاؤل إذن ؟!

قمة دمشق تعتبر من أكثر القمم عرضة للفشل وهذا ليس تشاؤما ولكنه واقعا يفرضه حجم الملفات والقضايا المطروحة عربيا وخاصة أن هذه الملفات جميعها مصيرية بدءا من الملف المركزي والرئيسي وهو الملف الفلسطيني الذي أزداد تعقيدا عن السابق نظرا للمستجدات التي طرأت على الساحة الفلسطينية من خلافات داخلية ، تتطلب العمل باتجاهين الأول السعي لحل الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية ، والثاني البحث في مجابهة ومقاومة الاحتلال وحصاره وممارساته ضد الشعب الفلسطيني .

وما ينطبق على الملف الفلسطيني ينطبق علي الملف العراقي الذي لا يقل أهمية ومركزية عن الملف الفلسطيني بما أنه يتجه الآخر صوب المنحي الفلسطيني سواء من ناحية الخلافات الداخلية ، ومجابهة المحتل الأمريكي.

وكلا الملفان الفلسطيني والعراقي يشهدا انقساما علي الساحة العربية عامة ، فهناك من انقسام في مواقف الأنظمة فمنها من يستضيف القواعد الأمريكية ويحاول التطبيع مع إسرائيل ، ويمارس سياسة فرق تسد بين القوي الداخلية المتنازعة ، وأخري تقف في الاتجاه المعاكس وتتبني شعارات المقاومة والمجابهة والدعم لما يسمي المقاومة ، وهو ما انعكس علي أجواء القمة العربية قبيل انعقادها من خلال تخفيض بعض الدول لمستوي تمثيلها في مشاركتها .

وبعيدا عن الملفان العراقي والفلسطيني يطرح الملف اللبناني الذي أصبح ملف في غاية التعقيد وتتجاذبه نزاعات داخلية وخارجية يعيش من خلالها لبنان أزمة دستورية خطيرة تتمثل في فشله انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية مما يعرض النظام الرسمي اللبناني للخطر .

وكذلك العديد من الملفات التي لا تقل تعقيدا عن سابقاتها متمثلة بالملف السوداني والصومالي وملفات الأزمات التنموية الداخلية والخلافات العربية – العربية.

إذ كانت القمم العربية السابقة التي كانت تعقد في مناخ وبيئة أكثر قابلية للنجاح قد فشلت في علاج أي ملف قد طرح علي طاولة أعمالها ، فهل ستنجح في ظل هذه الأجواء والبيئة في النجاح ؟!

كما هل نتوقع نجاح زعماء بحجم زعمائنا من فشلوا علي مدار تاريخهم وقيادتهم للأنظمة في تحقيق أي تنمية اجتماعية أو اقتصادية وحولت شعوبها لشعوب مطحونة جوعا وفقرا وبطالة واستبداد وظلم ، في علاج قضايا الأمة العربية بحجم هذه الملفات والقضايا ؟!

قممنا العربية مسلسلات بايخه مملة رتيبة ممثلوها أكثر ملل ورتابة ، لا يمتلكوا من السمات القيادية سوي لغة البزنس بالإنسان والأرض والاستثمار بسعادة الإنسان لصالح شهواتهم فأين التفاؤل بالنجاح من هؤلاء ؟

إنها طقوس احتفالية يجتهد بها السيد عمرو موسي في صياغة وإعداد البيان الختامي الذي لا يسوي ثمن الحبر الذي يخط به.

فلا تعولوا علي قمة يقودها زعماء لا يمتلكوا شيئا من الإرادة والسيادة والاستقلال ... ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

 

  

samyakras_64@hotmail.com