آخر الاخبار

وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها جدول مباريات دور الـ16 في يورو 2024

قطوف مدهشة من روائع البلاغة النبوية في أرقى معانيها
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 4 أشهر و 29 يوماً
الأحد 28 يناير-كانون الثاني 2024 05:09 م
 

وأنت تقرأ في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تدهشك البلاغة النبوية في أرقى معانيها ، فقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ، وسحر البيان وروعة التعبير ، وجلال المعنى ، تخضر الكلمات وتورق ، وتغدو حدائق ذات بهجة ، وبساتين تسر الناظرين .

خذ هذه الجلسة الماتعة في أفياء هذا الحديث النبوي الغني بالدلالات الكبيرة والمعاني العظيمة : 

ورد في صحيح البخاري في باب المغازي الحديث الذي رواه محمد بن جبير عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر : ( لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ) . 

يقصد لو كان المطعم حيا وتوسط عنده لإطلاق سراح أولئك الأسرى لأطلق سراحهم إكراما للمطعم. 

 

والمطعم بن عدي أحد أعيان مكة وقد أجار الرسول صلى الله عليه وسلم حين عودته من الطائف ، ففي ذلك اليوم الأسود حين أغار الهمج والسفهاء على خير البشر ، حين هاجم الجهلة نور الدنيا وآذوه وقذفوه بالحجارة عاد الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه إلى مكة وقد شعر أن السفهاء والظلمة فيها يحيكون له المؤامرات ، ويتربصون به الدوائر ففضل أن يدخلها بجوار شخصية قوية مهابة ، أن يكون له حماية ، فالعمل بالأسباب لابد منه فتوسم خيرا في المطعم بن عدي وكان توسمه في محله. 

حيث أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من خزاعة إلى مُطْعَم بن عدي يطلب منه دخول مكة في جواره ؟ فوافق ودعا بنيه وقومه، وقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرتُ محمداً، فدخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم على راحلته، فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمداً، فلا يهجه أحد منكم، فانتهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الركن، فاستلمه، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته ومطعم وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته ".

كما كان المطعم أحد الستة الذين شقوا الصحيفة الظالمة التي كتبتها قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وتم بموجبها حصارهم في شعب أبي طالب .

لقد مات المطعم على الشرك لكنه جسد في حياته أروع ما في الجاهلية من أخلاق جاء الإسلام ليتمم مكارمها.

 ورسول الله صلوات ربي وسلامه عليه قائد محنك يدرك الواقع ويجيد قراءة المشهد بجدارة ، ولذا لم يغامر مغامرة غير محسوبة ، فقد كان يتحرك بشكل مدروس مخطط له ، ولذا لم يدخل مكة منفردا في أجواء مليئة بالتحريض ضده والكيد له ، هنا كان لابد من حليف قوي ، لابد من بذل الأسباب .

القائد المحنك من يتصرف في الظروف الحرجة بشكل صحيح ، من لا يستهين بالأخطار ، من يحسب حساب كل شيء.  

 

وقد تأملت في هذا الحديث ، وتساءلت : 

لماذا قال الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه هذا القول وهو يعلم أن المطعم بن عدي قد مات ؟! 

وبرأيي لقد أراد الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه أن يخط لنا طريقا للوفاء مع من أسدى إلينا معروفا حتى لو لم يكن من المسلمين. 

يقول لنا : كونوا أوفياء وقدروا المعروف ، لا تنسوا من وقف معكم ذات يوم ، لا تنسوا موقف أي إنسان فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان. 

 

الأيام تدور والظروف تتغير ، ولا يبقى الا الوفاء ، لا يبقى الا المعروف عند خيار الناس ، والناس معادن فيهم النحاس وفيهم الألماس ، فيهم التبر وفيهم التراب .

 

ومن أسديته معروفا وأنت في أيام عزك سيقف معك حين يذهب عزك ، ومن حميته يوم ضعفه سيحميك يوم ضعفك ، ومن خدمته حين أحتاجك سيخدمك حين تحتاجه فتقديم المعروف هو أبرز أنواع الاستثمار الحقيقي في الحياة .

وحين تقدم للناس معروفا فأنت تبذر بذرة شجرة الخير التي ستجني خيرها مهما تأخرت الثمرة .

فتأمل.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح الحكيمي
القبيلي والولاية ودجاجة ستالين
عبدالفتاح الحكيمي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
تقدير موقف
أسامه خالد
رأسمالية التوحش التي تحكم العالم
د. عبده سعيد مغلس
كاتب صحفي/خالد سلمانإنفلات حوثي حد السُعار وعواصم كبرى تدرس كيف تلجمه
كاتب صحفي/خالد سلمان
عبدالفتاح الحكيميصواريخ أمريكا إلى أين.. إيران ليست هنا.
عبدالفتاح الحكيمي
مشاهدة المزيد