آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

أديروا وجوه ضحايا رداع نحو السماء
بقلم/ محمد العبسي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2012 03:26 م

كأنه يتحدث عن إصبع جُرحت عند فتح علبة السردين أو خدش موس أثناء الحلاقة. هكذا يبدو الأمر بالنسبة لوزارة الدفاع اليمنية. كفوا عن التذمر. إنه خطأ عارض. وشعرت وأنا أقرأ تصريح المصدر العسكري (مساء 3 سبتمبر) أن الضحية مذنب، وأن الملام سائق السيارة المتفحمة، وأن أولئك الـ14 مسافراً على طريق رداع هم من اعترضوا الغارة الجوية متسببين في نجاة إرهابي القاعدة والموت نيابة عنهم.

اقرؤوا الجملة التالية: "كان القصف الجوي يستهدف تنظيم القاعدة غير أنه أصاب سيارة تقل مواطنين أبرياء"! هكذا قالت وزارة الدفاع وكأن الجاني "غير إنه" الواردة في تصريحها!

ولم ترد كلمة أسف أو اعتذار، ولا أي من اشتقاقاتهما اللغوية، في تصريح المصدر العسكري وكأنه يقول تلميحاً فيما لم يقله تصريحاً: ليست غلطتنا. إنه خطأ السائق الذي ربما كان عليه تفحص السيارات المسافرة لمعرفة أيها تقل مدنيين وأيها تقل أعضاء القاعدة!

وكان الحسن البصري يقول: "ما سمعت الحجاج بن يوسف يخطب على المنبر إلا وظننت أن أهل العراق يظلمونه".

غضب الله على المصدر العسكري واللجنة العسكرية ووزارة الدفاع. حتى سطر تعزية لأسر الضحايا الأبرياء تظنون به عليهم! هذا كثير. ماذا سينقص من وزارة الدفاع لو عزت أسر الضحايا وجبرت خواطرهم ولو تصنعاً. الاعتراف بالخطأ لا يحط هيبتها ولا يقلل قدرها وإنما الانحطاط كله في تنصلها من المسئولية الأخلاقية على ذلك النحو!

عزاء أسر الضحايا الوحيد أن ذويهم قتلوا بطائرة يمنية (من البلااااااد!) وليست طائرة أمريكية من دون طيار وكأن القتلى كانوا مهتمين بالتحقق من هوية عزرائيل ما إن كان أمريكياً أم يمنياً. من الفرنجة أم من المسلمين.

أسخف من تصريح وزارة الدفاع قرار مجلس النواب استدعاء وزير الداخلية. ما هذا العبط؟ ما علاقة الداخلية باختصاص الدفاع؟ إنها نفس حيل النظام السابق. بدلاً من استدعاء وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن القومي الذي لم يطأ يوماً قاعة البرلمان يُستدعى الوزير العاجز عن حماية مقر وزارته وكرسي مكتبه! سأنبئكم بما سيكون بعد أيام: سيقف الوزير أمام البرلمان كوقفة وزير الداخلية السابق رشاد العليمي قبله وسيتبيّن لنا جميعاً أن حزبا المؤتمر والإصلاح لم يتبادلا حقيبة وزارة الداخلية فحسب بل ربما يتبادلان الكذبة نفسها أيضاً: كذبة العليمي بشأن ضحايا المعجلة ديسمبر 2009 وكذبة قحطان بشأن ضحايا رداع سبتمبر 2012 إن هو قال إن الغارة شنها الطيران اليمني وليس طائرة البريداتور الأمريكية!

حدقوا ملياً في صور أكياس الجثث في وسائل الإعلام ثم حاولوا بعدها تناول العشاء. ذكرتني صور ضحايا غارة رداع بصورة مؤثرة من تفجير تنظيم القاعدة الإرهابي في ميدان السبعين في 21 مايو. كان جنديا أمن مركزي مرميان على الأرض كما لو أن قوة ضغط الهواء، أو أحد الملائكة، مدد أحدهما فوق صدر الآخر بتلك الوضعية الآسرة. كان في تعابير وجهيهما وابتسامتهما ما يقول أنهما أكثر بكثير من رفقة تجنيد عابرين وأن اسميهما مكتوبان جنباً إلى جانب، كنوع من الذكريات، على أحد جدران عنابر الأمن المركزي.

وأنا أرى صور ضحايا غارة رداع ممددين على بطونهم فوق صندوق سيارة هايلوكس وددت لو أن بوسعي أن أعدل وجوههم وأديرها باتجاه السماء. كان روبرت فيسك قد رأى رأس رجل ألباني ملقى على عشب حقل في كوسوفو ثم عرف من سيدة التقى بها بعد برهة أنها قامت بتعديل وضعية رأسه على العشب لاعتقادها أن ذلك سيعطي الرجل المقتول كرامة أكثر إذا كان وجه الرأس قادراً على النظر إلى السماء".

أديروا وجوه قتلى غارة رداع نحو السماء.

Absi456@gmail.com

مشاهدة المزيد