آخر الاخبار

العلماء يكشفون عن فوائد النوم قبل منتصف الليل. العلماء يكشفون عن مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان يوميًا حسب العمر؟ هذا ما سيحصل إذا استخدمت روسيا صواريخ إيرانية في الحرب! الكرملين يعلن: لن نتابع مناظرة ترامب وهاريس لهذا السبب؟ من العاصمة القطرية الدوحة رئيس الوزراء يناقش عقد مؤتمر دولي لدعم التعليم وتطوير استراتيجيته اليمن تٌكرّم الطالبة روان عبدالعزيز الحائزة على المركز الأول في امتحانات الثانوية مزارع الموت ومراعيها في اليمن. الآلاف من القتلى والجرحى في 20 محافظة يمنية ومليشا الحوثي تتصدر قائمة الانتهاكات.. تقرير دولي الأهداف الحوثية الخطيرة لاحتفالاته بالمولد .. نقاشات عميقة في ندوة لبرنامج التواصل مع علماء اليمن وزير الأوقاف مخاطبا الجنة المشتركة بين وزارتي الأوقاف والمالية: نطالب بإصلاح الإختلالات ونحثّ عليه ونأمل أن تسير كل مؤسسات الدولة دون استثناء في ذلك الكشف عن مخطط جديد لإيران ''أكثر خطورة'' عبر ادواتها في اليمن ودول اخرى.. تفاصيل المخطط

نبوءات البردوني السياسية
بقلم/ صالح البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و شهر
الأربعاء 10 أغسطس-آب 2016 12:12 م
على الرغم من مغادرته الحياة قبل ما يناهز العقدين، إلا أن الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني لا يزال الأكثر حضورا في المشهدين السياسي والثقافي اليمنيين حتى اليوم، حيث تحول شعره إلى أيقونة للثورة والحرب والسلام واستشراف المستقبل، كما زينت الأطراف المتصارعة خطاباتها الإعلامية بقلائده الشعرية التي وصف في الكثير منها ” زمان بلا نوعية” يكاد يشبه واقع اليمن الراهن.
واكب “الرائي” كما يسميه اليمنيون الحاضر وحمل الكثير من عشاق شعره نحو آفاق المستقبل فيما يمكن أن يوصف بأنه “السفر نحو الأيام الخضر”، تلك النافذة من الأمل التي تركها البردوني مشرعة في قصائده التي تنضح بالتفاؤل بين غابات اليأس، المبشرة بقادم جميل يصنعه “مهدي” يمني خالص ومخلص ظل هاجسا يلازم كل من توغلوا في أعمال البردوني وتوقفوا بين السطور عند نبوءاته الشعرية، التي تحولت إلى مادة ثرية لنقاش لم ينقطع يوماً، منذ رحيله الجسدي في الثلاثين من أغسطس 1999، مخلفا الكثير من السماوات وروحاً ملهمة ظلت ترفرف في كل سهل وواد وجبل.
في أغسطس 1987 كتب البردوني قصيدته “حراس الخليج”، حينها كانت العلاقات الكويتية-العراقية في أفضل حالاتها قبل توقف الحرب العراقية الإيرانية، بينما لخصت ثلاثة أبيات النبوءة التي تحققت بعد ثلاث سنوات من كتابة القصيدة، عندما أقدم صدام حسين على غزو الكويت في الثاني من أغسطس 1990 وأمر جنوده بإحراق آبار النفط قبل أن يخرجوا منها وفي ذلك يقول البردوني:
البحرُ يا نفَّاط متقدٌ
غامر وإلا اجتاحكَ الغَمرُ
حُراسكَ اشقرّوا متى انقرضت
(عبسٌ) وأين تغيَّبت (نمرُ)؟!
أتُرى (كلابُ الحوَّابِ) اشتبهت
أم أُلجِمت عن نبحِ من مروا؟!
قبل الثورة الشبابية التي اندلعت في 2011 بعام كتب الصحافي والكاتب عزت مصطفى عن نبوءة توشك أن تتحقق للبردوني بزوال حكم علي عبدالله صالح الذي كان حينها في أوج قوته، كتب مصطفى في فبراير العام 2010 ما يلي: في مارس 1977 كتب الشاعر العظيم عبدالله البردّوني قصيدته “الحبل.. العقيم” وقال فيها:
لا تخافي يا أمُّ.. للشوق أيدٍ
تنتقي أخطر اللغى، كي تبينا
ولكي تنجبي البنينَ عظاماً
حان أن تأكلي أبرَّ البنينا.
ولأنها النبوءة الوحيدة في شعر البردوني التي تضمنت شرطاً قبل الفعل فقد جاء تحققها سريعاً، إذ أكلت البلد أبرَّ بنيها في الحادي عشر من أكتوبر من ذات العام، وبعد سبعة أشهر فقط من كتابة القصيدة، في إشارة لاغتيال الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي الذي يعتبر أكثر الرؤساء اليمنيين شعبية في التاريخ الحديث.
وفي نهاية مايو وبداية يونيو 1990 وبعد أيام قلائل من تحقيق الوحدة اليمنية، قال البردوني في قصيدته “ربيعية الشتاء”:
يا بنتُ أمِّ (الضمدِ) قولي لنا
أيّ عليٍّ سوف يخصي عليّا.
ولم يكن البيت أعلاه لافتاً حينها، فقد كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض يتعانقان أمام الكاميرات عقب الإعلان عن تحقيق الوحدة وبعد أربع سنوات من القصيدة أخصى عليّ عليّاً، كما تحققت هذه النبوءة بشكل مختلف لاحقا عندما تسبب الجنرال القوي علي محسن الأحمر في إقصاء صالح من السلطة في العام 2011.
وفي ذات القصيدة التي ترتبط منذ عنوانها بالربيع الذي ارتبطت به الثورات العربية، يقدم البردوني في طيات شعره نبوءة أخرى حيث يقول:
عشرينَ عاماً سوف تأتي غداً
ما اسم الذي كان بها مُختلي؟
ووفقا للباحث والصحفي اليمني عزت مصطفى المتتبع لنبوءات البردوني السياسية فقد انقضت الأعوام العشرون التي ذكرها البردوني في 2010 وهو العام الذي انتهى باندلاع الثورة الشعبية في اليمن التي أنهت اختلاء علي عبدالله صالح بالسلطة.