آخر الاخبار

هل تنسف تصريحات الحوثي المعادية للسعودية جهود السلام الحالية؟.. تقرير الإدارة الأمريكية تضع قواعدها العسكرية في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب قصوى ومعلومات استخبارية تربك واشنطن خبير اقتصادي يزف للمليشيات نبأ صادم بشأن قرار مركزي عدن بإلغاء تراخيص 6 بنوك الماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية لقائد اللواء 143 العميد ذياب القبلي في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي..توقعات مذهلة ومخيفة يكشف خفاياها أحد خبراء التكنلوجيا.. كيف ستكون حياتنا خلال السنوات القادمة؟ الإمارات تحاكم 53 إماراتيا متهما من قيادات «الإخوان المسلمين» وتصدر أحكاما بالسجن المؤبد والغرامات المالية رئيس الوزراء يترأس اجتماعاً لهيئة العمليات المشتركة ويطلع على خططها المستقبلية ويشدد على الجاهزية القتالية لكافة التشكيلات أبناء الجوف يحتشدون دعما لقوات الجيش والمقاومة وإجراءات البنك المركزي بعدن ويستنفرون كافة مكونات المجتمع توكل كرمان: الحوثي سيخوض حربا ضد السعودية بمشاركة الميليشيات العراقية ريباكينا تطيح بسفيتولينا لتبلغ قبل نهائي بطولة ويمبلدون للتنس

اختراق الأحزاب لمهنة الصحافة
بقلم/ د/محمد القاضي
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 21 يوماً
الخميس 19 مارس - آذار 2009 08:34 ص

مارب برس – خاص

بقدر ما ساد مؤتمر نقابة الصحفيين من حماس وتنافس ودعاية انتخابية فاقت الدعاية الانتخابية لمرشحي البرلمان، كان المؤتمر "فوضى منظمة"، هذا ليس رأي فقط وإنما رأي السيد جيم بوملحة رئيس اتحاد الصحفيين الدوليين. ما ساد الجلسة الافتتاحية من هرج ومرج وحتى مقاطعة للرئيس علي عبدالله صالح في كلمته دفعته إلى أن يقول :نحن لسنا في فرزة."

ربما انشغل المعنيون بكولسة و حرب القوائم وتناسوا الإعداد والتحضير الجيد للمؤتمر الذي تحول بفعل كولسة السياسيين من قاعة للنخبة إلى "فرزة" نقل ركاب. والدليل على أن المؤتمر كان "فرزة" هو سكوت الصحفيين عن تمرير التقارير المقدمة من المجلس السابق وعدم مناقشاتها، ومسائلة أعضاء المجلس.

 هذه هي قاعدة العمل النقابي ومؤسسات المجتمع المدني. لابد أن يتم محاسبة من يتبوءا أي منصب. كيف بنا كصحفيين ندعو الى الشفافية والمحاسبة وجوهر عملنا مسائلة المسؤولين أمام الناس ان نتغاضى عن مسائلة المجلس السابق.

ربما يشعر الكثير ومنهم الصحفيين للأسف أن المسائلة تعني الإدانة ولذا مجرد الحديث عنها يثير حنق بعض الزملاء، ويعتبرون الحديث عنها تشهيرا. مبدأ من أصول العمل الديمقراطي الحديث، الذي يعني وجود شفافية ووجود شفافية يعني أن هناك حكم جيد. كيف لشخص ان يكون فعالا ومنتجا إذا لم يشعر انه لن يتم محاسبته. الضمير الحي ليس كافيا في عالم اليوم للوصول إلى نتيجة ايجابية في عمل ما. لا ننكر ان المجلس السابق كان له ايجابيات كثيرة ، لكن هذا لا يعني انه لا يوجد تقصير، وكان من حق الصحفيين ان يسمعوا زملائهم يبرروا وجود إخفاقات هنا وهناك وأبرزها لماذا لم يدار نقاش حول تعديلات مشروع النظام الداخلي في صنعاء وتعز كما حدث في عدن. لو كان حدث هذا لشعر جميع المرشحين لعضوية المجلس انهم ليسوا مجرد سائقين في "فرزة" الصحافة. مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة مناسبة لمناقشة مشاكل الصحفيين المهنية والحقوقية وغيرها وهو ما افتقدناه في المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين. لم نسمع شئ عن هموم الصحفي القادم من حضرموت وعدن وتعز والحديدة وحتى صنعاء. الكل كانوا مجرد "شويعة" لزف المنتخبين فقط وكأننا في عرس وليس في مؤتمر نقابي يجب ان يتم فيه مناقشة المشاكل التي تواجه الصحفي ونقابته، حتى يتم معالجتها والا لما تطور العمل النقابي. مشاكل الصحفيين لا تقتصر فقط على علاقتهم بالحكومة وأجهزتها، بل هناك مشاكل عملية ومهنية هي في صلب عمل النقابة.

في قاعة المؤتمر حضرت الأحزاب السياسية بكل ثقلها ودسائسها وقوائمها التي كانت تروح منها عفن كولسة السياسة القذرة التي خلطت الأوراق وشتت الأذهان وأدخلت بعض المرشحين في هذا أو تلك الحزب وأخرجت آخرين. كولسة المؤتمر الشعبي العام كانت واضحة بشكل كبير جدا. لكن المعارضة التي تصم أذاننا بنعيقها الداعية إلى استقلال مؤسسات المدني من سيطرة الأحزاب هرولت إلى المستنقع نفسه لدرجة أن المرء يجد صعوبة للتفريق بين السلطة والمعارضة في هذا البلد. المشكلة ليست في الأحزاب ولكن في الصحفي نفسه الذي يعد نفسه من النخبة، ومن ثم يتحول إلى مجرد موظف يتلقى الأوامر والتعليمات بالتصويت لفلان او علان ،مع احترامي للكثير من الصحفيين الذين تمردوا على التعليمات وحكموا عقولهم وضمائرهم. الحديث على ان التصويت تم على أسس ومعايير حزبية لا ينفي أن هناك زملاء استحقوا الصعود إلى عضوية مجلس النقابة بجدارة. لكن أقول صراحة أن حضور الأحزاب طغى على قاعة المؤتمر وكانت المهنية والمهنة هي صاحبة الحضور الباهت جدا.