واشنطن بوست:المنطقة بأكملها على وشك الانفجار واليمن قد تكون نقطة اشعال الحرب الإقليمية عاجل: المحافظ بن ماضي يخاطب حلف قبائل حضرموت: لن نوجه بنادقنا أبدًا فيما بيننا وقد أتينا لنمد يد السلام ومطالب حضرموت يتفق عليها الجميع عدن: البنك المركزي يبيع 18 مليون دولار بسعر (2007 ريالات) بعد اشاعات إعتزاله الفن .. الفنان محمد عبدة يكشف عن أهم اعماله الفنية بعد اصابته بالسرطان شاب عربي ينافس على جائزة الأفضل في العالم علامات على الوجه قد تدل على مشاكل في صحتك! السعودي في عدن يساوي قيمة الدولار بصنعاء ''أسعار الصرف اليوم'' رونالدو يعلن موقفه النهائي من نادي النصر السعودي خنادق وأنفاق وألغام.. مخاوف حوثية من إنتزاع محافظة الحديدة من ايديهم .. تحركات وتأهب طارق صالح يبحث مع سفيرة فرنسا ضرورة مواجهة الخطر الحوثي
انتشرت في مجتمعاتنا مقولة: «قبيلي وخضيري» وهي من مخلّفات الجاهلية، ومن نفايات العصبية القبلية التي جاء الإسلام بكسر أصنامها، وتمريغ أنوف أصحابها بفأس «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والفاشل في الحياة يتعلّق بعظام الأموات فيفتخر بالآباء والأجداد، والمحبط والتافه يغنّي بأمجاد ليست له، وقد رفع الإسلام أقواماً من كافة الألوان والشعوب والأسر؛ لأنهم اعتزوا بدينهم، وحقّقوا الفضيلة في حياتهم، وحملوا رسالتهم بصدق، وأدّوا أمانتهم بإخلاص، وكان من نجوم التاريخ أناسٌ لا تُعرف قبائلهم ولا عشائرهم، ولكنهم احتلّوا مكان الصدارة، وجلسوا في كرسي الرّيادة، واستولوا على مقاليد السيادة بهمتهم وطموحهم وصلاحهم وإبداعهم، كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وطارق بن زياد، وجوهر الصّقلّي، وأبي حنيفة، وألوف مؤلّفة من أمثالهم وقف لهم التاريخ احتراماً، ووقَّع لهم الدهر براءة اختراع المكارم والـمُثُل العليا والسيرة الحميدة، وحاول محمد بن عمرو بن العاص الأمير بن الأمير في مصر أن يخرم قاعدة «الناس سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب«، لأن قبطيّاً سبق فرس محمد بن عمرو، فلطم محمد بن عمرو القبطي وقال له: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ فشكا القبطي إلى عمر بن الخطاب هذه المظلمة فاستدعى عمر أمير مصر عمرو بن العاص، وابنه محمد إلى المدينة، وجمع الصحابة وأخذ درّته وقال: والله لا يحول بيني وبينهما أحد، فطرح محمد بن عمرو أرضاً، وبطحه وجلده وصاح في وجهه، وفي وجه أبيه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ وعندنا اليوم مرض اجتماعي عند البعض يُسمى «عدم الثقة بالنفس» فتجده لنقصه وتقصيره وخموله وفشله، يبحث عن مشجب يعلّق عليه هزائمه وإخفاقاته، فليمز هذا في نسبه، ويغمز ذاك في عرضه، ويهمز الآخر في أخلاقه، وقد شكا إليّ شاب جامعي اضطهاد زملائه له في الفصل بأنه خضيري حدثني بذلك وعيناه تترقرقان بالدموع؛ لأن هؤلاء الطلبة الفاشلين لما أقفرت قلوبهم من القيم، وجفّت أرواحهم من المروءة، أرادوا أن يخرقوا سفينة الإخاء والمحبة التي أتى بها الإسلام، ونقول لكل أحمق بليد يفرّق بين أبناء المجتمع الواحد على حسب أصولهم: «اخرس يا جبان» فقد خالفت الشرع والعقل وسعيت في الهدم والإفساد، ونقول لكل رعديد غبي يعيّر الناس بأنسابهم ويعيبهم بأحسابهم: «اخرس يا جبان» لو كنت تحمل طيب المعدن وأصالة المحتد، كنت عرفت أن الإنسان بتقواه وبعلمه وصلاحه وإبداعه، إن أبا لهب الهاشمي القرشي، لما حارب الله وكذّب الرسالة، ورفض الحق عاد بالخيبة والندامة، وأصبح من الخاسرين، وإن بلال الحبشي لما أطاع ربّه واتّبع رسوله صلى الله عليه وسلم، وملأ قلبه بالنور صار رمزاً من رموز الفضل والخير والنبل والفلاح في أمة الإسلام، أيها المثير النعرات الجاهلية، والموقد نار العصبية القبليّة: «اخرس يا جبان»، إن الإسلام لم يترك لك أن تلغو في أعراض الناس، كما يلغ الكلب في الإناء، بل حذّرك وأمثالك من اللعب بالنار، يقول تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» ويقول سبحان: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، ولا شك أن المعادن الطيّبة إذا كان لصاحبها عمل صالح وإنتاج نافع وهمة عالية ومروءة سامقة فذلك نور على نور، ولكن ماذا نفعل بمن أصله طيّب وأسرته عريقة، ولكنه كذّاب أشِر، وخبيث متمرّد وأفّاك أثيم، تجده لصاً في حياته أو مروّجا للمخدرات أو محاربا للقيم أو بخيلاً ذليلاً خاسئا، أو تافهاً ناقصاً حقيرا، يقول أبو الطيب: وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ هل يريد هؤلاء «الطراطير» أن يعيدوا الأمة إلى عهد «داحس والغبراء» وعصر «عبس وذبيان» أو إلى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة قديماً وجنوب أفريقيا، يجب أن نُفْهِم كل «أبله» أن ديننا أتى لإكرام الإنسان وحفظ حقوقه، وأنه وُلد حرّاً عبداً لله لا عبداً لغيره، ليس عندنا في الإسلام خط «220» ولا خط «110» عندنا خط واحد، يقول سبحانه: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
* الشرق الأوسط