آخر الاخبار

أكد جهوزية الجيش لردع المليشيات.. وزير الدفاع يوجه رسالة ساخرة للمتورد عبد الملك الحوثي بشأن تهديداته الاخيرة ضد المملكة تقرير استخباراتي أمريكي يتحدث عن مصدر الأسلحة التي تستخدمها المليشيات في هجماتها بالبحر الأحمر واتساب يطرح ميزة جديدة.. “تحويل الرسائل الصوتية لنصوص مكتوبة” بـ5 لغات بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة.. ضربات أمريكية تدمّر أهدافاً حوثية مليشيا الحوثي تشيع قيادات برتب رفيعة.. وإقرار بمقتل 312 عنصرا خلال بضعة اشهر في مواجهات مع قوات الشرعية رسمياً.. مليشيات الحوثي تنصّب زعيمها نبياً مقدما على أفضلية نبينا الكريم ومغردون يردون :لهذة الدرجة فوق الرسل والانبياء محكمة العدل الدولية تحدد موعدًا للإعلان عن موقفها من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بعد مغادرته ليفربول.. كلوب يرد على عرض لتدريب المنتخب الأمريكي اليمن: قتلى وجرحى في هجوم إرهابي بشبوة الديوان الملكي السعودي يصدر قرارا بخصوص ثلاثة أسماء ويعتمد لها 3 ضوابط لتسجيلها

قديما .. الهنجمة نصف القتال !!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
السبت 11 فبراير-شباط 2012 10:41 م

يتفق معظم اليمنيين على وصف الإنتخابات الرئاسية المزمع اجراءها في يوم الثلاثاء 21فبراير بأنها مسرحية سيئة الإخراج وتمثيلية باهتة السيناريو والحوار , ولولا ظروف البلاد وضغوط مجاورة لما شارك فيها أحد لا تمثيلا ولا مشاهدة , و ترى أحزاب اللقاء المشترك وأنصارهم أنها الحل الأمثل لنقل البلاد إلى عهد جديد وأنها واقع مفروض لا بد من التعامل معه واستيعابه لضمان الخلاص من حكم علي صالح ومن معه .

بينما لا يعترف بها عامة الناس والشباب المتحرر من أي قيد تنظيمي لكونها لا تحقق طموحهم في عملية تغيير جذرية وإنما هي تشريع جديد لنظام ثبت فساده وبدلا من المحاكمة والعقاب يكون الجزاء التنصيب والانتخاب . ويقف الحراك ومعه بعض التابعين ممن لهم مصلحة سياسية أو مساومة حكومية داعيا بقوة إلى مقاطعتها ومنعها سلما أو قسرا لأنها لا تعنيه فهو يطالب بوطن جديد ونظام من طراز فريد والانتخابات تصفعه ليستيقظ مرعوبا من أحلام اليقظة وغفوة القيلولة , ويسعى لإقناع الناس بالمقاطعة عبر الانتشار المنظم بين التجمعات السكنية في كل مكان جنوبي للتأثير في شريحة من المجتمع لا تحتاج كثيرا من الجهد لإقناعها بوجهة نظر المتحدث أكان بالتاثير العاطفي وحلم الوطن والتغني بقيمة الدينار وسعر علبة اللبن والنظام والقانون وجمال مدينة عدن , أو بالتاثير النفسي ببث المخاوف من فتنة ونزال ومواجهات ساخنة في يوم الاقتراع , وكل هذا يجيده الحراك بناء على خبرة قديمة لقياداته , فبهذه المؤثرات العاطفية ذهبت قيادات الجنوب للوحدة وبها غضبت واعتزلت في عدن وبها دخلت 94م وبها أعلنت الإنفصال وبها رحلت وهربت ! وفي كل المواطن لم تصطحب معها يوما التأثير العقلي والحكمة السياسية , وهاهو اليوم على نفس المنوال وإن تغير الاسم فلم يتغير المنهج والمنهاج ولا الوسيلة والأسلوب حتى في المسيرات والمهرجانات نفس النمط ونفس الصوت واللحن .

لقد تعلمت أغلب الجهات السياسية في البلاد أن الهنجمات والخطب النارية قد ولى زمانها واندثر وأن اللعبة اليوم غيرت شكلها وأصبحت لعبة توافقات واتفاقات .. حوارات ومباحثات .. اخذ وعطاء .. تنازلات وشراكات .. القبول بالمستحيل والانحناء للعاصفة ولو قليلا . فمتى سيتعلم الحراك ذلك ؟! متى سيدرك أن نوعية خطاباته .. عاطفة وحماسة وترويعا وهنجمة .. لن تفلح اليوم ! وهذا ما حصل تماما قبل دورة ( خليجي 20 ) حيث سبقها زخم إعلامي حراكي عن حرمة عدن واستحالة حدوث الدورة فيها وأن دونها الدم والموت , ولكن تمت الدورة بنجاح منقطع النظير وبحضور جماهيري هو الأكبر في تاريخ دورات الخليج ولم يوزع منشور حراكي في عدن ولم تغرد رصاصة قاعدية في أبين ! واليوم وبنفس السيناريو يتكرر المشهد مع توافق عجيب في الحالتين , فقد كان باعوم مسجونا قبل دورة الخليج ! واليوم وقبل الانتخابات ينزل باعوم على المملكة الحبيبة ضيفا ! فكان النجاح للدورة وهو سجين فهل تفشل الانتخابات اليوم وهو ضيف كريم ! ولذلك فعلى الأحبة في الحراك استقدام العقل وتشغيل الحكمة والنظربعين الواقع لا بالعاطفة , فكم من آمال لم تتحقق إلا بعد فترات من الصبر والتحمل وإجادة فن النزال ..

فالانتخابات كما اسلفت وبهذه الطريقة لهي مهزلة بكل المقاييس واستخفاف بكل النواميس .. ولا نجد لها بشكلها الحالي بندا ولا تفسيرا لا في الدستور ولا في الأعراف والتقاليد , ولا يرضينا هذا التوافق ولا هذه الحصانة ولا هذا الوضع عامة ولكننا نعرف أن المتغيرات والظروف والضغوط هي التي جعلت حكماء اليمن يرضون الظهور بلباس السذج البلهاء وجعلتهم وهم العقلاء النبهاء يوافقون على ما يرفضه الأطفال في خصوماتهم الطفولية , فقد وصل الأمر ببناية الوطن إلى حد الاحتقان وقرب الإنفجار وأوصدت الأبواب ولم يبق إلا مخرج الطوارئ وسلم النجاة فكان لزاما عليهم أن يسلكوه للنجاة بالسكان من سعير الفتنة ونار الحروب , والطوفان كان أقوى من جسد السفينة والموج أعلى من شراعها والعواصف أشد من ساريتها , وبخبرتهم علم الربان والبحارة حجم الخطر فأرخوا شراعهم ويسروا دفتهم وتركوا سفينتهم تتمايل بسلاسة ومرونة مع جبال الموج لتحفظ جسدها من التحطم ولترسوا بسلام حتى يتم إصلاحها والتخلص من عيوبها وأفاتها. فبحب الوطن مضطرين سنتوجه للإقتراع برغم أنه خارج قناعتنا الشخصية ورسالتنا السامية حتى نستخدم الوسيلة الوحيدة الأمنة للخلاص وبعدها سنقبل على صنع مستقبلنا وتحقيق مصيرنا وهذا هو عين الصواب ..

فعدم توجه الحراك للاقتراع يدخل في حريتهم الشخصية ولكن أن يقوم بمنع الناس أو ترهيبهم فذلك خطأ منه وسلوك غير قويم , واعتقادهم بأن الإنتخاب سينهي قضية الجنوب أو حلم الانفصال فهذا وهم كبير منهم .. فالجنوب وقضيته العادلة لا يمكن أن تنهيها صناديق الاقتراع او تدفنها نتائجة فهي أكبر من أن يغطيها ويحجبها أي شي مهما علا أوكبر , والواقع أن الانتخابات هي أول خطوة للتخلص من عقبة كبيرة وطابور خامس وعمالة مدسوسة كانت تعرقل حل قضية الجنوب وحقوقه المسلوبة .

وربما تدرك قيادة الحراك العليا هذا الأمر وتتعامل مع الوضع بمعطيات أكثر واقعية وبحنكة سياسية حكيمة , فقديما كانت الهنجمة على العدو نصف القتال وأما اليوم فالصفقات والتوافقات مع العدو لهي كل القتال بل هي النصر كله .