|
هذا الأسبوع يعيش الوسط الصحفي عرسا ديمقراطيا، إذ انعقد مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين في العاصمة العمانية #مسقط، وقد انتخب المؤتمرون الصحفية الفرنسية دومينيك بادالي رئيسا للاتحاد بدءا من الليلة. وهذه الليلة تمر على يونس عبدالسلام صعبة للغاية وسيئة بالغة السوء في سجون مليشيا الحوثي.
بعث لي هذه الصورة الزميل البطل المثابر والمناضل وضاح محمد وهو شقيق زميلنا وبطلنا العظيم توفيق المنصوري الذي أصدرت مليشيا الحوثي بحقه وزملاءه الاربعة قرارات إعدام في سابقة خطيرة للغاية تستهدف كل صحفية وصحفي في شتى بقاع الكون. في مسقط تكرم الزملاء من الصحفيات والصحفيين العرب وغير العرب بالتوقيع على جدارية تضامنية تستنكر استمرار التعذيب والاختطاف وقرار الاعدام بحق الزملاء الأربعة، وفي اللحظة التي كانت أسنة الأقلام تلوّن الجدارية، في ذات اللحظة ولكن في صنعاء كانت السياط تلهب أجساد الزملاء في تحد سافر وخطير. ما يعني أننا ننتظر منكم موقفا أقوى من التوقيعات، وتوقعاتنا أعلى من مجرد تضامن ناعم لطيف كما لو أننا في اللحظة الأولى للاختطاف وليس بعد سبع سنوات!.
. توقعاتنا منكم أعلى من التوقيع، مثلا نتوقع ان تهاتف رئيسة اتحادنا الكبير الليلة - ونبارك لها من اعماق قلوبنا- وزير خارجية بلادها وهو في عدن يلتقط لنفسه وزملاءه من سفراء الاتحاد الاوروبي صورا تطل على بحر عدن وساهموا في "تمديد الهدنة"!
ولو أن الاتصال كان كالتالي: سيدي السفير، السفراء المحترمون: تأثيركم على الاطراف كبير والهدنة نتيجة هذا التأثير، ونأمل منكم التأثير الفاعل للافراج عن الصحفيين، ما يجري لا يمكن أن نقبل به...
الصحفيون يقضون سبعة أعوام تحت التعذيب، يا إلهي ..
يكفي مماطلة، الآن أفرجوا عنهم الآن!! ستترمم ذهنياتنا جميعا وستحقق لكم قفزة نجاح هائلة، وستغسلون العار الذي لحق بالصحافة!.
هنا صديقي يونس، تجنبت كثيرا الحديث عنه، لا أريد ان يلحقه أذى بسببي، يونس الذي التقط هذه الصورة لنا في مجلسي، عقب نقاش ساخن بينه وبين عبدالله شروح حول أفكار نيتشه والملحدين الجدد، انتهى النقاش وقال يونس بلطف: مش زعلان مني عشان الجدل اللي أثيره هنا؟!
قلت له ليش ازعل يا بني، انا مش ممثل الله هنا في المجلس، أنا أحبك لأنك بيننا، أحبك لأنك يونس الانسان واعتنق الفكرة التي تروق لك فالأفكار والقناعات ليست من شروط صداقاتي.
وبعد يومين صلى يونس صلاة منذ زمن بعيد لم أذق لذة الخشوع فيها كما ذقته في الصلاة مع يونس.
هو القلب الشفاف الذي يتعرض اللحظة للتعذيب لأنه شفاف، يتعرض للعقوبة الوحشية لأنه إنسان.
أفرجوا عن الصحفيين يا معاشر الزملاء المؤتمرين في مسقط، أصدقكم القول: توقعاتنا أكبر من مجرد "توقيعات"، ونشكركم على التوقيع ، لكننا ننتظر منكم فعل ينتزع حرية الزملاء الليلة قبل الغد، ولا خيار أمامكم إلا الانتصار.
في الخميس 02 يونيو-حزيران 2022 07:07:35 م