بوش أبرهة العصر
بقلم/ علي عليوة
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 16 يوماً
السبت 27 يناير-كانون الثاني 2007 08:51 ص

مأرب برس - محيط

  لا يزال قطار الشرق الأوسط الجديد الذي يقوده الرئيس الأمريكي بوش ينشر الخراب والدمار داخل بلدان العالم الإسلامي تحت زعم محاربة الإرهاب وكان من ضحاياه أفغانستان والعراق ولبنان والسودان وحاليا الصومال بعد أن كلفت الإدارة الأمريكية حليفتها إثيوبيا بضرب الصومال واحتلاله وقامت بدعم هذا الاحتلال بالعتاد والدعم اللوجستي والغطاء السياسي بل والمشاركة الفعلية بالقصف الجوي مما أصاب الشعب الصومالي الفقير المنهك بالمزيد من النكبات والخسائر الفادحة.

 وقد عقدت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب مؤتمرا صحفيا حول "الوضع الإنساني في الصومال" في ضوء الأحداث الأخيرة بمقر الإتحاد بدار الحكمة بالقاهرة لسرد تفاصيل معاناة الشعب الصومالي الشقيق بعد رحله استمرت أسبوع مع وفد طبي من اللجنة لتقديم المساعدات الطبية للشعب المنكوب،عاد منها مدير اللجنة الدكتور جمال عبد السلام يوم الجمعة الماضي وظل الوفد هناك لتأدية مهمته الإنسانية.

 افتتح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب المؤتمر بوصف أمريكا بأنها كصاحب الفيل "أبرهة الأشرم" الذي يريد تدمير كل من حوله ، وأنها باتت تنشر الحرب والدمار في كل بقاع العالم العربي والإسلامي منه خاصة ، كما انه بات لا يغيب على احد الدور غير الإنساني الذي تلعبه أمريكا من إثارة الفوضى في الدول العربية والإسلامية ، وإذا كنا ضد هذا الدور الذي تلعبه أمريكا فهذا لا يعني ضمنا أن الاتحاد له موقف مع المحاكم الإسلامية أو انه يعضد دورها في الصومال ، بل أن كل ما يعنينا هو الوقوف بجانب الشعب الصومالي في محنته بأعمال إغاثية إنسانية .

 وعاب على أمريكا قيامها بتجهيز الجيش الإثيوبي لغزو الصومال لإحداث حالة من الفوضى والبلبلة بين أبناء الشعب الصومالي ، رغم إن الوضع كان يجب أن يسير في اتجاه الدعم الصحي ومعالجة الأمراض المنتشرة في الصومال وتوجيه تلك الأموال التي أنفقت على الجيش لهذا المجال إذا أمريكا صادقة بأنها ترعي حقوق الإنسان ، خاصة وان الصوماليين يعانون كثيرا من الأمراض الناتجة عن سوء الحالة الاقتصادية وسوء التغذية والأمراض الناتجة عن الحروب سواء القبلية أو الخارجية . 
 

 وأضاف أن الوفد الطبي العائد من الصومال قدم خدماته الطبية للشعب الصومالي بالتعاون مع الجامعة العربية، وانه لم يكن الوفد الأول ولن يكون الأخير، حيث سبقه عدة وفود كما تتمركز هناك وحدة مكافحة العمى التي جهزتها لجنة الإغاثة والطوارئ بالاتحاد ولها أنشطة كثيرة ويشرف عليها الدكتور خالد حنفي استشاري إمراض العيون .

 وناشد الدكتور أبو الفتوح جميع هيئات ومؤسسات الإغاثة في العالم تدعيم لجنة الإغاثة والطوارئ وتفعيل دورها في الصومال الشقيق ، باعتباره عمل إنساني بحت ،مشيرا إلي أن الشعب الصومالي عانى وما زال يعاني من الثلاثي الرهيب " الفقر و الجهل و المرض "، بالإضافة إلى معاناته من آثار حرب الأوجادين مع إثيوبيا أواخر السبعينيات التي استمرت عدة سنوات ، ومعاناته من ضياع الدولة منذ عام 1991 و الحروب الأهلية و القبلية المستمرة منذ ذلك التاريخ ، وما تلتها من موجات تصحر لعدة سنوات،ثم أعقبها عدة فيضانات مدمرة ، وهو ما نتج عنه من تشريد ثلاثة ملايين صومالي تقريبا عن قراهم و مدنهم ، ونصف مليون معاق ، كما خلف أكثر من ستمائة ألف يتيم.

 ومن جانبه قال الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ ومسئول الوفد الطبي العائد من الصومال أن الوفد الطبي سيستمر في عمله حتى 15 من مارس المقبل ، وانه خلال الزيارة قدم باسم اتحاد الأطباء العرب لحوم أضاحي بمناسبة العيد الأضحى المبارك بالإضافة إلى هديه للشعب الصومالي باسم الشعب المصري احتوت على العديد من السلع الغذائية بالإضافة إلى كسوة العيد للاطفا ل ، هذا طبعا بجانب الخدمة الطبية التطوعية.

 وأضاف أن النزاعات الداخلية لا تحول دون توصيل التبرعات إلى مستحقيها أو دون تقديم خدمة طبية متميزة رغم الظروف الصعبة هناك ، ويساعد في ذلك رغبه الصوماليين أنفسهم في الانضمام للجامعة العربية والحظيرة العربية .

 ومن جانبه أكد الدكتور خالد حنفي مسئول وحدة مكافحة العمي بالاتحاد انه شخصيا يشعر بالخجل لما وصلت إليه الأوضاع الصحية في الصومال فضلا على الشعور بالفخر والإنجاز لما يقدمونه كأطباء عرب و مصريين من خدمة طبية في الصومال رغم عدم وجود إمكانيات وانتشار الإهمال الطبي بصورة فجة .

 وأوضح إن الاتحاد أجرى في الصومال أكثر من 1000 عمليه إزالة مياه بيضاء من العين في منطقة هوجيسيا و450 عملية في منطقة جالكايو ، لكن مازال ينقصنا الدعم المادي علما بان العملية لا تتكلف أكثر من 25 دولار وهو مبلغ زهيد جدا .

 وابدي الدكتور حنفي حزنه على عيون الكثير من الصوماليين الذين أصيبوا بالعمى رغم أن تكلفه شفائهم من العمي سهلة وبسيطة ، وعاب على العرب ان تولد بينهم طفله بعيب خلقي في العين يسبب لها العمي ، وتظل حتى تبلغ الرابعة من عمرها ولا تستطيع أن ترى النور لعدم وجود دعم مادي يعيد إليها نعمة الإبصار .

 وشدد علي أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في تسليط الأضواء على تلك المآسي الإنسانية ، وان العمل الإغاثي سيظل يسير دائما على قدم واحدة إذا لم يتم تدعيم الإعلام له وتسليط الضوء على المناطق المنكوبة التي تضم ملايين الناس الذين يعانون الفقر والجوع والمرض ويعيشون علي أمل أن تصلهم إمدادات الغذاء والدواء من أشقائهم العرب والمسلمين وأخوتهم في الإنسانية . 

 

مشاهدة المزيد