الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن مسلحون حوثيون وزنبيات مدججات بالأسلحة نفذوا مهمة إختطاف موظف يمني في السفارة الأمريكية بصنعاء
انطلق منذ أيام البث التجريبي لقناة الرسالة الفضائية من مدينة الانتاج الاعلامي بالقاهرة. القناة كما هو معروف احدى قنوات باقة «روتانا» الترفيهية، وتحاول أن تنفي عن نفسها انها قناة دينية فقط.. بل يؤكد القائمون عليها انها قناة تتحدث في كل شيء بما يتناسب مع الدين الاسلامي الحنيف، رافعين شعار: رسالة.. إبداع وأصالة. «الشرق الأوسط»، التقت في القاهرة بمدير قناة الرسالة، الداعية الدكتور طارق سويدان وكان هذا الحوار.
> هل لك أن تفسر لنا المقصود بشعار القناة؟ ـ شعارنا ليس مجرد كلمات، ولكنه يعبر عن جوهر ميثاق القناة، فنحن نعمل بإبداع شديد ومميز، بدأناه بتقديم 21 برنامجا ننافس بها كبرى القنوات العالمية. في ذات الوقت الذي نتمسك فيه بأصالة ديننا الاسلامي وتقاليدنا العربية بعيدا عن التزمت أو التشدد الذي يوصف به الاسلام. حتى اننا نعرض في القناة كل المواد الاعلامية، ما عدا الغث منها.
> ماذا تقصد بالإنتاج الاعلامي الغث؟
ـ كل ما لا يفيد الانسان او يضيع وقته، او لا يفيد الرسالة التي نبغي توصيلها لكل المشاهدين. مثال على ذلك اننا كنا نختار افلاما واعمالا درامية اجتماعية ودينية لوضعها على خريطة عرض القناة، واكتشفت اننا كعرب اعتدنا إقحام الرقص والغناء في أعمالنا الدرامية بمناسبة وبدون مناسبة.. لا أفهم لماذا؟ واعتقد ان هذا هو المضمون الغث الذي يخاطب الغريزة، لا الوجدان والروح والعقل.
> هناك بعض التناقض بين ما تصفه بالغث وبين انطلاق الرسالة من باقة روتانا، مما دفع البعض الى القول ان الرسالة وجدت لتكفر عن قنوات روتانا؟ ـ أولا، يسأل في هذا الأمير. ثانيا، انه ما المانع ان تكون لدى باقة روتانا قناة اسلامية؟ فهناك قناة «اقرأ»، وهي ضمن باقة قنوات راديو وتلفزيون العرب art . ثالثا، وهذا هو الاهم انه ما المانع في ان تكون هناك قناة دينية وأخرى تقدم المنوعات؟ انها الحسنة التي تذهب بالسيئة! > كيف تم التخطيط لقناة الرسالة؟ وكيف يسير العمل بها؟
ـ عندما بدأنا التخطيط للرسالة، كان من الواضح ان هناك ثلاثة امور رئيسية هي: الشاشة وما يظهر عليها من برامج، والتسويق والاعلان والدعاية وما يتعلق بها من امور، واخيرا الشؤون الادارية والمالية. وكان الاتفاق منذ البداية على العمل بأعلى المستويات، والحمد لله نعمل على 21 برنامجا، وهو رقم كبير بالنسبة لأي قناة. ومن أهم الأشياء التي ركزت عليها منذ البداية هو تحديد هوية القناة وتثبيتها في ذهن المشاهد من خلال الشعار الذي يحمل رمزي الابداع والاصالة. وقد حظينا بدعم كبير من الاخوة في قناة روتانا بما لهم من خبرة بالأمور الفنية والاعلامية.
> ما شكل التعاون بين روتانا والرسالة؟
ـ روتانا هي الشركة المالكة لقناة الرسالة، وهي تحت رعاية الامير الوليد بن طلال. وعلاقة روتانا بالرسالة علاقة ادارية فقط. واتحمل انا مسؤولية وضع أهداف القناة وسياساتها وخططها وبرامجها بمعاونة الفريق الجماعي الذي يعاونني في إدارة القناة.
> ألم تخش من المقارنة بين روتانا والرسالة؟
ـ أنا لا أعتقد ان المشاهد يخفي عليه ان لكل قناة رسالة، حتى وان كان لكل منهما توجههه. والرسالة ذات اسم وصورة ذهنية مستقلة عن روتانا. ولا أخشى الخلط بينهما. ولهذا السبب، رفض الامير الوليد الاسم الذي كان مقترحا للقناة في البداية، وكان روتانا دين..
> هناك الآن العديد من القنوات الدينية المنتشرة في الوطن العربي، ألم تخش المنافسة؟
ـ وجود عدد كبير من القنوات الدينية ووجود تنافس بينها يخلق حالة من الابداع بين هذه القنوات، وهذا مفيد لأي قناة، وللمشاهدين على وجه العموم. كما انني تعلمت في حياتي الا اخشى المنافسة، ولكنني استمتع بها. كما انني لم ادخل مشروع الرسالة بنية المنافسة مع القنوات الدينية الاخرى، ولكنني اعتبر ان الرسالة داعم لهذه القنوات. فأنا دخلت هذه التجربة بنية الدعوة بالكلمة الطيبة والادارة الحسنة الرشيدة، وبخاصة انه سبق لي قيادة العديد من المشاريع. ولهذا سخرت خبرتي في مجال الدعوة والادارة لقناة الرسالة التي أتمنى أن تحقق رسالتها.
> أيهما يسيطر على اسلوب الدكتور طارق سويدان في إدارة الرسالة: الداعية، ام القائد؟
ـ أنا مؤمن بفكرة القائد الفاعل الذي يستطيع ان يقود ويحرك الاخرين، وهو ما فعلته مع فريق العمل الذي يعمل معي. ودوري ان اتفق معهم على الفكرة والرؤية، ثم ادعمهم كي يؤدوا عملهم. وعندما نختلف على رؤية اعلامية. تكون لهم الاولوية لأنهم يمتلكون الخبرة الاعلامية التي ليس لي فيها.
> ما رأيك في ما يوجه الآن من اتهامات للدعاة الجدد من انهم صاروا مثل مطربي الفيديو كليب في أساليب الدعاية وجذب الناس؟
ـ عندما كان علماء الدين شديدي التجهم ولا يبتسمون، كنا نعيب عليهم ذلك. وعندما صار عندنا دعاة يتحدثون لغة الناس ويخاطبونهم بنفس الاسلوب، اتهمناهم بأنهم يتشبهون بنجوم الفيديو كليب. وانا اتساءل معكم لماذا يجب علينا دائما ان نقدم الدين بلغة العصور الاولى؟ او لماذا نصر دائما على ان يكون ديكور البرامج الديني مؤسسا على فكرة المشربية وخلفية تعبر عن السماء؟ ألا يجلس العلماء في اماكن وبيوت تتناسب والعصر الذي نعيش فيه؟..
والحقيقة التي أؤكدها ان نية أي داعية شأن يخصه بمفرده، وبينه وبين ربه.. فإذا كان يبحث عن الشهرة او المال، فله ما سعى اليه. واذا كان يبحث عن وجه الله، فله ايضا ما سعى اليه. بالاضافة الى اننا نتحدث ومنذ فترة طويلة عن تجديد الخطاب الديني. وعندما يصل هذا الخطاب الى مرحلة ينافس بها اغاني الفيديو كليب، فهذه علامة نجاح كبيرة .
> ستقدم على قناة الرسالة برنامجين، ألم تفكر في تغيير مظهرك الذي اعتدت على الظهور به للناس؟
ـ لا انا لم افكر بذلك، فأنا ألبس هذه الملابس لأنني أعتز بها لأنها الزي الوطني لنا. وأنا ضد اي انسان يكون له زي يختلف عن زي اهله. والحقيقة انني ارفض ان يكون للدين شكل. فالاسلام لم يغير ملابس الناس.
> هل سيقدم الداعية الشاب عمرو خالد برامج على قناة الرسالة؟
ـ لا، والسبب انه مرتبط مع قناة اقرأ. قد تكون له برامج معنا في المستقبل. أما الآن فلا.
> يقال ان الرسالة اعتمدت في تقديم برامجها على النجوم المعتزلين لجذب المشاهدين. ما صحة ذلك؟
ـ 40% من مقدمي البرامج على قناة الرسالة من الفنانين المعتزلين. وانا لا أرى عيبا في ذلك. فما المانع ان نستفيد من شهرتهم في إيصال الرسالة للمشاهدين. بالاضافة اليهم، لدينا 60% من مقدمي البرامج نجوم من صناعة الرسالة سيقدمون كل ما يفيد الاسرة والمجتمع في شتى نواحي الحياة.
> هل خططتم للاستفادة من أشكال البرامج الجديدة. مثل ما يعرف بتلفزيون الواقع؟
ـ هذا النموذج، على وجه التحديد، كان محل جدل عند الإعداد للقناة. فالجميع أخذ يهاجم برامج تلفزيون الواقع ويصفها بالابتذال. وأنا قلت لهم انه بدلا من مهاجمة تلك البرامج، عليهم ايجاد بديل لها. ولهذا خطرت لنا تقديم استار اكاديمي على طريقتنا الخاصة من خلال تدريب مجموعة من الشباب على التخطيط والابداع والقيادة، ويشاهدهم الناس في أثناء إعدادهم تلك المهارات. فنحن 1500 مليون مسلم، و300 مليون عربي، ودورنا ان نساهم في إعداد القادة.
> برامج الفتوى على القنوات الفضائية صارت تثير الكثير من الجدل بسبب التضارب فيما بينها؟ فما يحلله شيخ، يحرمه آخر. ماذا أعددتم في هذا الشأن؟
ـ الناس بحاجة للفتوى في أمور دينهم ودنياهم. أما اختلاف العلماء فيما يصدرونه من فتاوى، فهو أمر طبيعي وجائز، ففي اختلافهم رحمة. الصحابة أنفسهم اختلفوا فيما بينهم عند تفسير بعض أمور القرآن والسنة. أما فيما يخص مساحة الفتوى على القناة، فقد أعددنا برنامج «يسألونك»، ويقدمه فضيلة مفتي الديار المصرية، الدكتور علي جمعة. كما اننا بصدد إعداد برنامج آخر.
> تقولون ان القناة ستتطرق الى الجديد في المضمون والشكل. فهل ستتعاملون مع القضايا الشائكة والامور المستحدثة في المجتمعات العربية؟
ـ لدينا على القناة برنامج اسمه «الفكر الحر»، وهو يناقش كافة القضايا التي تهم المسلمين في كل أنحاء العالم. ونقدم فيه اسلوبا مختلفا عما هو متبع في البرامج الحوارية التي اعتاد عليها المشاهد على القنوات الاخرى، حيث يتحول الجميع الي متصايحين، ويتحول البرنامج الى صراع ديكة. فنحن نمنح الضيف ثلاث دقائق يكون عليه شرح وجهة نظره خلالها. ويعرف الوقت من خلال ساعة تعد تنازليا حتى انتهاء الوقت. بعده يقطع الصوت عن الضيف ليمنح غيره فرصة التعبير عن رأيه.
ولا أعتقد أن لدينا محاذير في تقديم قضايا يتناولها المسلمون بالنقاش الآن، مثل قضية تحليل الحامض النووي لمعرفة نسب الجنين للأب، بعيدا عن قضايا الاثارة والفضائح.
> كيف ترى صورة الإعلامي الملتزم؟
ـ في اللحظة التي نحدد بها صورة الاعلامي الملتزم، نكون فشلنا فشلا ذريعا. لأننا يجب أن نقدم أكثر من صورة لأن الناس في الحياة أذواق. وعلى سبيل المثال، لم يكن هناك نموذج موحد للصحابة، كان هناك المتساهل والمتشدد والوسط. وليس من أهداف القناة تشكيل صورة ذهنية عن الداعية. فجمال الحياة في اختلاف وتنوع البشر.