آخر الاخبار

تفاصيل لقاء العليمي مع غوتيريش والإلتزام الذي أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة تجاه اليمن بعد إيقادهم لشعلة سبتمبر... كيف تعاملت مليشيات الحوثي مع المحتفلين بثورة سبتمبر في الضالع ؟ اللواء سلطان العرادة يدعو إلى ضرورة تصحيح المسار السياسي والتزام الجميع بميثاق شرف وطني يؤسس لمستقبل آمن وعادل للجميع مأرب: مسيرة حاشدة لعدد من قيادات المقاومة الشعبية بمحافظتي إب ومأرب لزيارة ضريح قائد ثورة سبتمبر. التحالف الوطني يجدد العهد بمواصلة النضال للدفاع عن الجمهورية السفارة اليمنية بسلطنة عُمان تحتفل بثورتي 26 سبتمبر و 14اكتوبر المجيدتين  توكل كرمان: نفتقر اليوم لقيادة وطنية شجاعة وشعبنا قادر على قلب المعادلة وسيفعلها في الوقت المناسب في أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم .. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق على قوات الدعم السريع إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن الإعلام تنعي الصحفي الكبير حسن عبدالوارث وتصف رحيله بالفاجعة

قبل سقوط الجمهورية الإصلاحية
بقلم/ فكري القباطي
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين
الأحد 27 يوليو-تموز 2014 04:32 م

لنفترض جدلاً !!

لنفترض أن الاشتباكاتِ التي دارت بالأمس في مدينة تعز كانت بين طرفين أولهما الحوثةُ وثانيهما إصلاحيون متنكرونَ بأزياء سلفية !

لنفترض أن مقر قيادة محور تعز وإدارة شرطة تعز التي هاجمها الحوثة بالأمس هي مباني تابعة للتجمع اليمني للإصلاح ولا علاقة للدولةِ بها !

لنفترض أن مبنى الأمن القومي الذي حاول الحوثة اقتحامهُ قبل عامين هوَ ثكنة عسكرية تابعة للإصلاحيين وأن الدولةَ بريئةٌ من كل قطرةِ دمٍ حوثية سفكها جنود الأمن القومي دفاعاً عن هذا المقر الإصلاحي .

لنفترض أن الدمارَ الذي يعمُّ البلادَ اليوم هو نتيجةُ صراعٍ دامي بين طرفين لا ثالث لهما هم الحوثة والإصلاحيون ومهما كان الإصلاحيون أبرياء في محكمةِ العدلِ الإلهيةِ إلا أنهم متهمون بشكلٍ أو بآخرٍ في

استفزازِ الحوثةِ وإجبارهم على خلعِ عباءاتِ السلامِ المحتشمةِ وارتداءِ تنانيرِ الحرب الخادشةِ للحياء !

لنفترض جدلاً أن كل المصائب التي تحدث اليوم في البلاد سببها الإصلاحيون الذين يكافحهم الحوثةُ ويجاهدون بشراسةٍ في سبيلِ تطهيرِ البلاد وتنظيفها منهم .

لنفترض أن الحوثة يدافعون عن وجودهم أمامَ الكيانِ الإصلاحي الغاصبِ وأن حروبهم الدامية هيَ نتيجةٌ طبيعيةٌ لوجودِ طرفٍ ديني آخر ( متطرف ) أجبرهم على الغوصِ في بحارِ الدماءِ من دونِ اللجوءِ

إلى برٍّ آمنٍ يجعلهم يقبلون بأنصافِ الحلول !

لنفترض أن ثورة 26 سبتمبر التي يعتبرها الحوثة انقلاباً هيَ ثورةٌ إصلاحية بحتة وأن الشهيد الزبيري وعلي عبد المغني والثلايا كانوا إصلاحيين ومن حق الحوثةِ الانقلابِ على أهمِّ ثورةٍ يمنيةٍ ما دام الإصلاحيون هم من يقفون وراءها !

لنفترض أن الجمهورية التي يسعى الحوثة لإسقاطها تحت أقدامِ الإماميةِ هيَ جمهوريةٌ إصلاحية ومن حق الحوثة الدفاعِ عن وجودهم وتأسيسِ دولتهم بالقوةِ ما دام الإصلاحيون وحدهم من يدافعون عن هذه الجمهورية المتهالكة!

لنفترض أن عمران لم تسقط من الدولةِ وإنما سقطت من الإصلاح !

لنفترض أن كل شيءٍ يريدُ العلمانيونَ أن يفرضونه على مسامعنا وأبصارنا هوَ الصواب وما دونهُ كذبٌ وافتراءٌ تكفيري إصلاحي!

كل تلك الفرضياتِ ستنتهي رغم أنوفنا جميعاً بعد سقوط الجمهورية وسيكون للتاريخِ رأيٌ آخر ومختلفٌ تماماً عن كل ما وردَ في صحافةِ الثوري والناصري واليمن اليوم ... الخ

كل تلك الفرضياتِ ستدوسها أقدامُ التاريخِ بعد سقوط الجمهورية تحت أقدامِ الملكيةِ وسيذكرُ التاريخُ شيئاً واحداً ..

الإصلاحيون هم وحدهم من دافعَ عن الجمهوريةِ حتى آخر رجلٍ فيهم .

أما البقيةٌ فقد التزموا الحيادَ خوفاً على وطنٍ لم يعد لهُ وجودٍ وساعتها لن يلعن الجيلُ الثائرُ التاريخ لأنه انحازَ للإصلاحيين .

بل سيلعنكم أنتم .

وستكون لعناتهم ميثاقاً وطنياً يخطهُ جيلٌ حر يؤمنُ بالديمقراطية ويُجرِّمُ العلمانية حتى لا يُصبحُ الحقُّ البشري الأزلي المتمثل في النضال والدفاع عن الأرضِ والعرضِ فتنةً طائفية وتطرفاً دينياً .

سيذكرُ الجيل الثائر الشهيد البطل القشيبي كما نذكرُ اليوم الشهيد محمد الزبيري .

سيخلد التاريخُ منصور الحنقِ كبطلٍ من أبطال النظامِ الجمهوري كما خلَّدَ تاريخنا العصري الشهيد الثلايا على رأسِ أبطال الثورة .

وسيتقيأ التاريخ على العلمانيين والليبراليين والمؤتمريين كما تقيأ على الشعبِ الذي طالبَ بإعدامِ الثلايا لأنَّ الإعلام الإمامي أوهمهم أنه داعيَ فتنةٍ وناكر جميل .

ليكنِ الإصلاح هو المهزوم في عمران ولتكنِ انتصارات الحوثة المزعومة هيَ انتقامٌ عادلٌ يستحقهُ الإصلاحيون.

سيكونُ انتصار المبادئِ هوَ الحقيقةُ الوحيدةُ المتبقية من كل هذه المعمعاتِ والمكايداتِ والدسائسِ والمؤامرات .

والمبادئُ لا تحترمُ إلا من يضحون لأجلها دفاعاً .

وستكون صحفكم شاهدةٌ للتاريخِ على أن من ضحى لأجل هذه المبادئِ همُ الإصلاحيون .

لا غير .