اذهبوا أنتم وصالحكم .. إنا هاهنا قاعدون
بقلم/ توكل كرمان
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 16 يوماً
الإثنين 18 أغسطس-آب 2008 09:03 ص

الرئيس عفى عن الضحايا ذلك مرحب به ، حسن فعل الرئيس .. وحسن فعل المشترك ..

وبالتأكيد أن أحزاب اللقاء المشترك فعلت شيئا تشكر عليه لمساندة الحراك السلمي جنوبي وشمالي وتعزي أيضاً، لكن الإفراج عن المعتقلين السياسيين لايكفي ، على الحكومة أن تتوقف عن سياسة الاعتقالات السياسية نهائياً ، يجب أن يكون التوافق قد ذهب إلى هذا الحد.

حيث هناك اعتقالات سياسية .. لا إمكانية للحديث عن نضال سلمي وعن وسائل سلمية مكفولة في هذا البلد فضلا عن تداول للسلطة يأتي على ظهر اللجان الانتخابية وصناديقها .

فليذهب المشترك إلى صناديق الاقتراع ، لكن عليه أن يعلم أنه قد نفذ بشكل مبكر ونهائي عملية "انتحار سياسي" إن لم يكن توافقه على الانتخابات مرهوناً أولاً وثانياً وحتى عاشراً على احترام حق الجماهير في ممارسة كافة أشكال الاحتجاجات والتعبيرات السلمية بغير استئذان أو تقسيط أو تحفظ. 

ممارسة الاعتصامات والتظاهرات متى أرادت ،وحيث أرادت في الوطن الكبير ، بغير قمع وإرهاب أجهزة الأمن وبيانات الحرب ليلة كل اعتصام معلن .

ممارسة الكتابة والخطابة وإقامة المهرجانات بصوت مسموع ، بغير اختطافات وهراوات أشاوسة الأمن القومي، وبغير السجون والأقبية وتهم الخيانة وإرهاب نيابة ومحاكم أمن الدولة.

·  دور رسالي

غدا سيعود باعوم .. ومنصر .. والقرني .. والخيواني إلى دورهم الرسالي المعهود الذي لا يجيدون غيره .. كمناضلين كبار بدا أنهم يرفعون شعار النضال السلمي أو الموت في أقبية أمن الدولة وساحات النضال.

غداً سيعودون .. وسيعود معهم أناسٌ كثر تابعين ومتبوعين .. مقتدين ومهتدين .. في نضال سلمي يومي لجماهير لم تعد تهضم مقولة أن الانتخابات تجب ماقبلها ، متمسكة بوسائل الاحتجاج والبوح الرافض لحاكم أدمن ممارسة الظلم والقتل والنهب اليومي المستدام لخيرات الوطن ومستقبله وحاضره.

ستعود الجماهير إلى الاصطفاف خلف وقبل وأمام باعوم ومنصر والقرني والخيواني وكل من جنح إلى ساحات الاعتصام وميادين النضال .. طالما وأنها لم تهضم بعد أن الانتخابات غاية بذاتها ، هكذا كيفما اتفق ، أفضت إلى الأفضل أم لم تفضي، توافرت لها الشروط الموضوعية لتكون آلية لتداول السلطة فعلاً حيث هناك إمكانية لأن نرى رئيساً غير الرئيس وحاكماً غير الحاكم .. أو أفرغت من مضامينها لتغدو ديكورية تقدم للحاكم شهادة بالمقرطة والرشاد.. مقابل نفر من المعارضين في البرلمان ومخصصاً سنوياً لأحزابهم يقبضون الراتب المغري وملحقاته وشيئا من الديولة ومآرب أخرى تجلبها الحصانة البرلمانية !!

·  كذبة أبريل

الرضى النسبي عن توافق المشترك هذه المرة مرهون بحدوث توافق موازي على ماسبق ، وماتبقى لأحزابه وتحالفهم من بقية تماسك وحضور يكاد تذروه الرياح معلق بأننا لن نرى غداً باعوم في السجن مرة أخرى بتهمة قصف الوحدة الوطنية بطوابير المعتصمين الحفاة المدججين بمنصات إطلاق الخطابات !! 

لا خطوة باتجاه الصندوق إن أخطأ الرصاص طريقه عن صدور المفخخين بالأحزمة والمتفجرات، ليستقر في صدور الحفاة وأنصاف العراة المتمنطقين باللافتات والشعارات الاحتجاجية .

يجب أن يكون واضحا بمافيه الكفاية بأن الطريق الى الصندوق لا يزل بعيداً .. وأننا لم نبدأ بالخطوة الأولى بعد .إن عادت السلطة إلى عادتها القديمة في قتل الجماهير وارهاب المناضلين السلميين في ميادين وساحات الاعتصام والتظاهر .

الخطوة الأولى تبدأ بكفالة حق الجماهير في ممارسة وسائل النضال السلمي .. تليها خطوات لها علاقة بمأسسة الدولة وانجاز سيادة القانون ، حينها فقط سيكون هناك فرصة للحديث عن الدولة اليمنية الحديثة ذات المؤسسات الديمقراطية ، وساعة ذاك سيكون الصندوق آليةية مجربة وضرورية لتداول رئاستها.

وان لم فالأقرب أننا أمام " تداول سلمي للسلتة " وهي عبارة وان كانت مستهلكة ولا نعلم بالضبط من كان صاحب السبق في إطلاقها ، لكن من حقها أن تستهلك مرارا طالما وأحزابنا العتيقة تعيد سياستها القديمة في كل مرة يحين موعد جولة انتخابية خادعة .

وان لم فمن حقنا أن نسال أحزابنا وتحالفاتهم وهم يدعوننا لأن نحشد الناس بعد أشهر إلى موعد "كذبة إبريل" ، لمَ هم مضطرون إلى هذه الدرجة لأداء دور المعارض الهزيل ، بينما بأسلوب مغاير بدا أن شخصاً واحداً مثل منصر والقرني أشد أثراً وأعظم قيمة لدى الحاكم والمحكوم ؟!

هل تعلم المعارضة وقيادتها أن ذهابها إلى الصندوق إقرار صريح بأن العملية الانتخابية قد توافر لها ما يكفي من النزاهة والحياد ،وأن الفرصة مواتية لحكومة المشترك حيث الأمر مرهون فقط بإرادة الناخبين، وأن علينا أن نتنبأ بالنتيجة طالما وفساد الحاكم ظاهر للعيان .. ومعاناة الجماهير لاتكاد تطاق ؟!!

سؤال كبير يطرحه الجميع .. وأخشى على المشترك من عواقبه الوخيمة، ماقيمة انتخابات نعلم سلفاً أنها لن تفضي الى تداول السلطة ؟ لماذا نشارك في انتخابات إن كان لدينا من اليقين والثقة أنها لن تسفر عن جديد ذا بال ؟!

أيها السادة من منكم ؟ من منا ؟ ومن منهم ؟ لديه أدنى احتمال بأن المؤتمر الشعبي لن يحصد الكاسحة كالعادة ؟ ومن لديه شك في أن تعلن اللجنة العليا نتائج مغايرة عما ألفناه ؟!!

نحن مجمعون وكلنا ثقة بأن لاعلاقة للأمر بإرادة الناخبين، وأن العملية الانتخابية برمتها تفتقر للنزاهة والحياد ، وأن لاسبيل لضمان عدم استخدام الحاكم للمال العام والوظيفة الحكومية لصالح مرشحيه، وأن ليس بالامكان وقوف الجيش والأمن واجهزة الدولة على مسافات متساوية من المترشحين .

هل توافقتم مع الرئيس أم مع المؤتمر ..؟ الأسوأ أن يكون التوافق مع الرئيس، لكنكم أعلنتم توافقا مع المؤتمر ، والحكمة من ذلك نعلمها جيدا ، الرئيس عازم مسبقا على أن لا ينفذ حرفا واحدا مما اتفقتم عليه .

ربما وكالعادة قال لكم أن الوظيفة العامة ستكون محايدة في الصراع الانتخابي القادم .. فهل ستكون كذلك ؟! ربما قال لكم أن البنك المركزي والأمن المركزي وقواتنا الأبية سيقفون على الحياد .. فهل غادركم اليقين من أنهم سيكونون في الطرف الآخر ملكيين اكثر من الملك .. مؤتمريين أكثر من المؤتمر !!

· إنا هاهنا قاعدون

أيها الأعزاء .. ستذهبون إلى صناديق الاقتراع لتداول السلطة سلميا ، حسنا إذاً .. لكن ولتطمئن قلوبنا من حقنا أن نسألكم ، هل هناك طرف ثالث يرعى الاتفاق؟ أم انكم مطمئنون إلى مؤسسات الدولة الديمقراطية العريقة التي ستحملكم إلى المجلسين النيابي والوزراء ما ان تقول الصناديق كلمتها الفصل في الحائز بثقة الناخبين ؟ هل هناك قضاء نزيه ومستقل سيقول كلمته الفصل إن تعرّض القانون لاختراق وراح بعض النافذين يسيئون استخدام السلطة لتزوير النتائج هنا أو هناك ؟ وهل الجيش جاهز لنقل السلطة إليكم طبقا لإرادة الناخبين باعتباره حارس الشرعية الدستورية .. ام انه جاهز لحملكم الى الأقبية والسجون؟

السؤال الصعب يطرح نفسه مجدداً وبإلحاح .. هل علينا برغم ذلك الذهاب إلى الانتخابات ؟

سنذهب بتساؤلاتنا أبعد من ذلك .. هل هناك جدوى من مجلس النواب ؟ وهل لدى المجلس صلاحيات ذات بال ؟ الم تقولوا في برنامجكم للإصلاح الشامل أن نظامنا "رئاسي " منح رأس الحكم من الصلاحيات المطلقة مايجعله أكبر من ملك؟

لو كنت مستشارة للرئيس الصالح لنصحته بأن يأمر ناطق لجنته العليا القادم بأن يعلن النتيجة هذه المرة لصالح المشترك بأغلبية ساحقة وبعدها يكلفهم بتشكيل الحكومة.

ولأنه وحده صاحب الأمر والنهي، يقبض دستورياً على كل الصلاحيات ، ويمسك عمليا بأضعافها من المهام والمسؤليات تماماً كما قال مشروعكم للاصلاح السياسي وزيادة، فلن تكونوا أكثر من "مجور" نفعا ، ولن تكونوا اشد من "الارياني وباجمال" فائدة وحضورا ، عندها فقط من حق الجماهير أن يهتفوا "مالنا إلا على " ومعها هذه المرة شاهد ودليل !!

أشفق عليكم إخوتي في قيادة المشترك .. أشفق على أعضاء هيئات أحزابكم العليا الأمناء العموم والنواب .. يامن تزجون بقومكم في المعركة الخاسرة، أشفق عليكم من عقدة الذنب ويقيناً أنها ستكون شديدة الوطئة حين تسمعون جماهيركم تهتف بذات الهتاف .. اذهبوا أنتم وصالحكم فانتخبوا إنا هاهنا قاعدون .

Tawkkol@gmail.com