ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس – خاص
إن الـعظماء مــن ذوي المبادئ في تاريخ أمتـنا عـبـر حـقب الـتاريخ المتـعاقـبـة كـثر .
فمنذ بزوغ فجر الإسلام بنوره الساطع ، على جزيرة العرب ، سجل التاريخ الإسلامي ـ في صفحاته الأولى ـ محمداً بن عبدا لله القرشي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كأول عظيم في الإسلام .
فمحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ صاحب مبدأ ، ورسالة بها استنارت الأرض ، وانكشف الظلام ، والتَّضح الطريق . ثم إن هذا العظيم ربَّى رجالاً عظماء كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وغيرهم من الصحابة العظام
ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ اقتدوا به ، وساروا علي نهجه وأثره .
ولم ينته عهد العظماء عند هذه الثلة ، بل تعاقب العظماء عبر حقب التاريخ ، ففي كل عصر نجد من أمته عظماء .
وإن شيخنا المناضل عبدالله بن حسين الأحمر ـ رحمه الله ـ الذي وافته المنية في يوم الجمعة بتاريخ 18/12/1428هـ لهو واحد من أولئك العظماء الأفذاذ .
فهو صاحب مبدأ وفكرة ، ورسالة سامية ، فعلى درب أسلافه سار ، وبنور الرسالة المحمدية استنار ؛ وأنار دروباً من البذل ، والتضحية ، والكفاح ، والنضال .
ألا يستحق إن يكون عظيماً ، مَنْ وهب حياته ، وشبابه من أجل دينه ، ووطنه ، وأمته ؟!.
ألا يستحق أن يكون عظيماً ، مَنْ قارع الظلم ، والاستبداد ، والطغيان في سبيل أن يحيا الشعب حراً ، أبياً ،آمناً مستقراً ؟!.
ألا يستحق أن يكون عظيماً ، مَنْ عُرِفَ بالحكمة ، والرزانة ، والرجاحة ، والشهامة ، والبسالة ؟! .
ألا يستحق أن يكون عظيماً ، مَنْ كان له حظاً وافراً في قيام الثورة ، والوحدة ، والدفاع عنها ؟! .
ألا يستحق أن يكون عظيماً ، مَنْ عُرِفَ بالسماحة ، والرحمة ، ونصرة الضعفاء ، والمضطهدين ، ومَنْ كان معيناً للفقراء والأيتام ؟!.
ألا يستحق أن يكون عظيماً ، مَنْ كان رائدَ مسيرة الإصلاح ؛ تلك الحركة الإسلامية العملاقة ، التي غيرت مجرى التاريخ في اليمن ، والتي يجتمع تحت لواءها خِيرةَ رجال اليمن من علماء ، ومفكرين ،وساسة ، وحكماء ؛ بفكر واحد ، وغاية واحدة , وهدف واحد ؟!.
حركة كان لها الفضل بعد الله عز وجل في حفظ مئات آلاف الشباب والشابات من الضياع والزيغ والانحراف .
إن حركة الإصلاح ، ومناقبها ، وتاريخها ، ونضالها ؛ لهي خير شاهد على عظمة الرجل ولو اقتصر جهده عليها لكفته أن يكون عظيماً من عظماء امتنا .
ألا يستحق أن يكون عظيماً مَنْ لم يقتصر همه على قضايا وطنه فحسب ؛ بل كان همه قضايا المسلمين عامة .
باعتبار إن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، وأن (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) .
إن في مقدمات اهتمامات شيخنا الفقيد القضية الفلسطينية (القدس) التي ظلت تراوده حتى كادت أن تأسر لُّبه .
ففي أثناء مرضه ، وقبيل الوفاة اتصل به الأستاذ المجاهد خالد مشعل ليتطمن على صحته فقال رحمه الله :ـ ( لا تُهِمَّنَي صحتي أكثر مما تُهِمَّنَي قضية فلسطين ) .
لله درك يا شيخ المبادئ النبيلة، الأصيلة في عصر تخلى فيه كثير من الناس عن هذه المبادئ
واستبدلوا الأدنى بالذي هو خير ، ورضوا بان يكونوا مع الخوآلِف .
لله درك ودر المدرسة التي استقيت وتشربت منها هذه المبادئ العظيمة التي استحققت أن تكون بها من العظماء في زمن الانكسار والخذلان .
إي وربي إنه من العظماء الندر في زمن أثقل كاهله الأقزام وباعة المبادئ والمساومين بقضايا الأمة الإسلامية .
ألا يستحق أن يكون عظيماً ......... بلى ، بلى ، بلى يستحق ذلك ، وهو جدير وأهل له .
إن الكلمات لتنفد قبل نفاد عطاءه ، وتضحياته ، ومناقبه ، ومواقفه الشجاعة .
وإنني لا أستطيع أن أعطيه حقه خلال هذه الأسطر؛ فالرجل تاريخ أمة ، وبحر جد متسع ، عميق عذب ، بعيد المنال فلم أذكر من تضحياته كما أسلفت إلا الشيء اليسير .
إن في سير العظماء دروس ، وعبر ، لأولي الألباب من ذوي القلوب النيرة .
فالواجب علينا جميعا أن نقف على سيرهم بتأمل ، وتمعن ، ونسأل أنفسنا ؛ أين نحن من هؤلاء ؟
لماذا لا نكون عظماء مثلهم ؟ أهم بشر أم غير ذلك ؟ بالتأكيد هم بشر ولكنهم أصحاب همم عالية ، ورسالة ، وفكرة يحيون بها ، ويموتون لأجلها دون تزحزح بآذلين الغالي والنفيس من أجل أدءها ، وبلاغها على الوجه المراد .
إن العظماء يموتون مثل باقي الناس ( كل نفس ذائقة الموت ) ولكن تبقى مآثرهم ومواقفهم الشريفة وتاريخهم الناصح مخلدا في ذاكرة التاريخ ، وسيظل الناس يذكرهم بالخير والثناء والرضاء .
وإن شيخنا الراحل ، وقائد مسيرتنا العطرة لهو واحد من أولئك العظماء الذي سيظل التاريخ عبر حقب الزمان يذكرهم بالخير والرضاء والثناء ، نعم سيظل تاريخه نورا يضيء لنا الدرب .
إن رحيل الشيخ عبدالله رسالة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، رسالة لأولئك الذين تُخيَّلُ لهم شياطين الإنس والجن غرورا بأنهم عظماء وأصحاب انجازات وبطولات وتضحيات .
فهم تائهون في أحلام اليقظة والخيال بعيدين عن الحقيقة والواقع .
فالحقيقة أن ألئك أصحاب انجازات وتضحيات وانتصارات ولكن ، في الظلم ، والاستبداد ، وقتل الشعوب ، وتجويعهم ، ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم إلى غير ذلك من المآسي التي يصنعون ، فخيل إليهم بأنها انجاز وتضحية وانتصار حقيقي ، فأنَّى لهم ذلك .
ألم يأْنِ لأولئك القوم بأن يجعلوا من رحيل هذا العلم الشامخ نقطة تحول في حياتهم وتاريخهم لكي يكونوا عظماء ينالون بذلك رضاء الله والناس أجمعين .
إنني أكتب هذه السطور وأنا على أمل أن تتغير الموازين إلى الأفضل عِظةً وعِبرةً برحيل فقيد اليمن والأمة الإسلامية ذو الفضل ، والتاريخ الحافل ،بالعطاء ،والتضحية ، والبذل ، والمواقف الباسلة الشجاعة نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
تغمد الله الشيخ عبدالله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا . آمين آمين امين يا رب .
فحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله وإن لله وإن إليه راجعون .