آخر الاخبار

كيف تؤثر القهوة في الدماغ؟ "مهووس مثل رونالدو".. كاراغر يعلق على إمكانية انتقال صلاح إلى الدوري السعودي الموسم المقبل القسام تكشف مفاجأة بشأن الأسرى الإسرائيليين الـ6 وتوجه رسائل بالوثائق.. تقرير يكشف تفاصيل مسارات تهريب الأسلحة الايرانية للحوثيين - تمر عبر 4 دول وهذه مناطق إنزال الشحنات في اليمن حصاد ضربات واشنطن ضد المليشيات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وصفهم بـ الصعاليك..مزيع بقناة المسيرة الحوثية يثير غضب قبائل البيضاء والنشطاء يردون :في قوانين المليشيات يُعدّ المدافعين عن كرامتهم صعاليك رئيس حزب القوات اللبنانية: على حزب الله أن يتحمل عواقب الحرب وحده و نحن جوهر وجود لبنان مصر تصعد من قضيتها حول سد النهضة الإثيوبي وتوجه خطابا لمجلس الأمن تقرير أمريكي يكشف كيف تلاعبت إيران بالحوثيين في معركة غزة وكيف حولتهم لأداة رخيصة لتعزيز النفوذ الإيراني ودعم استراتيجيتها البحرية تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع

رسالة إلى الذين أفتوا بمنع الترحّم على هنية
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: أسبوعين و يوم واحد و 4 ساعات
السبت 17 أغسطس-آب 2024 08:16 م
 

 إن احترام روح الإنسان لهو من تعظيم خالقه سبحانه، وتعد تفاصيل الجنائز من غسل وتكفين ودفن تؤكد على هذا المعنى، ولذا قام النبي صلى الله عليه وسلم عند مرور جنازة لرجل يهودي، فلما سئل عن ذلك قال: (أليست نفسًا)؟

 

لكننا قد ابتُلينا ببعض المنتسبين إلى العلم، لا يقيمون للموت وزنًا ولا يراعون له حُرمة، وفجروا في خصومة الأموات كما فعلوا مع الأحياء.

هؤلاء المنتسبون إلى العلم، صدعوا الرؤوس بشيطنة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، ورشقوها بالتهم جزافًا بغير علم ولا برهان، سوى أن الحركة تنتسب فكريا لجماعة الإخوان المسلمين.

تفاقم الأمر لدى هذه الطائفة، وبلغ عداؤهم للمقاومة أن أصدروا فتاواهم بمنع الترحّم على الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية والذي ارتقى على يد الصهاينة في طهران.

شيخ من هذه الفئة يُخطّئ من يترحم على هنية علانية في المجالس، ويُوجب عليه أن يبين مساوئه وأخطاءه ويحذر الناس منه، لكن هذا الملقب بالشيخ، يجيز التقية التي يعيبونها على الإمامية، فيقول يجوز أن نترحم عليه إذا اقتضت المصلحة مثل امتصاص غضب الناس إذا لم نترحم عليه، ولكن يشترط أن يعيد الكرة ويبين فساده وأخطاءه، وعلل ذلك بقوله إن الترحم عليه يهون عند الناس أمر إفساده، وهكذا أصبح إسماعيل هنية لدى هؤلاء القوم لا يستحق أن نترحم عليه مثله مثل المشركين الذين قال فيهم الله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

هذه الفتاوى الصادمة من المنتسبين إلى العلم، جعلتني أتساءل في غضب: على أي الأدلة الشرعية استند هذا الشيخ في تقرير عدم جواز الترحم على إسماعيل هنية؟

فمن المعلوم أن النهي عن الاستغفار للمشركين، أما المؤمنون فهم كما يقول الإمام ابن القيم: «لا خلاف في جواز الترحم على المؤمنين».

فسؤالي هنا للشيخ: هل تعتبر إسماعيل هنية من المؤمنين؟ أم من المشركين؟ أم أنك تتوقف في الحكم عليه؟

فإن حكمتَ له بالإيمان فمعنى هذا جواز الترحم عليه بالاتفاق، خلافا لما أفتيتَ به.

وإن حكمت بكفره فقد أتيت ببهتان عظيم، وكفرت مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولم ينكر معلوما من الدين بالضرورة، ولم يجحد أي ركن من أركان الإيمان، ومن ثم فقد اتبعتَ نهج الدواعش والتكفيريين.

وإن توقفتَ في الحكم عليه، فقد أتيت ببدعة أخرى وشابهت جماعات التوقف والتبين في منهجها الضال، والذي لطالما حاربتموه وحذرتم الناس منه.

فاختر لنفسك أيها الشيخ من هذه الثلاث.

ودعونا نساير الشيخ في دعواه بأن إسماعيل هنية صاحب بدع ومساوئ، ونتساءل: هل منع الإسلام الترحّم على أهل البدعة؟ الجواب أنه يجوز الترحم على صاحب البدعة ما لم تكن بدعة مخرجة من الملة، وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: كل مسلم لم يُعلم أنه منافق جاز الاستغفار له والصلاة عليه، وإن كان فيه بدعة أو فسق».

هذا من جهة الرد العلمي على ذلك المنتسب للعلم، وعلى صعيد الواقع، لنا أن نطلق حمم غضبنا في وجه هذا الرجل متسائلين: ماذا فعل إسماعيل هنية المناضل المجاهد رجل القرآن حتى تمنع الترحّم عليه؟

تمنع الترحم عليه لأنه يقاوم عدوا محتلا يعلم القاصي والداني أن مشروعه لا يقتصر على فلسطين وحدها وأن هدفه دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات؟

تمنع الترحم عليه لأنه يريد استرداد حق شعبه في أرضه ويطرد منها الصائل الجائر؟

تمنع الترحم عليه لأنه رفض الركوع لغير الله ولم يسر في ركب المطبعين بائعي القضية؟

هات لنا بينة وقرينة تدين الرجل، إن كنت بنيت فتواك على تلقيه الدعم من إيران فاسأل نفسك لم فعل؟ أليس بعد أن أغلقت في وجهه الأبواب العربية؟

وإن ادعيت أنه تسبب في قتل الأبرياء في غزة بمعركة طوفان الأقصى، فأنت مع الأسف تدين الضحية لا الجاني، ولا تعرف معنى الشرف والحرية، فالذي قتل الأبرياء هو الذي قتلهم منذ أن احتل أرضهم، وإلى الله المشتكى، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون