آخر الاخبار

الرد الإيراني خلال أيام.. البنتاغون يستدعي جمع الملحقين العسكريين العرب في واشنطن لتطمينهم ويناقش معهم رد طهران المحدود عاجل خمسة عشر محافظة يمنية مهددة بأمطار غزيرة وسيول جارفة خلال الساعات القامة والمركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين رئيس هيئة الأركان من حضرموت يطالب مختلف القوات والقطاعات العسكرية بالاستعداد مباحثات بين وزير الأوقاف والإرشاد ومفتي الديار المصرية في مجالات التعاون المشترك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بنيت على «سطح مبنى» اللواء سلطان العرادة يشيد بمواقف دولة الكويت حكومة وشعبا وتدخلاتها الإنسانية في شتى المجالات نادي الهلال يتعاقد مع بديل سعود عبدالحميد أول لاعب سعودي يحترف في إيطاليا صور.. وفاة أكثر من 50 شخصا في ملحان المحويت والسلطة المحلية تطلق نداء استغاثة عاجل حديث لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ما المشاريع التي دشنها الرئيس العليمي حتى الآن في تعز وكم عددها؟

حلم الإقامة
بقلم/ مساعد الموساي
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 25 يوماً
السبت 02 يونيو-حزيران 2007 05:31 م

مأرب برس - خاص

في مشهد حزين يثير العواطف ويهز المشاعر التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وقد حالت الجبال دون رؤيتها فقال و الدموع تتساقط على وجنتيه الشريفتين : ( والله إنك لمن أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) قالها صلى الله عليه وسلم ليبين في درس بليغ للأمة أهمية حب الوطن في هذا الدين الخالد ، وحب الوطن قبل ذلك هو فطرة إلهية غرسها الله في قلوب المخلوقات جميعا ، وقد تبارى الشعراء قديما وحديثا في التعبير عن حب الوطن ومكانته من الإنسان حتى وصلوا بهذا الحب إلى المبالغة التي لا يقرها الشرع كقول أمير الشعراء ( شوقي ) :

 وطني لو شغـلت بالخلد عنه *** لنازعتني إليه في الخلد نفسي والنتيجة الحتمية إذن لهذا الحب أن الإنسان لا يتمنى الخروج من موطنه بل لا تحلوا له الأيام والساعات إلا في ربوع بلاده .

لكنّ المشاهد الملموس المحسوس أن المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة ولكن في غير بلاده ويتمنى أن يسافر إلى كل بلدٍ يؤمن له لقمة عيشه ، ليس كرها لوطنه وبلاده بل سعيا في الحفاظ على النسل اليمني من الانقراض ، مذهبه في ذلك مذهب الأديب البغدادي الذي كاد أن يهلك جوعا في بلده فأزمع السفر إلى بلاد الشام وخرج حاملا أمتعته في موكب من محبيه يريدون وداعه حتى جاوز المدينة فالتفت لمودعيه وقال : ( والله يا بغداد لو جدت فيك كسرة الخبز لما رحلت عنك ) ثم أنشد :

بغداد دار لأهل المال طيبة *** وللمفاليس دار الضنك والضيق ظللت حيران أمشي في أزقتها *** كأنني مصحف في بيت زنديق هذه الرغبة العارمة لدي اليمني في السفر والاغتراب جسدها الفنان الشهير محمد الأضرعي في شريط ( مقابلة مع فنان ) حينما جاءه اتصال من خليجي فبادره قائلا ( لي منعك أشتي إقامة أنا واخي ) قد يكون المشهد فيه شيء من المبالغة لكنه في النهاية يصور واقعا لا يماري فيه إلا معاند .

المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة في دول الخليج وبالأخص في المملكة العربية السعودية فالحدود تشهد يوميا من يجتازها بالمئات من اليمنيين الذين يحلمون بالعمل ناهيك عن الأطفال وكبار السن الذين يمارسون ( الشحاتة ) والعمرة إلى البيت الحرام أصبحت منفذا أكثر أمانا للوصول لتحقيق الأحلام .

هذه الظواهر السابقة أصبحت عادة منتشرة يعرفها كل اليمنيون من صعدة إلى حضرموت .

الظاهرة الجديدة التي قد تثير الاستغراب نوعا ما.

 هو أن الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في جامعات المملكة أصبحوا أيضا يحلمون بالإقامة في وطن يؤمن لهم لقمة العيش ، ففي المملكة ما يزيد على خمسمائة طالب يمني أغلبهم في كليات المعلمين وقد تخرج منهم عدد لا بأس به لم يرجع منهم اليمن إلا القليل النادر والشاذ لا حكم له .

المقيم اليمني أصبح متلهف للأخبار عن اليمن والجديد عن بلاده ، تلك الأخبار التي لا تنقلها شاشات التلفزة فكلما جاءنا قادم من اليمن فإن أخبار الحرب في صعده والغلاء الفاحش في جميع المحافظات هي العناوين الرئيسية لما لديه من أخبار ، ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الغذائية تؤرق العامل الذي تنتظره الأنفس الجائعة ، وارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء قاصمة الظهر لمن يفكر في بناء بيت يحلم فيه بالزواج والعفاف .

المآسي أيها القراء كثيرة جدا فليس المقيم هنا على ما يتحمله من تعب وإهانة بأفضل حالاً ممن في اليمن ، الجديد في المسألة أن من بقي في اليمن لازال يحلم بالإقامة ليس في بلده أنتم تعرفون أين ؟ أهل اليمن منذ القدم عرف عنهم السفر والاغتراب والسياحة في البلاد منذ أن انهار سد مأرب مرورا بحامل لواء الشعر امرئ القيس القائل

دمون إنا معشر يمانيون *** وإنا لأهلنا مـــحبـــون

مرورا كذلك بالفاتحين من أهل اليمن الذين توزعوا في الأمصار العربية والإسلامية واستقروا فيها ، إلى التجار من حضرموت الذين حملوا معهم رسالة الإسلام لدول شرق آسيا اليوم .

الجديد في سفر أهل اليمن واغترابهم الآن انه اغتراب أجبرتهم عليه قسوة الأوضاع وشظف المعيشة ، الجديد هو اختلاف السبب بين الاغتراب في الماضي والاغتراب اليوم .

وقبل أن أضع قلمي وآوي إلى فراشي بقي لدي عدة تساؤلات .

يا ترى هل يدور في أذهان المسئولين في اليمن أنه إلى هنا وكفى فقد بلغ السيل الزبى ؟!

 هل دار في خلد الرئيس والوزراء أنه لا بد أن يقضوا على الفساد بعزيمة وصدق ؟!

هل سيأتي يوم تزدحم فيه المنافذ والمطارات بالمغتربين العائدين إلى بلادهم ؟!

هل سيأتي يوم أكتب فيه مقال لموقع ( مأرب برس ) عن (حلم العودة ) أقصد العودة إلى الوطن ؟!

لست أدري وأنتم كذلك أيها القراء لا تدرون !!!!