رسالة إلى الأب اللواء علي محسن الأحمر
بقلم/ أمين عبد الله الحامد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر
الإثنين 13 فبراير-شباط 2012 04:51 م

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له )

سعادة اللواء الأب علي محسن الأحمر قائد أنصار وحماة الثورة.

لقد شرفك الله في هذا العام بأن جعلك تنحاز لمطالب شعبك فكان موقفك مشرفاً بكل ماتعنيه الكلمة فقد وقفت في وجه طاغية اليمن علي صالح وحين انضممت إلى هذه الثورة تبعك الكثير من الساسة والقادة فكان لك فضل كبير في ترجيح كفة الثورة وما ذاك إلا دليل على التوفيق من الله لك, ولم يكن ذالك حظاً وإنما توفيق من الله لما لك من حسنات وتاريخ مجيد يشهد لك الكثير.

قال تعالى( وإذا قلتم فاعدلوا) فنحن نسمع عنك دائماً أنك صاحب الأخلاق العالية وصاحب الكرم الرفيع والأب لكل الناس فما يهدمه صالح تبنيه أنت وما يزرعه من فتنة في مكان إلا وتكون أنت من يقلعها ويغرس المحبة محلها وللعلم لم نسمع الشائعات السيئة عنك إلا في السنوات الأخيرة حين قرر صالح التوريث لنجله ولم يجد عقبة أكبر منك فكرس جهازي الأمن السياسي والقومي لنشر الشائعات والدعايات الكاذبة ضدك واستغلوا مكامن الضعف عندك فغذوها وروجوها وشوهوا من صورتك في الشارع اليمني, ولكن موقفك العظيم إزاء ثورة الشباب بيَّن لرجال اليمن من أنت فعرفك كل الناس على حقيقتك وهذا من حسن الخاتمة لك نحسبك ولا نزكيك على الله, ولكن الجميع يعلم أنك بشر معرَّض للخطأ وأنت تعمل في بيئة فاسدة وهي الدولة فلابد أن تقع في أخطاء وللأسف هي جسيمة وقد ساعد في تنميتها المتمصلحون من حولك! فحباً منا لك حتى تتجاوز هذه الأخطاء لا بد أن نذكرك ببعضها حتى تتدارك معالجتها قبل أن تغادر الساحة السياسية والعسكرية وهي ثلاثة أخطاء رئيسية:

1) موضوع الأراضي:

لقد أشاع الأمنين السياسي والقومي ووسائل الإعلام الرسمية أنك نهَّاب للأراضي وأنك بسطت على دونمات شاسعة من الأراضي في كل مكان, وبعد أن عرفنا بعضاً من الحقائق تبين لنا أنك ليس لك علاقة, ثم عرفنا أن من يشوه سمعتك بحق هم من وليتهم أنت مسؤولية الأراضي وقيادة الجمعيات وخصوصاً من يجلسوا من حولك وهم من أقرب المقربين منك ولولا أنه ينافي الأخلاق لذكرت بعض الأسماء حتى نضعك قريباً من الصورة فكم ظلموا من الناس وكم نهبوا من الأراضي وكم سرقوا من الأموال بل وإلى الآن يملكون المسافات الشاسعة من الأراضي وكل هذا باسم الفندم علي محسن بل في الغالب من حولت لهم أراضي إن كانوا مسؤلين أو لديهم وساطات حصلوا عليها وإن كانوا مساكين مستحقين لم يقدروا عليها وقد تعلم ذلك أنت لكنك تتغاضى!! فنقول لك اتق الله تعالى واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب,,, فنعم لك الحق في توزيع أراضي الدولة بحكم الصلاحيات الممنوحة لك ولكن ليس توزيع حقوق الناس. فنحن نقترح عليك أن تشكل لجنة مستقلة صادقة لا تحتوي على أحد ممن حولك فتنظر في المسائل فترجع الحقوق إلى أهلها وتسلم كل صاحب أرض أرضيته فلا تذهب حتى تخلي مسؤليتك الكاملة أمام الله ثم أمام الناس.

2) موضوع الولايات:

لقد شاع عنك أنك تولي من هب ودب وتولي الصالح والطالح لا تفرق بين صاحب الكفائة وبين الظالم والمجرم حتى لو كان مشهوراً بالسرقة ونهب المال العام أو الظلم للجنود لكنك تتجاهل ذلك وهذا لا يرضي الله ولا الناس فلو سألت جنودك في الفرقة كيف قائد كتيبتكم سيخرجوا لك العجائب التي تشيب لها الولدان فمن ناهب لمستحقاتهم ومن ناهب لتغذيتهم ومن ناهب لكل ما يصرف لهم إضافة للتعامل السيء معهم واحتقارهم فراجع هذه المسألة قبل أن تتخلى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استعمل رجلا من عصابة و في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله و خان رسوله و خان المؤمنين.

3) الأموال:

ولقد شاع عنك أيضاً موضوع الأموال من نقطتين مَن توليهم ومَن تصرف لهم أما الأولى فالمعلوم أن الذين يتولون موضوع الأموال مشهورون بالظلم والطغيان يظلمون الجنود ويتعاملون معهم باحتقار وازدراء وقساوة شديدة في التعامل.

ثانياً: من تصرف لهم فيقال أنك تتألف القلوب حتى الأعداء وهذا حسن منك ومحسوب لك في حسناتك لكن ليس على حساب الحقوق والواجبات التي عليك لمن تتولى عليهم وأقصد الجنود المظلومون الذين يتقاضون مبالغ ضئيلة جدا في حين القادة والذين من حولك يتقاضون الملايين والسيارات والتعيونات إضافة إلى ما ينهبون من المخازن وحقوق الأفراد فاتق الله وأحسن في القسمة وراقب الله تعالى.

فهذه ثلاثة أمور يجب عليك مراجعتها وتصفيتها قبل المغادرة واحذر من البطانة المتمصلحة من حولك الذين يتقاسمون الغنائم وأنت لا تعلم, وفي الأخير كان الأحرى أن أرسل لك الرسالة سراً لكن الوصول إليك صعب والنصيحة واجبة والوقت يتسارع ولا وقت للتأخير فاضطررت للكتابة في المواقع لتصل إليك سريعاً.