آخر الاخبار

قبائل لقموش بـ شبوة تحدد مهلة زمنية للكشف عن مصير أبنائها المخفيين منذ سنوات في عدن قيادي حوثي ينهي حياة مواطن رمياً بالرصاص والقبائل تنفذ هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات رداً على الجريمة سلطنة عمان تكشف عن إجمالي أصولها السيادية .. تعرف على ثروة السلطنة المليارية وكالة الاستخبارات الأميركية توثق شيخوخة السكان حول العالم وتحدد سكان الدول الأكثر تراجعاً واليمن تتصدر ضمن اعلى الدول نموا في السكان منظمة دولية تكشف ما أخفته المليشيا الحوثية حول الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة.. تفاصيل الكوارث المدمرة على اليمنيين خبراء بارزون يكشف حقيقة أحدث علاج لجدري القرود.. تفاصيل عن كل ما تريد معرفته عنه... منظمة الصحة العالمية تكشف التفاصيل المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر يحذر 15 محافظة يمنية من الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة.. وانهيار الحصون الطينية والانهيارات الصخرية وزاره الدفاع تحذّر من أي محاولات لإنشاء معسكرات أو جماعات مسلحة خارجة عن القانون وزارة الأوقاف اليمنية تجري مباحثات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة عدن أمن أبين توضح ملابسات مقتل قائد الحزام الأمني في المحفد وماذا حدث؟

سياحة مهملة... ومرافقين مزعجين
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 23 يوماً
الخميس 25 يناير-كانون الثاني 2007 08:32 ص

وجد ليونيل (53 سنة) وزوجته كريستيان (54 سنة) نفسيهما في مدينة شبام كوكبان (35 كيلومتراً غرب صنعاء) بدلاً من شبام حضرموت (جنوب شرق) التي كانت بطراز مبانيها الطينية العالية ابرز ما شد الزوجين إلى زيارة اليمن، اثر مشاهدتهما شريطاً ترويجياً بثّه التلفزيون الفرنسي. لكن خطأ ارتكبته وكالة السياحة الباريسية المنظمة، ربما بسبب تشابه اسمي المدينتين، أدى إلى إدراج شبام كوكبان ضمن برنامج الرحلة بدلاً من شبام حضرموت. ولأن زيارة الأخيرة تتطلب رسوماً إضافية، أجّلها الزوجان إلى رحلة أخرى.

وقالت كريستيان التي تعمل مصممة ديكور لعروض الأزياء وزوجها مصمم إعلانات العطور، أنهما وجدا اليمن «خلاباً» وشعبه «مضيافاً».

وما إن عاد ليونيل وكريستيان من جولة شملت زبيد واللحية في الحديدة وتعز وجبلة وإبّ، حتى اتجها، إلى مأرب، وهذه المرة بحماية جنود.

وكان اليمن شهد منذ 1991، نحو 200 عملية خطف للأجانب، خصوصاً في مناطقه الشمالية الشرقية، ما جعل السلطات تفرز عناصر أمنية وعسكرية لمرافقة السيّاح.

أبدى الزوجان الفرنسيان انزعاجهما من المرافقة الأمنية. وتمنّيا لو يترك للسياح حرية التنقّل وحمل الأمتعة ونصب الخيم، في براري اليمن الساحرة ومرتفعاته حيث تتمازج الغيوم والشمس.

وضعف البنية التحتية للسياحة اليمنية، مشكلة من مشكلات تهميش هذا القطاع، على المستويات الرسمي والخاص والأهلي، إضافة إلى الحال الأمنية. وهو أمر تؤكّده حال السياحة الأسرية الداخلية، خصوصاً في غياب سياسة سياحية شاملة تدعم مبادرات جذب الزوار لتخرج من نطاق الربح الفردي الضيّق. وأصبح الميسورون في اليمن يمضون إجازتهم في مدن عربية وأجنبية مثل الإسكندرية وبيروت وألمانيا وبانكوك.

ومع أن السيّاح الأجانب يقصدون اليمن لاهتمامهم بآثاره الثقافية والتاريخية، إلى جانب طبيعته، يبقى من شأن تأهيل البُنى وتوفير المناخات الحضرية وإزالة العوائق، تعزيز السياحة الإقليمية، لا سيّما من بلدان الخليج، التي كانت السعودية بدأتها، من خلال تدفق كثير من مواطنيها وعائلاتهم للاصطياف في اليمن.

إلاّ أن عوامل كثيرة تبقي السياحة الداخلية، ومنها الأسرية، في ذيل الأجندة السياحية، أضف إليها إعادة اعتبار يوم الخميس في المدرسة يوم عمل، ما خسّر السياحة الأسرية، في عدن وحدها، نحو 20 في المئة من الدخل، لتصبح مقتصرة على المناسبات، مثل عيدي الفطر والأضحى، علماً أن زوار المدينة الساحلية يقدّرون رسيماً، بنحو مليون شخص.

منصور وأروى هايل عادا من إجازة في عدن وفي قلبيهما غصّة. ويشرح منصور انه أمضى لحظات ممتعة في منطقة العروسة التي تقصدها معظم الأسر اليمنية. لكنّها لم تسلم من منغّصات غير متوقعة، كمثل تدخّل عنصر أمني تابع للمنتجع، ليمنع زوجته أروى من الرقص مع قريب لها. ولم يقبل العنصر بأن يكون منصور الزوج هو من سمح لأروى زوجته بالرقص.

ولا تزال محاذير العيب والوصاية على الآخر راسخة في المعتقدات الاجتماعية التقليدية. وبات واضحاً أن القيود غير المكتوبة (أي المقررة رسمياً) لا تعيق تنشيط السياحة فحسب، بل أيضاً تحول دون تحديث المجتمع المدني برمته. ومحاولات تغييرها لا تلقى اهتماماً في ظل الذهنية السائدة.

وعلى رغم ارتفاع عدد السيّاح الوافدين إلى اليمن إلى 355 الف سائح خلال الفترة بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) من السنة الماضية، مقابل 303 آلاف للفترة نفسها في 2005، يتوجّه الاهتمام إلى قيمة الدخل (نحو 57 مليون ريال يمني)، مقابل مبلغ 46 مليون للفترة نفسها في 2005. وهذه الزيادة تُعتبر، في نظر البعض، حافزاً على التعاطي مع مستقبل السياحة في اليمن.

أما القات، الذي يدخل في السياحة، فينحصر في «هابي لاند»، وهي الحديقة الوحيدة في صنعاء، وفقاً لما تبثّه بعض الرسوم الكاريكاتورية في الصحافة. وفي أحد الرسوم رب عائلة يمتطي لعبة طائرة وفمه منتفخ بعجينة القات. فالحديقة تخصص أياماً من الأسبوع للعائلات. والذين يستطيعون تأمين وسيلة نقل، يغادرون المدينة إلى وادي ظهر أو شلال بني مطر.

قليلة هي منتجعات السياحة الأسرية في اليمن، مثلما هي قليلة فرص التفكير الجاد في أهمية السياحة، في ما عدا إعلان محافظ عدن أن السنة الحالية ستكون سنة الحدائق في عدن، إثر قرار من السلطات يقضي بتحويل موقع معسكر طارق في المدينة إلى حديقة عامة.

الحياة - 25/01/07//