آخر الاخبار

أميركا تنفذ ضربات استباقية ضد الحوثيين أول تعليق من أبو عبيدة على اختيار السنوار قائداً للمكتب السياسي بحماس أحمد علي عبدالله صالح يكشف لأول مرة عن دورة المرتقب بشأن إنهاء الانقلاب تحت راية الجمهورية والوحدة ويؤكد :المرحلة تستدعي توحيد الصفوف عاجل الحوثيون يبدأون عملية عسكرية ضد قبائل قيفة والطيران المسير يقصف مواقع رجال القبائل إصدار قرابة مائة ألف جواز سفر يمني خلال شهر دولة جديدة تتسلّم قيادة المهمة الأوروبية لحماية الملاحة بالبحر الأحمر ‏‎عاجل الحوثيون يدفعات بدببات وعربات BM باتجاه قبائل قيفة ووساطة قبلية تقف عاجزة  أمام التنعنت الحوثي مركز الأرصاد يوجه تحذيرا للمواطنين في عشر محافظات يمنية من الأمطار الغزيرة والرياح وقفة تضامنية بمحافظة مأرب تعتبر تجويع المدنيين عمدا جريمة حرب مكتملة الأركان وتوجه رسالة عاجلة للمجتمع الدولي إيران «مضطرة» للرد على اغتيال اسماعيل هنية.. وهذه خياراتها بعد اهانتها أمام العالم

وترجّل الفارس
بقلم/ محمد احمد بالفخر
نشر منذ: 3 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 30 إبريل-نيسان 2024 06:01 م
   

ثمانون عاماً تقريباً هي كانت سنين العمر التي قضاها في هذه الدنيا، ومعظم هذه الأمة تصل أعمارهم إلى هذا العدد من السنين تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً ولكن القليل جداً من تكون سنين عمره حافلة بالعطاء والعلم والجهاد ونصرة دين الله والعبادة بكل أنواعها امتثالاً لقول الحق -سبحانه وتعالى- (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون) وكذلك ابتغاء رضاء الرحمن بما تحققه هذه الكلمة من معنى.

وكثير للأسف الشديد من البشر استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله فغرقوا في الملذّات والمنكرات والشهوات وضاعت سنين عمرهم في نصرة الباطل وحزبه سواء كان بادراك منهم أو بغير إدراك، فهنيئاً لمن أدركه الأجل والله راضٍ عنه ويا خيبة من أتاه اليقين وقال لحظتها وحيث لا ينفعه ذلك القول (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت).

 

انتقل إلى رحمة الله فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن بعد عمرٍ حافل بالتضحيات والنضال بدأً من طلب العلم إلى مقاومة الطغيان إلى نشر العلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والسعي لتمكين دين الله من الحاكمية في الأرض اليمانية التي تناوشتها الكثير من المبادئ المستوردة الهدامة، فكان حضور الشيخ عبدالمجيد ظاهراً منذ سنين التحصيل العلمي الأولى وانتهاءً بالمحضن العلمي الكبير (جامعة الإيمان) التي تخرج منها آلاف العلماء وطلبة العلم النجباء ليرفدوا الساحة العلمية اليمانية باحتياجاتها،

 

وخاض الشيخ عبدالمجيد في المعترك السياسي اليمني في الكثير من معاركه ابتداء من قربه من أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري -رحمه الله- وكان مؤمنا بفكره التحرري المناهض للقوى الظلامية التي جثمت على اليمن أرضاً وإنساناً وانتهاء بمشاركته مع القوى الحية اليمنية في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح كحزبٍ سياسي يسعى من خلال برنامجه السياسي لإخراج اليمن من الأنفاق المظلمة التي أدخل فيها جراء السياسات الخاطئة المهيمنة على الأرض والإنسان والتي أوصلت اليمن إلى ما وصل إليه، للشيخ عبدالمجيد -رحمه الله- موقفه الداعم لثورة التغيير والتي من حسناتها تنفس الشعب حرية وأنهت الحكم الأسري والجيش الأسري صحيح لم تحقق الثورة أهدافها لأنها في الحقيقة كانت نصف ثورة ولهذا هبت عليها رياح الثورة المضادة فشردت بها من خلفها ولم يصمد إلا ذوي الهمم العالية.

 

ورغم المكانة العلمية في كافة أنحاء العالم والتي حظي بها الشيخ عبدالمجيد -رحمه الله- واتساع رقعة محبيه في كافة المعمورة إلاّ أن مجاميع من المهووسين من أبناء شعبه ناصبوه العداء غير المبرر نتيجة الكيد السياسي ويأتي ذلك ضمن القاعدة القذرة التي تبنّاها مجرم الحرب العالمي جورج بوش (إن لم تكن معي فأنت ضدي) وإلا فشخصية العالم الربّاني المجتهد ينبغي أن تُقَدّر وتحترم مكانتها من الجميع وأن تضع الدولة له ولأمثاله الحصانة اللازمة لكبح سفهاء العقول والأحلام الذين تجاوزوا الحدود بما تكنه صدورهم من غلٍ وبغضاء وما تبثه ألسنتهم من بذاءة لا مثيل لها. والتي تعرض لها الشيخ عبدالمجيد حيّاً وميتاً، لو قيل بعضها في أحد القادة لأقام الدنيا ولم يقعدها.

 

بينما الشيخ حتى في حياته كان لا يلقي بالاً لهذه التفاهات وكان يمثل قمة المدنية والحضارة في الاحتكام للقانون عندما قامت إحدى الصحف الصفراء بنشر كذبة افترتها عليه ونسبتها إلى صحيفة ألمانية فماذا فعل الشيخ رفع دعوى قضائية أمام المحكمة اليمنية ضد الصحيفة ورئيس تحريرها،

وفي الأخير تلك الأقلام المسيئة وإن سلقونا بألسنة حداد فهم لا يسوون شيئاُ أمام تلك الجموع الغفيرة التي أدت صلاة الجنازة عليه وتبعت جنازته وغيرهم الملايين في أنحاء العالم من قد رفعوا جميعهم أكف الضراعة للمولى -عز وجل- بأن يغفر له ويرحمه ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاُ.

ونسأل الله أن يخلف على الأمة اليمانية بخير، فقد ترجّل فارسها وعلمٌ من أعلامها.

وفي الختام نقول إن الشيخ -رحمه الله- كغيره من علماء الأمة له اجتهاداته التي قد لا يتوافق عليها الجميع وقد لا تروق للبعض لكن يظل الاحترام قائماً.