آخر الاخبار

أمين عام مجلس شباب الثورة : استهداف محافظة الحديدة استهداف للسيادة اليمنية وامتداد لعدوان إسرائيل على أشقائنا في غزة مليشيات الحوثي الانقلابية تكشف الحصيلة الأولية لضحايا الهجوم الاسرائيلي على الحديدة اول رد للناشطة اليمنية توكل كرمان على الغارات التي استهدفت محافظة الحديدة غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية سرية للمليشيات الحوثية ومنشئات حيويه ومؤسسات أمنية بمحافظة الحديدة.. تفاصيل الجيش السوداني يعلن عن انتصارات كبيرة ودحر قوات الدعم السريع من احد الولايات الهامة عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي.. نقابة الصحفيين اليمنيين تطالب سلطات الشرعية بعدن سرعة إطلاق سراح الصحفي فهمي العليمي فورا منظمة صحفيات بلا قيود  تطالب بسرعة الإفراج عن الصحفي فهمي العليمي من سجون مليشيا الحزام الأمني وتحملها المسؤولية الكاملة عن حياته الكشف عن الجهة المتسببة بالعطل الكبير في شبكات الإنترنت وأحدث اضطرابات حول العالم؟

القبيلة رافعة حضارية أم تخلف وبدائية
بقلم/ عمار التام
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 11 يناير-كانون الثاني 2023 04:11 م

  في كل حدث له صلة بالمكون القبلي يحتدم الجدل مدحا وقدحا عن القبائل اليمنية ودورها الإيجابي والسلبي والعجيب أن الفريقين متمسكون بانتماءهم القبلي من موقعهم الحزبي أو منابرهم الفكرية والإعلامية وعلاقاتهم الاجتماعية. ولمناقشة هذه الجدلية المتصلة والمتجددة بين النخب اليمنية نتناول الموضوع بعيدا عن النمط الاجباري للإنحياز خلف أحد الخيارين. الحديث عن القبيلة يرمي الى عمق أبعد من مدحها أو ذمها، إذ يعتمد نجاح أي مشروع سياسي أو تحرري ثوري في اليمن على القدرة والسيطرة على المكون القبلي وتطويعه لا تجاوزه ليصبح الرافعة الاساسية للنجاح والاستمرار.

وهذه المسألة كانت واضحة في فشل ثورة 48 في ايام معدودة، ونجاح ثورة سبتمبر وخاصة بعد خروج الإخوة المصريين إثر نكسة 67م، وكانت ملحمة السبعين الخالدة مؤكدة لدور القبيلة الحاسم وأنها صاحبة الكلمة والرصاصة الاخيرة في كل مراحل الصراع.

وهذا ما فهمه التنظيم السري للهاشميين بداية السبعينات في التعامل مع المكون القبلي رافعة الثورة والجمهورية بأساليب متعددة بدأت بالتطمين واستعادة العلاقات مع مراكز القوى القبلية والمصاهرة وشراء الولاءات وإذكاء الصراعات.

ومن جانب آخر تشويه شامل للقبيلة خلال عقود الجمهورية واغتيال عشرات من رموز القبيلة الجمهوريين كأحمد عبدربه العواضي وأحمد علي المطري وحمود الصبري والقاضي ومشائخ الحجرية والمناطق الوسطى والبيضاء وصعدة وسفيان وحجور وعمران وغيرهم في ظروف وملابسات كان فيها التنظيم الهاشمي طرف ثالث يظهر في النتيجة ويغيب في المعطيات كونه المستفيد من تسوية الملعب القبلي لصالح مشروعه السلالي الذي أعلنه أخيرا في 21/9/2014م.

مربض الفرس في الحديث عن القبيلة أن المزاج العقلي الثابت للمجتمع اليمني بل والخليجي هو مزاج قبلي، قد يتمدن خُلُقاً كوضع استثنائي. حتى وان أنتج هذا المزاج دولة وحضارة وهو مايميز القبيلة اليمنية لكنه ينزع إلى عرفه القبلي ويتجاوز كل الإنتماءات السياسية والإيدلوجية وقد شهدت اليمن صراعات دموية بلافتات متعددة لكن دوافعها قبلية وجهوية كأحداث 13يناير والصراع بين الجبهة الوطنية وبقية الكيانات في الجنوب والشمال. الوازع الديني لدى افراد المجتمع اليمني شبيه بمد موج البحر وجزره، على تفاوت وأحيانا ينعدم الوازع الديني. لكن وازع العيب القبلي والله المستعان شبيه بشرارة القداحة أو اشتعال الكبريت، بل إن وازع العيب القبلي له تأثير السحر على المجتمع اليمني إن أُحسن استخدامه وتوجيهه.

كل الكيانات الوطنية تعتمد على الرافعة القبلية والجهوية لتشكيل عصبة قوة السيطرة والنفوذ، لكن يكمن الخلل في السلوك الانتقائي والانتهازي في التعامل مع المكون القبلي كوحدة اجتماعية شاملة.

فالقبيلة هي أول وأكبر مساحة نوجه لها رسائلنا في طريق استعادة الدولة، وهي أكبر من يحتفظ بطاقات وقدرات وطنية كامنة توظف أحيانا للسلوك القبلي الانتهازي والاسترزاقي بسبب تجاهلها وظنية هامشيتها في قلب معادلة الصراع وتغيير الموازين.

لا تتعبوا أنفسكم بذكر مثالب القبيلة اليمنية بل وجهوا الجهود الفكرية والسياسية والإعلامية لاستنهاضها والوصول بها إلى حالة اليقظة والتجلي بخطاب الهوية اليمنية المتجذرة داخلها واستثارة وازع العيب القبلي وذكر مناقبها وفق استراتيجية شاملة تفضي إلى نصر محقق.

يكمن التحدي الأكبر والأول اليوم أمام النخب الوطنية في قدرتهم على تقديم رؤية عملية مسنودة بجماعات ضغط سياسي وثقافي واعلامي متصل ومكثف لفك الإرتباط بين المكون القبلي والكيان السلالي وحشد نسبة كبيرة من طاقات وقدرات المكون القبلي لمواجهة الكيان السلالي .