تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي
قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية .
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية
عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين
هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟
نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026
خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن
مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب.
تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون
فعالية حاشدة لمؤتمر مأرب الجامع ومجلس الجوف الوطني... دعوات لوحدة الصف الوطني لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.
خلال أقل من شهرين توجه الرئيس علي عبدالله صالح مرتين إلى الخارج لإجرا فحوصات طبية " وصفها الإعلام الرسمي بأنها "اعتيادية"، وعقب عودته يوم الجمعة الماضي من زيارة رسمية لكل من اسبانيا وبلجيكا، توجه إلى مستشفى يمني لإجراء فحوصات "اعتيادية" أيضا.
الإعلام الرسمي بث خبر الفحوصات العادية استباقا لأي تأويلات أخرى قد تنجم من تسرب خبر وجود الرئيس في المستشفى، ولكن نشر الخبر في موقع صحيفة الجيش ضاعف شكوك اليمنيين في حقيقة صحة رئيسهم.
ومن حق الناس أن يتشككوا لأنه لا يوجد رئيس عاقل بالغ قادر يمكن أن يعود من أوروبا لإجراء فحوصات طبية في مستشفى من مستشفيات راصع، إلا إذا كان الأمر يتعلق بأمر مستعجل، أو حالة صحية طارئة. وبعد أن سمعنا من التلفزيون الرسمي أن الرئيس وجه الحكومة بسرعة اعتماد مبلغ مليار ريال لإعادة تأهيل وتجهيز مستشفى بن سيناء بالمكلا بمحافظة حضرموت، أدركنا أن الرئيس تم نقله أولا إلى ذلك المستشفى، وربما أنه رأى بنفسه عدم وجود تجهيزات حتى لفحص الدم فغادر إلى صنعاء غاضبا ومدركا لحقيقة المأساة التي يمكن أن يواجهها المواطن اليمني الذي لا يملك طائرة خاصة تنقله إلى ألمانيا في أي لحظة يشاء.
التوجيه الصادر من رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء ووزير الصحة العامة والسكان بأن يكون تأهيل مستشفى ابن سينا " كاملا وشاملا وبصورة تامة وعاجلة ، لكل ما يحتاجه المستشفى من أجهزة ومعدات طبية وفنية" يجعلنا أيضا ندرك أن الدولة التي تدار بالتوجيهات لا يمكن بناؤها، وكان على الرئيس أن يعزل وزير الصحة أولا، قبل أن يتبرع بمليار ريال من خارج الميزانية وخارج الخطط التنموية التي تعد أيضا بالتوجيهات المزاجية. ولكن هذا الأمر يجعلنا ندرك أيضا أن النظام في اليمن هو العليل وليس الرئيس.
وإذا كان الرئيس قد دخل مستشفى ابن سيناء بالصدفة فماذا سيفعل لو زار مستشفى رداع، هل سيأمر بمئة مليار ريال لإصلاحه؟! أم أنه مازال ينظر لسكان رداع بأنهم عملاء للمخابرات المصرية، لا يستحقون الحياة. وحتى إن أراد الرئيس إصلاح الأوضاع، فمن أين سيأتي بمليارات الريالات لعلاج مستشفيات اليمن العليلة، بعد أن وزع ثروة البلاد على شراء الذمم في الشمال والجنوب؟!
والشئ المزعج حقا هو أن مستشفيات اليمن لا تعرف حقيقة مرض الرئيس، ولكن هناك جهات خارجية تعرف حقيقة المرض بشكل دقيق، وبالذات الأجهزة الاستخبارية الدولية التي لا بد أنها بدأت تعد العدة للخليفة بمجرد اكمالها ترجمة الملف الصحي للرئيس اليمني من اللغة الألمانية إلى اللغة الإنجليزية، لتسهيل مهمة المحللين الاستخباريين.
وباختصار شديد فإن الشعب اليمني لا يعرف ولا يمكن أن يعرف ما هي حقيقة مرض الرئيس ولكن أطباء البحرية الأميركية ، ومستشفيات ألمانيا، ومؤسسات صنع القرار في دول التحالف الغربي تعرف الحقيقة بكل تأكيد أكثر مما يعرفها طبيب الرئيس الخاص محمد السياني لأن الرئيس يجري فحوصاته في أمريكا وألمانيا ، وله ملف في مستشفى جامعة جورج واشنطن الذي اسعف إليه أثناء زيارته لواشنطن، ولم يسعف إلى جامعة الإيمان لتلقي العلاج على يد الشيخ الزنداني.
كاتب هذا العمود هو من بين ملايين اليمنيين الذين لا يعرفون إن كان الرئيس يعاني من علة مزمنة أم لا لأن الملفات الشخصية للمرضى في مستشفيات ألمانيا وأمريكا، ليست متاحة لنا كما هي متاحة لأجهزة الاستخبارات الغربية، وليست منشورة في محرك جوجل للبحث عبر الانترنت، ولكن الشئ المتاح لنا معرفته معرفة أكيده هو أن اليمن تعاني من مرض خبيث لا بد من استئصاله وهو سرطان الفساد الذي انتشر في كل أوصال النظام القائم حاليا، وبدون استئصال الفساد سيظل اليمن مريضا بئيسا، مهما تعافى حكامه.
* نقلا عن اصحيفة لمصدر