آخر الاخبار

شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة ترامب ينفذ مجزرة إقالات.. طرد 12 مفتشا عاما خلال ساعات تفاعل غير مسبوق و جديدة للسنوار خلال المعارك في قطاع غزة برنامج ما خفي أعظم ..يكشف خفايا وتفاصيل جديدة عن معركة السابع من أكتوبر

مرتزق يصافح الشيطان بيد ويرفع الأخرى بالدعاء
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 07 مارس - آذار 2011 07:53 م

يعيش على هامش الحياة مثل باقي القطيع، يرعى في الأرض لكنّه لا يملكها، يعمل كرجل آلي صُمم لهذه الغاية، دمية تحركها أصابع أولي الأمر، وما أكثرهم! ربّ الأسرة، ربّ العمل، ربّ الحكم وربّه. حياته متاهة يدخلها قسراً ويخرج منها منهكاً متهاوياً حيث مرقده الأخير، بين القبور، بجانب زملاء الحياة. طيف لا يراه أحد، مجهول الهوية، لم تتعرّف إليه ضمائر اللغة العربية ولا ضمائر العرب!

إنسان يعيش على الفتات كي يقتات، مقهور إمّا بالخوف أو بالسياط. يترنّح على جدران التاريخ مخموراً بالكذب، ثملاً من كؤوس الشعارات، يعشق كان وأخواتها، لكن، لا محلّ له من الإعراب. غائب لا حاضر يُذكر له ولا ماضٍ، يسهل التنبؤ بمستقبله، فهو مدمن على التوكّل وعلى كافّة الغيبيات. عمره أعوام من الخيبات، وبرجه السقوط بعد الصدمات، جنسيته قابلة للتغيير حسب الاحتمالات، وطنه من ورق، يُباع ويُشترى، معروض في قاعة المُزايدات.

يصافح الشيطان بيد, ويرفع الأخرى بالدعاء، لا ينتمي إلى حزب أو جماعة، ويشتم جميع التوجّهات، مرجعيته الشك والتردد، وهوايته النفاق على جميع المستويات. أصله من عشيرة المهاترات. تعلّم في مدرسة العصا على يد أساتذة التلقين, وحصل على شهادة عليا في اللغو الفارغ, والنحو العقيم.

يجلس خلف مكتبه عنترة بن شدّاد، ينظر إلى ساعة الحائط ثماني ساعات، يشرب القهوة ويقلّب أوراق المعاملات، قوّته في الختم الأزرق ,ونقطة ضعفه العُملة والرشوات. حريته انتهاء وقت العمل الرسمي، طموحه رقم قياسي في التثاؤب, وحلّ الكلمات المتقاطعة في جميع الصحف اليومية والمجلات.

يعيش ليأكل ما قلّ وزاد، يقضي وقت فراغه في الثرثرة والتنقّل بين المحطّات، يعشق (هيفاء) سرّاً ويكفر بالملذّات، جاهل عالِم بكل شيء، بليغ اللسان في المناسبات، يُكثر من ذكر ربّه عند الشدّائد ويؤدي جميع الصلوات.

مرتزق يخشى الشبهات، يترفّع عن الصغائر جهراً ليرتكب الكبائر سراً، يتقن الخيانة وفن الاتهامات. يسير مع التيار ويُمسك بذيل النظام. سياسته "امشِ جنب الحائط واغتنم الفرص التي تجلبها الريح . يُنكر نفسه، أباه وأمّه، وينسى اسمه، وطنه وهويته, مقابل حفنة من الريالات..

في نهاية يومه، يغفو على وسادة الأحلام الضائعة فيستيقظ صباحاً فخوراً بتلك الانجازات!