آخر الاخبار

قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب - شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء شاهد الحلقة الأولى من برنامج ''هرجلة'' مع الفنان الكوميدي محمد الحاوري

اليمن السعيد...أبو الدنيا
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 12 إبريل-نيسان 2013 04:17 م

حب الأوطان غريزة أبدية، ملازمة للإنسان السليم الفطرة، رسخت الأديان هذه الغريزة فـ (حب الوطن من الإيمان)، فلا تجد شعباً من شعوب الأرض ، إلا و حبه لوطنه يملأ قلبه،و يتفاخر ويعتز به،وانتماءه له ،ويعدد فضائله ومناقبه سيما إن ملك رصيدا حضاريا ضخما، قابع في أسفار التاريخ، وسلوك الحاضر وحضور المستقبل ..

ليس من العصبية الاعتزاز بالوطن، بل هو الشعور الوجداني، والتقارب العاطفي، والفعل الإنساني السوي، والامتزاج الروحي بنسمات الأرض، وجمال الموطن،وذكر الوطن تذكير بالمسئولية المناطة على كل وطني أمامه ،ورسالة تلزم القيام بالواجب تجاهه ،وكم أعجب أن أجد من يجعل لوطنه مساحة من حياته، ويكون شغله الشاغل ،وأحزن أن يغيب اليمن عن ذاكرة الكثير من أبنائه..

وقفة تأمل، واستعادة لدور اليمن عبر التاريخ، دور يعرف ويُعًرف به، وبما قدًم ،وليس غيره بأفضل منه ،انه اليمن السعيد، لكن السعادة استحقها لطيبة أرضه ورخاء عيشه(قديما) ،ولم توصف بلد بهذا الوصف إلا اليمن، ولكنه قًدم – للكثير- الكثير ويستحق أكثر من وصف..

لم تعرف شبه الجزيرة العربية - في اصطلاح أكثر الكتبة اليونان و اللاتين- إلا بالعربية السعيدة (اليمن ) ،وذهب المؤرخ الغربي (فلبي) - في دراساته لأحوال الجزيرة العربية- أن الأقسام الجنوبية من الجزيرة العربية(اليمن) هي الموطن الأصلي للساميين، وفيها نبتت السامية –و أيضا الكثير من الباحثين والمهتمين بدراسات ماضي شبه الجزيرة العربية، الى أن (عادا) هي أصل الجنس السامي،وقد عاشت بـ (الأحقاف) من أرض حضرموت- ومنها هاجرت منذ العصر (البالثوليتيك)، ومن اليمن تفرقوا الى الأقطار الأخرى..

اليمن هو (مهد العرب) - قال نشوان الحميري (يعرب بن قحطان هو أول من ألهم العربية المحضة ،واشتق اسم العربية من اسمه،ولليمن ينتسب العرب العاربة الساميون (نسبة الى سام بن نوح)، والعرب العربة القحطانيون (نسبة الى قحطان بن هود) ..

اليمن مصنع العرب، مد الجزيرة العربية بعدد كبير من القبائل اليمانية، قبل الإسلام بأمد طويل،وفي الإسلام،ومازال العنصر اليمني حاضرا هموم أمته العربية ،رغم كثرة همومه،وآلام جراحه..

انتشرت القبائل اليمانية من جنوب الجزيرة العربية الى الحجاز والشام والى شرق الجزيرة والعراق ،والى مصر وبلاد المغرب والأندلس ، ذكر الدكتور أحمد سوسة في كتابه حضارة الرافدين (انه في مطلع الألف الخامس قبل الميلاد هاجرت من جنوب الجزيرة العربية عن طريق الخليج قبائل استقرت في جنوب العراق حيث السهل الرسوبي الخصب والمياه الغرينية الدائمة والأراضي الخصبة)..

وسكنت بلاد الشام والعراق القبائل اليمانية (الغساسنة و المناذرة)،وأقامت حضارات عظيمة لم يغفل عنها التاريخ..

بظهور الإسلام،اسلم أهل اليمن، وتقدمت القبائل اليمانية صفوف الجيش الإسلامي، وحمت الإسلام في مهد نشأته،ثم مد الجيش الإسلامي أكثر من نصفه لينطلق خارج الجزيرة فاتحا الشام والعراق ومصر وفارس،والأندلس،وكانت الركن الأقوى تأثيرا في قيام وترسيخ الدول الإسلامية ،يقول المؤرخ العربي جورجي زيدان (قامت الدولة الأموية على أكتاف يمانية)..

اليمن ارض الحضارات المعينية،والسبئية والقتبانية،واثر تلك الحضارات على الجزيرة العربية وخارجها ،حتى افريقية المتسمية باسم احد ملوك حمير، ودور اليمن الرائد في التجارة ..

وللأدب والفن اليمني مكانة عظيمة، وحضور مشرف في الماضي والحاضر ،رغم ما يتعرض له حاضرا من السلب والتدليس ،ونسب الفن الجميل الأصيل الى غير أهله، يقول الأديب والباحث د. عبد الرحمن الرفاعي (إن الأدب قد بدأ لدى الشعوب الجنوبية في الجزيرة العربية ثم انتقل للشمال وإن أصل الموشح الأندلسي يمني)..

لا يتسع مقال واحد لسرد عظمة اليمن، ومكانته وفضـائـله عبر التـاريـخ ، و دوره منذ العصور القديمة ،وعصور تلت حتى يومنا هذا، و مازال دور اليمن لا ينكر، يقدم أبناءه ،ولم يبخل..

إن سرد هذه الكلمات للتذكير ،والتعريف بعظمة اليمن وتاريخه، من أجل إحياء القلوب الميتة عن حب الوطن الكبير (اليمن)،ومن وقعوا تحت تأثير الإعلام المضلل ،وأطراف تستثمره للنيل منه، وإعادة روح العزة، وتقوية الروابط بين الوطن والمواطن، فالانتماء يخلق تماسك ،وتكاتف الأيادي للعمل على تحقيق الأهداف النبيلة وحماية الوطن،أبي الدنيا السعيد حتى يعود كما كان..

badrhaviz@hotmail.com