الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم
مركز الفلك الدولي يكشف موعد بداية شهر رمضان هذا العام ومتى ستكون رؤية الهلال ممكنة؟
قطر تُسير 15 طنا من الأدوية دعما لمرضى الكلى في اليمن
حزب الإصلاح بسقطرى يوجه دعوة للمجلس الرئاسي ويدعو لتنظيم السياحة لتكون سياحة تحترم الموروث الثقافي والاخلاقي للمجتمع السقطري
مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن اليمن
هيومن رايتس ووتش تدين جرائم الحوثي في البيضاء وتؤكد: ''لايوجد أي صلة للضحايا بتنظيم داعـ.ش''
قراءة في بيان البنك المركزي الأخير الذي هاجم فيه الرئاسي والحكومة وكشف عن تقاعسهما.. 4 إشكاليات كبيرة
اغلاق جميع محلات ومنشآت الصرافة في مناطق الشرعية.. حل أم دليل عجز الحكومة في انقاذ العملة؟
9 إيرانيين يقعون في قبضة قوات المقاومة الوطنية غرب اليمن.. تفاصيل
ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. منتخبنا يخسر من أوزبكستان في أولى مبارياته في نهائيات كأس آسيا للشباب
بناء على معطيات صفقة غزة، سيواجه المشروع الحوثي في اليمن اشكاليات كبيرة بلا شك لانه اتخذ من مسرحية المناصرة حجة للهروب من الاستحقاقات الخدمية التي واجهه بها المحتجون إبان فترات الهدنة منذ مطلع عام ٢٠٢٢ كالرواتب والكهرباء والتأمينات والأسعار والأراضي والمطالب الخدمية الأخرى، بالاضافة إلى مطامع شركاء الملشنة والحروب كاستحقاقات فترة الخدمة وما ترتب على تلك التضحيات ماديا وبشريا، من محاصصة وتقاسم للمكاسب.
فعليا الحوثي الآن أمام مأزق كبير جدا، وصدمة لا يبدو أنه استعد لها، فالأحداث المتسارعة في المنطقة والتي من بينها ومن أهمها سقوط مشاريع نظيرة لمشروعه الذي يشكل جناحا رابعا لها، الأسد وحزب الله، ثم الإجراءات المتسارعة لاتمام توقيع صفقة وقف الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة في غزة.
هناك عدد من السيناريوهات التي المتاحة أمام الحوثي للاختباء خلفها إزاء المطالب المحلية الملحة، الاختباء وليس التصدي لحلها، ليس لأنه عاجز عن حلها بل لأنه في الأساس لا يريد حلها، بدليل التقارير المحلية والدولية التي تؤكد امتلاكه إمكانية الحل وموارد التمويل الكافية، لكن ذلك يصادم منهجيته وبنيته التنظيمية والفكرية والسياسية كما سنوضح ذلك هنا.. وهذه السيناريوهات هي:
- اولا البحث عن أسباب لإبقاء الجاهزية العسكرية مرتفعة، كتدشين جبهات مواجهة مع الجيران لابتزازهم، ليس بغرض دفعهم لتحمل كلفة التمويل، بل لتنفيذ مكاسب سياسية ومقاولات مدعومة وخادمة لأجندات دولية أخرى تتقاطع مصالحها مع هذا التوجه ضد الجيران.
- الثاني هو فتح جبهة حرب داخلية تحت أي مسمى يمنحه إمكانية مواصلة برنامجه السابق وأجنداته المحلية التي لأجلها خطط للحرب واستمر في تغذيتها طيلة الفترة الماضية تحت لافتات مختلفة تناسب كل اتجاه كان يذهب إليه.
- والثالث هو الارتماء في حضن خارطة الطريق السعودية، استنادا على شعوره بالعزلة بعد سقوط بشار ونصرالله وتواري إيران خلف مصالحها، والحصول من خلال الخارطة الخليجية على مكاسب أكبر تتناسب مع المستوى الذي يظن واهما أنه وصل إليه من مكاسب قضية نصرة غزة.
وفي كل تلك السيناريوهات المتوقعة، سيعمل الحوثي على حجب الفائدة منها عن مواطني مناطق سيطرته وعرقلة كل الحلول المؤدية لحلحلتها، لأن استقرار مواطني تلك المناطق يعني انتهاء مشروع الحوثي وتخفيف الضغوط المفروضة على السكان، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفرغ الشعب لأولوياته وخياراته الأخرى.
إذ أن طبيعة المشروع الحوثي وأهدافه المخفية والمعلنة تشير بكل وضوح وبكل بساطة إلى المنهجية التي يعتمدها هذا المشروع وغيره من المشاريع المليشاوية وخاصة تلك التي تصطبغ بأيدلوجية ثيوقراطية وعصبوية سلالية؛ هي الإفقار والتجويع الممنهج سواء اتخذ الطريق المباشر إلى ذلك بالقوة والاكراه وما يسمونه "العنف المقدس" للحصول على التمويل شأنه في ذلك شأن باقي المليشيات العربية المدعومة من إيران..
أو اتخذ الطريق الآخر وهو شرعنة جباياته عن طريق السلطة الرسمية إما كثلث معطل كما هي الحالة اللبنانية، أو قوننة المزايا الإمامية لأسلافه، الحالة اليمنية نموذجا، كالخمس والأوقاف والوصايا وتمكين حاشيته وأتباعه من السيطرة على الموارد والامكانيات وتذليل السبل المؤدية إلى بناء امبراطوريته المالية الخاصة به والتي تمنحه في نهاية المطاف السيطرة على الواقع من زاوية الاقتصاد حتى لو فقد السلطة السياسية.